الثقافي

واسيني الأعرج: القارئ أصبح أكثر ذكاء بفضل الوسائط

اعتبر أن القراءة هي العتبة الأولى للكتابة

اعتبر الروائي واسيني الأعرج، أن القراءة تشكل العتبة الأولى للإبداع والكتابة لدى الأجيال اللاحقة، حتى ولو كانت في البداية من باب التقليد، وأوضح الكاتب الجزائري أن القارئ في بداياته يقرأ كتبا كثيرة لكتاب متعددين، لكنه مع تقدم خبرته القرائية يجد نفسه ميالا لأسلوب كاتب معين استطاع أن يعبر عن شخصيته أو أحاسيسه، مضيفا أنه يمكن أن يذهب بحد الكتابة إلى تقليد كاتبه المفضل، إلى أن يجد طريقه.

أبرز واسيني الأعرج الأستاذ الجامعي في جامعتي الجزائر والسوربون، خلال حلوله مؤخرا ضيفا على ندوة “تحديات القراءة الأدبية في العالم العربي” ضمن فعاليات معرض الكتاب بالمغرب أنه “لا يتفق مع الرأي الغالب حول العزوف عن القراءة بشكل عام”، معتبرا أن الأمر يتعلق في السنوات الأخيرة بانحراف القراءة نحو مسلك آخر أكثر نظاما من المسلك الفوضوي، حيث يبدأ القارئ بحصر توجهه نحو مواضيع معينة تجيب عن تساؤلاته ورغباته.

وتابع صاحب رواية “أصابع لوليتا”، أن القراءة أصبحت متخصصة ودقيقة أكثر، ومتطلباتها كثيرة أيضا، لافتا الانتباه بأن القارئ أصبح يتعامل معها بذكاء أكبر نظرا لتعدد المصادر وإمكانيات الاطلاع، خصوصا وسائل التكنولوجيا الحديثة، وبالتالي يشرط على الكاتب جزءا من هذه القيم.

وسجل الروائي، أنه رغم ما يقال حول مجتمعاتنا بأنها لا تربي على ثقافة القراءة إلا أنها استطاعت إنجاب أهم الكتاب العرب، ضاربا المثل بالإقبال الكبير على المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، باعتباره وجهة ثقافية وأدبية للمغرب والعالم العربي.

ويعد الأعرج (65 سنة)، الذي يشغل حاليا منصب أستاذ بجامعتي الجزائر والسوربون بباريس، من أهم الأقلام الروائية في البلدان العربية، إذ ترجمت رواياته للعديد من اللغات مثل “كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد” (2004) التي حصل من خلالها على جائزة المكتبيين الكبرى في 2006 و”أصابع لوليتا” (2012) آخر أعماله. كما حاز الروائي، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، جائزة الشيخ زايد للآداب في 2007 واختيرت روايته “حارسة الظلال” (دون كيشوت في الجزائر) في 1997 ضمن أفضل خمس روايات صدرت في فرنسا.

ورغم أن واسيني الأعرج ينتمي إلى الجيل التأسيسي للرواية الجزائرية التي بدأت ملامحها في التشكل خلال فترة الستينيات، أي خلال اللحظة التي كانت فيها الجزائر تسعى إلى التخلص من آثار أزيد من قرن وربع قرن من الاستعمار الفرنسي، والبحث عن بناء الهوية الجزائرية من جديد على كافة الأصعدة بما فيها اللغوية والأدبية.

والأعمال الروائية الأولى لواسيني الأعرج تعبيرا عن جزائر الحرب والموت في مواجهة المستعمر كما هو الشأن بالنسبة إلى رواية “البوابة الحمراء.. وقائع من سيرة رجل غامر صوب البحر” أو “ما تبقى من سيرة لخضر حمروش”، التي تشكل نموذجا لمدى هيمنة موضوع الحرب الذي كان بمثابة نقطة قوة الرواية الجزائرية، قبل أن يؤدي الإفراط في تناوله إلى عكس ذلك.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي