الوطن

هذه الأخطار تستنزف الثروة الحيوانية في الجزائر...

الأوبئة، التهريب والصيد الجائر

تهدد الثروة الحيوانية بالجزائر، في السنوات الأخيرة، العديد من المخاطر بدءا بالأمراض الفتاكة التي باتت تظهر من فترة لأخرى، منها الحمى القلاعية التي تصيب الأبقار والغنم وطاعون المجترات الصغيرة الذي يصيب صغار المواشي، وكذا أوبئة مجهولة باتت تصيب الإبل، كل هذا يضاف لعمليات منظمة لاستنزاف هذه الثروة الحيوانية تتمثل في التهريب والصيد الجائر الذي يطال أيضا الحيوانات البرية عبر العديد من الولايات.

 

    • الطاعون والحمى القلاعية كارثة وبائية تقضي على عشرات الآلاف من الأبقار والأغنام

 

تتعرض الثروة الحيوانية بالجزائر لمخاطر صحية كبيرة، في السنوات الأخيرة، بعد ظهور عدة أنواع من الأمراض الفتاكة التي لم تكن منتشرة بالشكل الذي توجد عليه اليوم، وفي مقدمتها وباء المجترات الصغيرة الذي أودى بحياة أعداد كبيرة من رؤوس المواشي عبر عدة ولايات، تعد موطنا مهما للثروة الحيوانية الوطنية، حيث انتشر هذا الوباء في الفترة الأخيرة في أكثر من 25 ولاية وتسبب في نفوق عشرات الآلاف من رؤوس الماشية وخسائر فادحة لدى الموالين، واقتربت إبادة الخرفان التي تتراوح أعمارها بين الشهر و5 أشهر من نسبة 90 بالمائة، وهو ما جعل الموالين والبياطرة وكذا الخبراء يحذرون من كارثة وبائية تقضي على ثروة الماشية في الجزائر، خاصة أن انتشار وباء طاعون المجترات الصغيرة جاء موازيا لانتشار وباء خطير آخر هو الحمى القلاعية التي أدت هي الأخرى لإبادة آلاف رؤوس الأبقار والماشية، وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل هذا الفيروس، حيث تعاني الجزائر من استفحال الحمى القلاعية لأكثر من 3 سنوات متتالية، وهو ما تسبب في خسائر فادحة من الثروة الحيوانية الموجودة من الأبقار خاصة.

 

    • الإبل في عدد من الولايات مهددة بفيروس غير معروف

 

وليس فقط المواشي والأبقار التي تهددها أمراض وأوبئة فتاكة، فحتى ثروة الإبل في الولايات الجنوبية معرضة للعديد من المخاطر الصحية. وقد شهدت عدد من الولايات الجنوبية، في الأيام الأخيرة، ظهور وباء غير معروف يصيب الإبل، ما أدى إلى نفوق عدد منها بعدد من الولايات منها النعامة، إلا أن مصالح الفلاحة لم تتعرف بعد على الوباء، بل نفت أي علم لها بما ألم بمربي الإبل، ما جعل المربين يتخوفون من استفحال الوباء قبل تحرك المصالح المعنية، خاصة أن الإبل من الأساس مهددة خاصة في الولايات البترولية بسبب زيوت وكيماويات الشركات المنقبة عن البترول والتي تتسبب سنويا في نفوق مئات رؤوس الإبل.

 

    • التهريب خطر آخر يستنزف الماشية

 

من جانب آخر، تتعرض الثروة الحيوانية من الماشية والأبقار لأخطار أخرى تهدد باستنزافها، منها ظاهرة التهريب التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة والتي تقف وراءها شبكة كبيرة من المهربين تعمل على استنزاف الثروة الحيوانية المحلية، متخصصة في تهريب المواشي من إبل وأغنام وماعز على الحدود بين الجزائر وليبيا والجزائر وتونس، حيث باتت هذه الشبكات تنشط على مدار العام وليس خلال مناسبات معينة. وتضم هذه الشبكات مهربين جزائريين وليبيين وآخرين من جنسيات إفريقية مختلفة، وتنتشر على مستوى العديد من المدن الحدودية بكل من تمنراست وجانت بولاية إيليزي، وتتسبب في استنزاف كبير للثروة الحيوانية بهذه الولايات وولايات أخرى بسبب تهريب مئات رؤوس الماشية شهريا، وهو ما يتسبب في تداعيات سلبية كبيرة على سكان المدن الحدودية من خلال الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم الحمراء وندرتها.

 

    • الصيد الجائر يهدد الحيوانات البرية بالانقراض

 

بالمقابل، تتعرّض أيضا مختلف أنواع الحيوانات البرّية على مستوى المساحات الغابية بولايات الوطن، لتهديدات كبيرة وانتهاكات صارخة بسبب الصيد الجائر من قبل صيادين هواة، لا يحترمون فترة التكاثر البيولوجي ويتسبّبون في القضاء على الثروة الحيوانية وانقراض بعض الأنواع، حيث أبدت جمعيات ناشطة في مجال حماية البيئة والحيوانات، أكثر من مرة، استياء كبيرا مما يحدث على مستوى مختلف المساحات الغابية والمناطق الجبلية والمحميات الطبيعية بعدد من ولايات الوطن، خلال المواسم التي يمنع فيها صيد مختلف أنواع الحيوانات، على اعتبار أنّها مواسم الراحة البيولوجية والتكاثر، إلاّ أنّ بعض الصيّادين خصوصا الهواة، لا يعترفون بالقوانين التنظيمية التي تهدف إلى حماية البيئة والثروة الحيوانية ولا يتردّدون في اصطياد مختلف أنواع الحيوانات المتوفّرة، مثل الأرانب والغزلان والحمام والسمّان وغيرها من الحيوانات. ويحدث هذا الأمر على مستوى مختلف المناطق التي تتواجد بها الحيوانات البرّية، الأمر الذي يهدّدها بالانقراض أو التناقص بأعداد كبيرة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن