الوطن

"لقاءات سرية" في البيت الأبيض لضرب دروكدال في الساحل"

واشنطن تفطنت لتحذيرات الجزائر بعد تسريب ترسانة من الأسلحة الليبية

 

 

 

*قوات "رمل الجدول" التابعة لقيادة الأفريكوم تواصل جولاتها الاستطلاعية انطلاقا من بوركينافاسو

 

كشف مسؤولون امريكيون أمس عن عقد البيت الأبيض سلسلة من الاجتماعات السرية خلال الأشهر الأخيرة لبحث التهديد الذي يشكله أتباع الأعور ودوركدال في صحراء الساحل، حيث بدؤوا في النظر للمرة الأولى في التحضير لتوجيه ضربات أحادية، مؤكدين أن تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا وتسريب ترسانة من الأسلحة بعد التدخل الأجنبي ساهم في "تقوية" التنظيم الإرهابي.

 

وأكد المسؤولون الاميركيون حسبما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" أن الاجتماعات والنقاشات السرية تركزت على البحث عن سبل مساعدة جيوش المنطقة لمواجهة تنظيم القاعدة، ولكنها درست ايضًا امكانية التدخل الأميركي المباشر إذا استمر نشاط القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بلا كابح.

ونقلت عن مسؤول كبير مختص بشؤون مكافحة الارهاب من المشاركين في الاجتماعات السرية "نحن الآن لسنا في وضع لا يتيح لنا أن نفعل الكثير". واضاف أن المسؤولين بسبب ذلك بدؤوا يفكرون في احتمالات أخرى، منها استخدام طائرات بدون طيار.

ويقود هذا المجهود مستشار البيت الأبيض لمكافحة الارهاب جون برينان بمشاركة مسؤولين من وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية والبنتاغون. وقام قائد القوات الاميركية في افريقيا "افريكوم" بجولة في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، شملت موريتانيا والجزائر وبلدانا اخرى يمكن أن تساهم في قوة لحفظ السلام تُنشر في مالي. وامتنع مسؤولو البيت الأبيض عن التعليق على هذه التطورات.

كما أن إسقاط دكتاتور ليبيا العقيد معمر القذافي اطلق موجة من نزوح المرتزقة الأفارقة مع اسلحتهم عائدين إلى بلدان تنشط فيها عناصر القاعدة. وتطرقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون إلى هذا التطور في الأمم المتحدة، قائلة إن "الارهابيين يسعون إلى توسيع دائرة نشاطهم وشبكاتهم في اتجاهات متعددة".

وقال مسؤولون اميركيون انهم يدرسون قدرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لأسباب منها تفادي الأخطاء السابقة في الاستهانة بفرع تنظيم القاعدة في اليمن. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول استخباراتي اميركي كبير قوله إن السؤال الذي يفرض نفسه في نقاشات البيت الأبيض، هو "هل ننظر إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على انه الآن في موقع مماثل لما كان عليه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قبل خمس سنوات؟". وكانت الأجهزة الاستخباراتية الاميركية استهانت ايضا بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب كتهديد اقليمي، إلى أن كُشفت علاقته بمحاولة تفجير طائرة كانت متجهة إلى ديترويت في اواخر عام 2009. في غضون ذلك تزيد الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لجيران مالي بعدما حجبتها عن هذه الأخيرة بسبب الانقلاب العسكري، وتجري مناورات عسكرية مشتركة مع جيوشها، وتواصل قيادة "افريكوم" عمليات الاستطلاع الجوي في إطار برنامج مصنف باسم "رمل الجدول" تنفذه قوات اميركية خاصة تتمركز في بوركينا فاسو.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين اميركيين كبار تأكيدهم أن الولايات المتحدة لم تشارك في الغارة الجوية التي نُفذت في شمال مالي في جوان الماضي، وانهم ما زالوا لا يعرفون ما إذا كانت هناك غارة اصلا. وكانت وسائل اعلام في دول المنطقة تحدثت عن "غارة جوية غامضة" اسفرت عن مقتل سبعة من عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كانوا في موكب من اربع عربات.

محمد. أ

 

من نفس القسم الوطن