الوطن

39 ألف محبوس يتابعون التعليم العام في الجزائر

ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يؤكد ريادة التجربة في إعادة إدماج المحبوسين

تحصي المؤسسات العقابية بالجزائر نحو 39 ألف محبوس يتابعون التعليم العام، منهم نحو 4000 مرشح للبكالوريا والعدد نفسه بالنسبة لشهادة التعليم المتوسط، بالإضافة إلى 35 ألف نزيل يزاولون التكوين المهني.

أثنى الممثل المقيم المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر، إدوين كاريي، على ريادة التجربة الجزائرية في مجال إعادة إدماج المحبوسين لارتكازها على إصلاحات دستورية تتصل بحقوق الإنسان والحريات العامة، وفي افتتاح ملتقى تكويني جهوي حول دعم مساهمة المجتمع المدني في مجال إعادة إدماج المحبوسين نّظم بالجزائر العاصمة، أشاد كاريي بالتجربة التي حازتها الجزائر في هذا المجال، وهو ما جعلها تحتل الريادة في المنطقة، مشيرا إلى أن هذه التجربة أثارت اهتمام عديد الدول كمالي والنيجر ومؤخرا لبنان.

وبعد أن أوضح بأن التجربة الجزائرية ترتكز على إصلاحات دستورية تتعلق بحقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية، ذّكر المسؤول الأممي بأن الجزائر لجأت ومنذ سنوات إلى تعويض مصطلح إعادة التربية بإعادة الإدماج، وهو ما يعكس -كما قال-الإرادة السياسية القوية لجعل هذه المسألة نقطة استراتيجية في تكريس السلم والأمن الاجتماعيين من خلال التقليص من نسبة العود إلى الإجرام.

وفي تطرقه للدور المنوط بالحركة الجمعوية في هذا المجال، شدد كاريي على أن مساهمة المجتمع المدني من شأنها مضاعفة حظوظ المحبوسين السابقين في اندماجهم من جديد وبسلاسة في مجتمعاتهم.

كما أكد أيضا أن ما تقوم به الجزائر من جهود في هذا الاتجاه، يتوافق تماما مع مخطط برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لفترة (2017/2021)، ليضيف بأن السنتين المتبقيتين سيتم خلالهما التركيز على الشق المتعلق بدعم قدرات الحركة الجمعوية وإنجاز مراكز استقبال للمحبوسين لتمكينهم من الحوار المباشر مع المساعدين النفسانيين والاجتماعيين بغية التسريع في إعادة إدماجهم وكل ذلك ضمن برنامج التعاون الثنائي مع الجزائر، وتابع مؤكدا في الصدد نفسه، بأن النساء المحبوسات ستمنح لهن أهمية خاصة بالنظر إلى هشاشة وضعهن الاجتماعي.

من جهته، أكد المدير العام لإدارة السجون مختار فليون على دور المجتمع المدني في تجسيد إعادة إدماج المحبوسين ميدانيا، وهو ما دفع بالجزائر إلى إفراد حيز كبير للتعاون مع الجمعيات في إطار الإصلاحات التي مست سياستها العقابية، وقال بهذا الخصوص الدولة الجزائرية تقوم، من خلال مؤسساتها العقابية، بعمل جبار لتسهيل  إعادة إدماج المحبوسين عبر تمكينهم من التكوين خلال فترة الحبس، غير أنها غير قادرة على متابعة الجميع بعد الإفراج، وهي المهمة المنوطة بالجمعيات لكونها الأقرب إليهم، مضيفا أن الكثير ممن أخطأوا عن جادة الطريق، أصبحوا عناصر فعالة وصالحة في المجتمع بعد التكفل بهم من قبل الحركة الجمعوية التي قامت بحمايتهم من الوقوع مرة أخرى في فخ الإجرام.

وفي سياق ذي صلة، أفاد فليون بأن المؤسسات العقابية بالجزائر تحصي نحو 39 ألف محبوس يتابعون التعليم العام، منهم نحو 4000 مرشح للبكالوريا والعدد نفسه بالنسبة لشهادة التعليم المتوسط، بالإضافة إلى 35 ألف نزيل يزاولون التكوين المهني.

محمد الأمين. ب

 

من نفس القسم الوطن