الوطن
"العنف" و"الجريمة" يحكمان الإقامات الجامعية...!
بسبب تجاوزات وخروقات جعلت الطلبة يعيشون اللاأمن داخل هيئات نظامية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 فيفري 2019
الطلابي الحر: نطالب بشركات أمن خاصة من أجل حراسة الإقامات الجامعية
رابطة حقوق الإنسان: يجب محاسبة المتورطين على التسيب الحاصل في الإقامات الجامعية
طفت إلى السطح مجددا، هذه الأيام، إشكالية غياب الأمن داخل الإقامات الجامعية، بعد تسجيل جرائم قتل راح ضحيتها طلبة، حيث تحدثت أمس منظمات طلابية وحتى منظمات مجتمع مدني عن تجاوزات بالجملة تحدث داخل الإقامات الجامعية، جعلت هذه الأخيرة مكانا غير آمن بالنسبة للطلبة، وهو ما يستدعي حتما تدخلا من أعلى مستوى لمعالجة هذه الوضعية الكارثية.
وقد أعادت حادثة مقتل طالب في الطب في غرفته داخل الإقامة الجامعية طالب عبد الرحمن 2 في بن عكنون بالعاصمة، الجدل مجددا حول ما تعيشه الإقامات الجامعية بالجزائر من خروقات وتجاوزات بالجملة، لا تتعلق فقط بالأمن بل حتى بظروف التكفل بالطلبة وظروف الإطعام والإعاشة، حيث اشتكى أمس عدد من الطلبة، في تصريحات لـ"الرائد"، من ظروف كارثية يعيشونها داخل الإقامات الجامعية، تعود أساسا لحالة من التسيب والفوضى في التسيير في هذه الإقامات.
وأكد هؤلاء على انعدام أقل المتطلبات في عدد من الإقامات الجامعية، منها الأفرشة والأغطية الأسرة، كما أشاروا لانعدام النظافة داخل الاقامات، والإنارة العمومية واهتراء الغرف. وبالنسبة للإطعام، رفع الطلبة شكاوى فيما يخص رداءة الوجبات كما ونوعا وانعدام النظافة داخل المطاعم الجامعية، وسوء التنظيم الذي يتسبب في تشكل طوابير لساعات من أجل الحصول على وجبة إطعام قد تؤدي بنسبة كبيرة للتسمم، غير أن أغلب من تحدثنا معهم من طلبة جامعة بن عكنون وبوزريعة ودالي إبراهيم أشاروا أن هذه الظروف المزرية تبقي لا شيء أمام غياب أهم عامل بالنسبة لهم وهو الأمن، حيث أجمع أغلب نزلاء الإقامات الجامعية سواء كانوا ذكورا أو إناثا على أن الإقامات باتت أمكنة غير آمنة بسبب ممارسات بعض العاملين داخل الإقامات الجامعية والسماح للغرباء بدخول هذه الأخيرة والمبيت فيها بشكل يومي، بالإضافة إلى غياب مخطط صارم للدخول والخروج من الإقامة الجامعية، بشكل بات كل من هب ودب يدخل ويخرج من الإقامات دون حسيب ولا رقيب، وهو ما جعل هذه الأخيرة مرتعا للمجرين والمنحرفين، وهو ما كانت نتيجته شجارات واعتداءات وسرقة وعنف داخل الإقامات وحتى جرائم قتل.
• الطلابي الحر: نطالب بشركات أمن خاصة من أجل حراسة الإقامات الجامعية
وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام للطلابي الحر، سمير عنصل، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، أنهم كهيئة طلابية رفعوا في العديد من المرات تقارير لوزارة التعليم العالمي ووجهوا عدة مرات رسائل مستعجلة تشتكي من تردي أحوال عدد من الأحياء الجامعية، لا سيما المتواجدة منها بالعاصمة، بومرداس، تيزي وزو وبجاية، دون تحرك من قبل الجهات الوصية، لتكون النتيجة استمرار انعدام الأمن في الأحياء الجامعية، إلى درجة أن الطلبة باتوا يتعرضون للقتل داخل غرفهم.
وقال عنصل إن جريمة قتل طالب الطب في الإقامة الجامعية طالب عبد الرحمن 2 هي نتيجة للفوضى وسوء التسيير والتسيب الحاصل في الإقامات الجامعية، معتبرا أن أعوان حراس الإقامات الجامعية غير مؤهّلين إطلاقا لممارسة المهام المنوطة بهم، لا من حيث السهر على ضمان وأمن وسلامة الطلاب من أي اعتداء خارجي، ولا حتى من حيث القيام بأهم التدخلات عند تسجيل أي حادث، داعيا وزارة التعليم العالي لضرورة التدخل والاستعانة بشركات أمن خاصة من أجل حراسة الإقامات الجامعية وتأمينها على أعلى مستوى من الغرباء الذين باتوا يتربصون بهذه الإقامات، حيث قال عنصل إن عمالا في قطاع التعليم العالي وخارج قطاع التعليم العالي وكذا غرباء ومافيا باتوا يسيطرون على الغرف في الإقامات الجامعية، مقابل تشريد عشرات الطلبة الذين هم أحق بالإقامة. وقال عنصل في السياق ذاته إن غياب المحاسبة والفوضى جعل الجريمة تنتشر داخل الإقامات الجامعية، وهو أمر خطير يستدعي تدخلا من أعلى مستوى.
• رابطة حقوق الإنسان: يجب محاسبة المتورطين على التسيب الحاصل في الإقامات الجامعية
من جهته، دق رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان، هواري قدور، ناقوس الخطر بشأن ما يحدث في الإقامات الجامعية، مشيرا في تصريح لـ"الرائد" إلى ضرورة تطبيق القانون وبصرامة ومعاقبة كل المسؤولين عن جريمة القتل التي حدثت في إقامة طالب عبد الرحمن، حتى لا يتكرر نفس السيناريو.
وقال هواري قدور إن جريمة القتل هذه تؤكد صدق مئات الشكاوى والرسائل التي وجهها الطلبة للوزارة وديوان الخدمات الجامعية، دون أن تتحرك هذه الأخيرة، مضيفا أن آلاف الطلبة في نحو 400 إقامة جامعية يعيشون أوضاعا مزرية، بسبب غياب الأمن وهو ما سيجعل حادثة طالب عبد الرحمن تتكرر في أي إقامة جامعية إن لم تتحرك السلطات المسؤولة لمحاسبة المتورطين والمتسيبين في الإقامات الجامعية.
س. زموش