الوطن
الجزائر تتجاوز فضيحة إرجاع المنتجات الفلاحية المصدرة
3 شحنات بطاطا ذات نوعية تم تصديرها من ولاية الوادي في انتظار المزيد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 فيفري 2019
• شروط صارمة لتنظيف وتغليف المنتجات المصدرة ومخبر جزائري يقف على العملية
• موسوني: من الضروري استحداث فلاحة للتصدير
تعرف عدد من الولايات الفلاحية، في هذه الفترة، حركية كبيرة في مجال التصدير، خاصة ما تعلق بمنتوج البطاطا، حيث تم، الأسبوع الماضي، تصدير شحنتين باتجاه فرنسا وإسبانيا من البطاطا ذات النوعية الممتازة، في انتظار عمليات تصدير أخرى مبرمجة باتجاه دول أوروبا وآسيا، ومن الواضح أن الفلاحين تجاوزوا فضيحة إرجاع المنتجات الجزائرية المصدرة صيف 2018 وباتوا يعتمدون على شروط صارمة في التنظيف والتغليف، وهي العمليات التي بات يسهر عليها مخبر مختص في مراقبة نوعية ومدى مطابقة المنتج الموجه إلى التصدير للمعايير المطلوبة في السوق الدولية.
بعد تصدير شحنة بحوالي 20 طنا من مادة البطاطا باتجاه فرنسا، تم بحر الأسبوع الماضي تصدير شحنة أخرى من ولاية الوادي باتجاه إسبانيا في انتظار تصدير سحنة أخرى في الأيام المقبلة باتجاه جزر الكناري، مع شحنات أخرى مرتقبة باتجاه عدد من الدول الأوروبية. وحسب ما كشف عنه مسؤولون في الغرف الفلاحية في عدد من الولايات المعروفة بإنتاجها الفلاحي المعتبر من حيث الكمية وحتى النوعية، منها ولايتا الوادي وبسكرة فإن الإنتاج الفلاحي الوفير هذه السنة سيمكن من تعزيز عمليات التصدر، خاصة أن الفلاحين باتوا أكثر خبرة في هذه العمليات بالتنسيق مع مصالح الغرف الفلاحية ووزارة الفلاحة.
• شروط صارمة لتنظيف وتغليف المنتجات المصدرة ومخبر جزائري يقف على العملية
ومن الواضح، من خلال عمليات التصدير الأخيرة، أن القطاع الفلاحي في الجزائر تجاوز فضيحة إرجاع المنتجات الفلاحية المصدرة خلال صيف 2018، خاصة بعد اتخاذ إجراءات تتعلق بخضوع عمليات تصدير المنتجات الفلاحية لشروط وتدابير جديدة، لتفادي فضيحة شحنات البطاطا المصدرة إلى روسيا، إذ يسهر مخبر جزائري مختص في مراقبة المنتجات الفلاحية على عمليات المراقبة، لاسيما ما تعلق بشروط الصحة والسلامة. وكانت وزارة الفلاحة قد عقدت بعد فضحية إرجاع المنتجات الجزائرية المصدرة، سلسلة من الاجتماعات مع مختلف الأطراف المعنية، حيث تقرر تأهيل مخبر وطني تابع لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، ومنحه شهادة الاعتماد الدولي، ليتكفل بمراقبة جميع المنتجات الفلاحية الموجهة للتصدير.
• موسوني: من الضروري استحداث فلاحة للتصدير
وعن موضوع التصدير، ثمن الخبير الزراعي، آكلي موسوني، عمليات التصدير التي سجلت الأيام الماضية، مشيرا أنه من الضروري استعادة الجزائر لأسواقها الخارجية بعدما استحوذت عليها دول أخرى، على غرار مصر. وقال موسوني في تصريح لـ"الرائد" إن عمليات التصدير التي تتم حاليا من شأنها أن تفتح آفاقا واسعة أمام الفلاحين الجزائريين للتصدير، في حال تم تبني خطة واستراتيجية واضحة، مبنية على أساس استحداث فلاحة للتصدير، بحيث يختص فلاحو مناطق معروفة بوفرة الإنتاج الفلاحي في مواد معينة على غرار الوادي وبسكرة اللتين باتتا رائدتين في إنتاج البطاطا، بالإنتاج للتصدير وليس لتموين السوق الوطنية، مشددا على أن الجزائر قادرة على تحقيق أعلى نسبة مبيعات في فترة الذروة التي يبلغها الطلب العالمي على هذه المادة، وعادة ما يتزامن ذلك مع شهري جانفي وفيفري من كل سنة.
صور المنتوج المصدر يستفز المستهلكين الجزائريين
وقد نشرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، أمس، صورا للشحنة المصدرة نحو إسبانيا والتي تظهر نوعية المنتوج المصدر من البطاطا والتزام الفلاحين بمعايير صارمة في تنظيف وغسل المنتوج وحتى تعليبه، وهو ما استفز بعض المستهلكين الجزائريين الذين طالبوا باعتماد مثل هذه الإجراءات النوعية في تموين السوق الوطنية بالمنتوجات الفلاحية، معتبرين أنهم مستعدون لدفع أسعار مضاعفة نظير منتوجات بهذه النوعية الجيدة، خاصة أن الأسعار التي تصدر بها المنتوجات الجزائرية إلى الخارج تعد الأرخص مقارنة مع دول أخرى، ما يعني أن فارق السعر بين بيع المنتوج محليا أو تصديره ليس بالفرق الكبير، وهو ما يمكن أن يتحمله المستهلك الجزائري في سبيل اقتناء منتوج ذي نوعية ونظيف وخال من الأتربة والزوائد كما هو معروف في أسواقنا المحلية.