الوطن

لالماس: السوق الإفريقية ليست سهلة ولا تقبل بأي منتوج يدخل أسواقها

عشية انعقاد منتدى التعاون الإفريقي ودعم المقاولاتية

اعتبر، الخبير الاقتصادي والمختص في التجارة الخارجية، إسماعيل لالماس، أن مساعي بعض رجال الأعمال لترقية التبادل التجاري مع القارة الإفريقية وولوج هذه السوق أمر إيجابي، غير أنه يحتاج الكثير من العمل كون إفريقيا اليوم ليست إفريقيا السبعينات التي تقبل بأي منتوج يدخل بلادها، مشيرا أن الجزائر يجب أن تكون على قدر المنافسة المفروضة في أسواق القارة من الصين والاتحاد الأوروبي وحتى الجارة المغرب.

أشار إسماعيل لالماس، في تصريحات لـ"الرائد"، على خلفية النشاط المكثف لبعض رجال الأعمال وحتى مسؤولين اقتصاديين، هذه الأيام، لرفع التبادل التجاري بين الجزائر وإفريقيا في إطار اتفاقية تبادل حر تم الإمضاء عليها منذ أشهر، أن السوق الإفريقية ليست سهلة، مضيفا أن الجزائر ليست جاهزة بعد لولوج تجربة منطقة التبادل الحر الإفريقية، بحكم أن بلادنا خسرت الكثير بسبب اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في ظل عجزها عن الموازنة بين ما تصدّره لدول الاتحاد الأوروبي وما تستورده منه.

وقال المتحدث في السياق ذاته أنه رغم المساعي الإيجابية إلا أن المسؤولين يجب أن يعوا أن إفريقيا اليوم ليست هي إفريقيا السبعينيات التي تقبل بأي منتوج يدخل ترابها، وخير دليل على ذلك ما حدث أمس الأول حيث قامت السلطات الليبية بإتلاف أطنان من عصير رويبة المصدر بسبب عدم مطابقة المعايير، مشيرا أن المسؤولين ورجال الأعمال يجب أن يضعوا في عين الاعتبار المنافسة الحادة من طرف دول الاتحاد الأوروبي، والصين التي تريد غزو القارة الإفريقية بمختلف منتجاته، وحتي دول الجوار، مضيفا أن إفريقيا اليوم متفتحة على مختلف القوى الاقتصادية الكبرى وعمالقة التجارة والتصنيع من أوروبا وأمريكا وآسيا والشركات متعددة الجنسيات. 

وقال لالماس إنه على الحكومة تحضير نفسها جيدا واتخاذ الإجراءات والآليات اللازمة لمرافقة المصدرين الجزائريين في هذا المسعى، على غرار ضمان الجودة والنقل واللوجستيك، والقدرة التنافسية مع البلدان التي تنام على تقاليد عالية في التصدير وقادرة على اختراق السوق الإفريقية بقوة. وعاد المتحدث ليذكر بتجربة الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي كانت نتائجها سلبية أكثر منها إيجابية بالنسبة للجزائر التي منحت تسهيلات جمركية كبرى للشريك الأوروبي، مقابل عدم وجود أي منتوج جزائري يدخل السوق الأوروبية.

ودعا لالماس السلطات الجزائرية إلى توفير مختلف الوسائل والإمكانيات لتسهيل تصدير المنتجات الجزائرية، مشددا على أن عددا منها وجد طريقا للسوق الخليجية التي أبدت اهتمامها بها، ومن الممكن أن تجد طريقها للسوق الإفريقية، ولكن يجب قبل ذلك توفير الإمكانيات اللازمة والتسهيلات الضرورية للمصدرين.

للإشارة، فإن مساعي حثيثة يرعاها رجال أعمال ومسؤولون اقتصاديون هذه الأيام لتصدير منتوجات وطنية نحو بلدان إفريقية، حيث من المنتظر أن تجتمع اليوم 45 منظمة لأرباب العمل الأفارقة وممثلي عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى، على غرار كوكا كولا وماستر كارد وبمساهمة الاتحاد الأوروبي، بقصر المؤتمرات في الجزائر وطيلة يومين كاملين، لمناقشة فرص تطوير الشراكة الاقتصادية في السوق الإفريقية، وهذا في إطار منتدى التعاون الإفريقي ودعم المقاولاتية، الذي تنظمه الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن