الوطن
مياه بروائح "الجافيل" و"الصرف الصحي" يستهلكها الجزائريون!
مشكل سوء نوعية مياه الحنفيات يطفو على السطح مجددا في عدد من البلديات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 فيفري 2019
عاد مشكل سوء نوعية مياه الحنفيات ليطفو على السطح، في هذه الفترة، في العديد من بلديات الوطن، على رأسها بلديات العاصمة، وقد دقّ مواطنون ناقوس الخطر جراء التغير المسجل في طعم ولون مياه الحنفية في المدة الأخيرة بعدد من الأحياء، حيث تطغى روائح مادة الكلور أو "الجافيل" وكذا رائحة الصرف الصحي على ما يستهلكه السكان من مياه، وهو ما يهدد صحتهم.
وقد استهجن العديد من سكان بلديات العاصمة، على رأسها جسر قسنطينة والحراش وباش جراح، غياب مصالح المراقبة والاستهتار بسلامة المواطنين، داعين لإخضاع المياه التي تزور حنفيات منازلهم للتحليل الدوري، مشيرين إلى أن مذاق تلك المياه مشكوك فيه ولونها يميل إلى الأصفر، وهو ما يعد مؤشرا لإمكانية اختلاطها بالمياه القذرة، ما يشكل خطرا على سلامة السكان.
وأكد هؤلاء المواطنون، في حديثهم لـ"الرائد"، أن المياه التي تزور حنفياتهم هذه الأيام بها رائحة وطعم قوي لمادة الكلور أو ما يعرف بالجافيل، وأحيانا تكون هناك رائحة للصرف الصحي، وهو ما جعلهم يقاطعون هذه المياه للشرب، مكتفين باستعمالها في التنظيف فقط. وأضاف السكان أن سلامتهم على المحك، في حين يتحملون تداعيات مشكل تلوث المياه ولم يجدوا البديل عدا كراء الصهاريج واقتناء المياه المعدنية، مشيرين إلى أنه بات على مؤسسة المياه فرض رقابة دورية على نوعية المياه الموزعة على الزبائن بدل المطالبة بسداد الفواتير نظير خدمات دون المستوى.
من جهتهم، أكد مسؤولون في مؤسسة الجزائرية للمياه سلامة نوعية مياه الحنفيات من الناحية الصحية، مشيرين أن مياه الحنفيات تخضع لشروط صارمة حيث تتم مراقبة هذه الأخيرة بناء على معايير عضوية عبر مراقبة اللون والرائحة، وبعض المعايير الفيزيو-كيميائية وعلاقتها بالهيئات الطبيعية للمياه، مثل معدل الكلور في المياه، والذي لا يجب أن يتعدى 600 ملغ في اللتر بالنسبة للمياه السطحية، و500 ملغ في اللتر بالنسبة للمياه الجوفية، وتركيز الهيدروجين، والذي يجب أن يكون أقل أو يساوي 6.5 وأكبر أو يساوي 9 وحدة هيدروجين، كما يجب أن يكون الطلب الحيوي على الأوكسجين بمعدل 7 ملغ في اللتر، ومستوى أدنى يجب ألا يقل عن 3 ملغ في اللتر، و400 ملغ في اللتر بالنسبة للكبريتات في المياه بنوعيها الجوفية والسطحية، إلى جانب مكونات معدنية أخرى، مثل النحاس والزئبق والسيانور والرصاص والسيلينيوم والأرسنيك والكدميوم والزنك والفينول والآزوت والمبيدات والمحروقات متعددة الدورات، فضلا عن الأحياء الدقيقة، مثل بكتيريا إشيريشياكولي، والمكورات المعوية والسالمونيلا.
دنيا. ع
