الوطن

لوبيات تسيطر على غرف التبريد وتبتز الفلاحين

أزمة تخزين تتجدد عند كل موسم جني ومحاصيل ترمى في المزابل

    • أصحاب غرف التبريد يفضلون تخزين الموز بدل البطاطا والبصل بسبب هامش الربح

    • بولنوار: على وزارة التجارة تكثيف رقابتها على غرف التبريد وأماكن التخزين

 

يعاني الفلاحون كل موسم جني من مشاكل بالجملة تتعلق بتخزين وحفظ الفائض من منتوجاتهم، بسبب سيطرة بارونات ولوبيات على غرف التبريد وتفضيل هؤلاء تخزين الموز المستورد على حفظ البطاطا والبصل، وهو ما جعل الفلاحين خاصة من منتجي البطاطا هذه الفترة يستغيثون، مطالبين بتدخل وزارة الفلاحة لحماية منتوجهم من التلف.

بعد أن عمد عدد من الفلاحين، في الفترة الأخيرة، إلى رمي أطنان من البرتقال في عدد من الولايات بسبب وفرة المنتوج وغياب أماكن للتخزين، يتهدد عدد من منتجي البطاطا هذه الفترة في عدد من الولايات منها البويرة نفس المصير، بسبب وفرة في المنتوج، حيث فضل العديد من الفلاحين عدم جني محصولهم من البطاطا خوفا من تعفنه في ظل تشبع السوق من هذا المنتوج وغياب أماكن للتخزين ونقص غرف التبريد.

 ومن الواضح أن وفرة المحاصيل الزراعية تحولت، في السنوات الأخيرة، إلى هاجس يؤرق الفلاحين لاصطدامهم بمشاكل جمة وعجزهم عن تسويق منتجاتهم. كما أضحى العثور على غرف للتبريد للاحتفاظ بها من سابع المستحيلات، ليجبر الفلاحون في العديد من الولايات على رمي منتجاتهم في ظل غياب مصانع التحويل أيضا، خاصة إذا تعلق الأمر بمنتجات قابلة للتحويل، على غرار البرتقال والطماطم وغيرها من المحاصيل الزراعية.

 

    • أصحاب غرف التبريد يفضلون تخزين الموز بدل البطاطا والبصل بسبب هامش الربح

 

وفي هذا الصدد، كشف قايد صالح، وهو صاحب مستثمرة فلاحية ورئيس اتحاد الفلاحين الأحرار سابقا، أن غرف التبريد يسيطر عليها "لوبيات" يفرضون سيطرتهم التامة ومنطقهم، مشيرا أن غياب إحصائيات حول عددها ومالكيها يجعل مراقبتها أمرا صعبا. 

وقال قايد صالح إن الفلاحين يواجهون صعوبات كبيرة وابتزازا من طرف أصحاب غرف التبريد الذين يفضلون تخزين منتجات كالموز لكونها فاكهة سريعة التلف وهامش الربح فيها مرتفع، عوض تخزين البطاطا والبصل ومنتجات أخرى تسجل فيها وفرة، خاصة في موسم الشتاء. وقال قايد صالح إن الفلاحين هذه الأيام، خاصة منتجو البطاطا، سجلوا وفرة كبيرة غير أن غياب غرف التبريد جعلهم يماطلون في جني محاصيلهم، خاصة أن الأسواق تعرف وفرة هي الأخرى، وهو ما يستدعي تدخل وزارة الفلاحة من أجل امتصاص هذا الفائض كي لا يتعرض للتلف أو يذهب إلى المزابل، مشيرا أن الفلاحين يجتهدون لرفع الإنتاج وفق القدرات المتوفرة والظروف المناخية الملائمة، غير أنهم يجدون صعوبات في إمكانية تخزين منتوجاتهم، حيث تشهد العديد من الولايات الفلاحية كساد السلعة وتعفن كميات كبيرة منها، ما يعرض أصحاب المهنة لخسائر مادية معتبرة.

 

    • بولنوار: على وزارة التجارة تكثيف رقابتها على غرف التبريد وأماكن التخزين

 

من جهته، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين، أن هناك قلة في عدد غرف التبريد عبر الوطن وكذا سوء توزيعها ومراقبتها، وهو ما بات يمثل إشكالا حقيقيا للفلاحين، بل ويدفع المئات منهم إلى توجيه المحاصيل الزراعية نحو القمامة، كما حدث مؤخرا مع قناطير من البرتقال التي تم رميها.

وأضاف بولنوار أن من الفلاحين أيضا من يعزف عن جني محاصيله بسبب تراجع أسعارها في السوق وبسبب غياب أماكن للتخزين، كما يحدث حاليا مع منتجي البطاطا في عدد من الولايات، على رأسها البويرة.

كما اعترف بولنوار أيضا بوجود بعض سماسرة الجملة من يفضلون رمي بعض أنواع الخضر في المزابل وإتلافها، بهدف المحافظة على ارتفاع أسعارها، مؤكدا أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر في ظل استقالة وزارة التجارة من مراقبة الأسواق وتنظيمها.

وقال بولنوار إن الإنتاج الفلاحي في الجزائر يعرف نوعا من الفوضى وغياب الاستشراف فيما يتعلق بكميات الإنتاج، ما يجعل الأسعار متذبذبة، حيث ترتفع أسعار البطاطا إلى 100 دج للكلغ، وفي بعض الأحيان ترمى في المزابل بسبب وفرتها، وهذا ما من شأنه إحداث اضطراب في السوق، داعيا وزارتي الفلاحة والتجارة للتنسيق بينهما وتكثيف الرقابة على غرف التبريد وأماكن التخزين من أجل ضبط الأسعار وتجنيب الفلاحين خسائر معتبرة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن