الوطن

الجزائر الرسمية لم تتقدم بطلب اعتذار لكنها تنتظره من باريس

مراد مدلسي بشأن زيارة هولاند إلى الجزائر

 

 

أقر وزير الخارجية مراد مدلسي بعدم تقدم الجزائر الرسمية بطلب رسمي لباريس قصد الاعتذار عن جرائم فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري طيلة 132 سنة، وعبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن رغبة الجزائر في حدوث اعتذار مثلها مثل الشعب.

وقال مدلسي في تصريح لقناة العربية الإخبارية مساء أول أمس الأحد، إن الجزائر لم تقدم طلبا رسميا لباريس بشأن الاعتراف بالجرائم التي اقترفتها إبان احتلالها للجزائر منذ 1830 حتى 1962، وفي معرض رده على اسئلة تتعلق بزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر خلال ديسمبر المقبل، قال بأن الجزائر تنتظر ذلك على غرار الشعب الجزائري، أما عن الوضع في الساحل والتهديد الإرهابي من طرف القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وخطر السلفيين، أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذا الصدد أن "الجزائر لديها تجربة في هذا الشأن وربما هي أثقل تجربة سجلت في الفضاء العربي والمسلم"، مذكرا بما شهدته البلاد خلال العشرية السوداء في فترة التسعينيات من القرن الماضي، وأشار إلى الاستعداد الدائم من قبل الجزائر وشعبها لمكافحة الإرهاب وتقديم الدعم اللازم لذلك.

أما عن الوضع في سوريا، فأكد مدلسي على استمرار الجزائر في نهجها الدبلوماسي المعروف وهو رفض التدخل الأجنبي واحترام سلطة الدول وسيادتها، وقال إن "الحكومة الجزائرية لها نظرة خاصة بها بالنظر إلى علاقتها مع سورية التاريخية وتعاونها الدائم معها، وكذا بالنظر إلى الجالية الجزائرية الهامة والفاعلة المتواجدة بسورية"، وأضاف الوزير في ذات السياق، أن الجزائر لها موقف معروف تدافع عنه دوما، سيما من خلال تواجدها باللجنة الخماسية للجامعة العربية منذ أكثر من سنة، مؤكدا أنها "تبحث دائما على حلول سياسية من الطرفين" وهي لا تسير في ذات الاتجاه "رغم فشل المجهود العربي المسجل"، واعتبر بأن  تعيين الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي كممثل للجامعة العربية والأمم المتحدة يمثل "مجهودا إضافيا".  أما بخصوص موقف الجزائر من توفير مناطق آمنة للاجئين داخل سورية، فرد مدلسي بأنه ينبغي إعانة اللاجئين السوريين، منوها بما قامت به الجزائر في هذا الجانب، حيث تستضيف حاليا أكثر من 12 ألف سوري لاجئ، وشدد في المقابل، بأنه "إذا كانت الغاية من المناطق الآمنة هو التدخل الأجنبي فنحن نرفض ذلك"، كما أكد على أن حماية سورية "لا تتماشى مع القتل، بل يتطلب تنازلات من الحكومة السورية والمعارضة المسلحة" للوصول إلى توافق، مشيرا إلى أنه تم إجراء اتصالات مع الأخضر الإبراهيمي تناولت آراء حول الوضع في سورية بما فيها "إمكانية إرسال قوات عسكرية عربية-أممية لحفظ السلام بالأراضي السورية". وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الجزائر "مع ممارسة الحريات دون عنف مهما كان مصدره"، لكنها ليست مع أي طرف، بل تسعى لتكون "همزة وصل" بين الأطراف، مشيرا إلى أن الحكومة السورية "مسؤولة على استرجاع الهدوء وتوفير مناخ لحل سياسي".

مصطفى. ح


 

من نفس القسم الوطن