الثقافي
20 رساما يبدعون في الزخرفة والمنمنات
المعرض يتواصل إلى 18 أفريل المقبل بتلمسان
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 فيفري 2019
رغم أن فن المنمنمات من الفنون التي تندر ممارستها من قبل الفنانين المعاصرين اليوم، إلا أن التجارب القليلة في هذا المجال تعيدنا إلى رسومات الحيوانات والطبيعة والطيور، ومرافقة هذه الرسومات للحكايات والمخطوطات الفارسية والهندية والتركية والتي دخلت إلى الفنون الإسلامية وأصبحت جزءاً منها.
وصلت المنمنمات إلى سورية والعراق ومصر منذ القرن الثامن الميلادي واستفاد الفنانون من تقنياتها البديعة، وإلى اليوم ثمة من يحاول إعادة تقديمها في قالب معاصر، وربما يكون الفنان الجزائري محمد راسم أحد أبرز من جرّبوا في هذا المجال.
والمنمنمة عبارة عن صورة تشكيلية مصغرة النسب والحجم، تخاطب العين بألوان حيوية متنوّعة مستمدة من الطبيعة، ويظهر من خلالها المجتمع في صورة مصغرة طقوساً وأزياء وعادات وحكايات وحتى تاريخاً وملاحم.
في معرض افتتح مؤخراً في “المتحف العمومي الوطني” في مدينة تلمسان، قدّم عشرون فناناً من مختلف مناطق البلد تجارب جديدة وتنويعات على أعمال المنمنمات والزخرفة والخط. ويضمّ المعرض، المتواصل حتى 18 أفريل المقبل، ستين لوحة لفنانين جربوا في هذا الشكل الفني، ومنهم محمد رانم، ومصطفى عجوط، وعلي كربوش، ومليكة قارمي، وباية زموش، وفريدة باشصي.
المواضيع التي شغلت الفنانين هي الطبيعة والمرأة والثورة والتراث والتقاليد والزخرفة.
من ذلك تناول الفنان عجوط لموضوع الثورة، عبر لوحتين الأولى هي “السلب” و الثانية هي “الأرملة” والتي تُظهر امرأة تزور قبراً، كما قدّم الفنان علي كربوش، لوحتين عن المرأة “العروس” و”الفنانة”. وعرض التشكيلي ربيعة تاشمة لوحة أيضاً عن المرأة الجزائرية بعنوان “عبقرية الجمال”.
في حين جسّدت الفنانة فريدة باشصي، التراث الجزائري من خلال الأزياء التي ظهرت في لوحتي “العاصمية” و”الحايك”، أما الأعمال المتخصّصة في الزخرفة، فظهرت في لوحات طاهر بوكروي، وحسين عيسى، ومناد بن حليمة، وعامر الهاشمي، ومصطفى بلعريبي، ومونة موزاوي وآخرين.
يُذكر أن المعرض يقام بالتزامن مع معرض رسام المنمنمات والخطاط الجزائري يزيد خلوفي، في غاليري “سين آرت” في العاصمة تحت عنوان “حبر الروح” ويضمّ عشرين عملاً يتواصل عرضها حتى التاسع من مارس المقبل، حروفيات خلوفي ومنمنماته تستفيد من التراث الصوفي الإسلامي، وظهر ذلك في لوحاته “حوار الحروف” و”تحرير حديقة”، وغيرها من الأعمال المستلهمة من حركة الحروف العربية والثقافة الصوفية التي نشأ فيها الفنان.
ف. س