الوطن
"لا غاز مدينة ولا غاز بوتان".... والقرى والمداشر تعيش العزلة مرتين!
تزامنا والتقلبات الجوية التي عزلت مناطق من الوطن
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 فيفري 2019
يعيش العديد من سكان القرى والمداشر، هذه الأيام، معاناة كبيرة بسبب افتقار هذه الأخيرة للربط بالغاز الطبيعي من جهة، والندرة المسجلة في قارورات غاز البوتان، تزامنا والتقلبات الجوية من جهة أخرى، وهو ما جعل الغاز مطلب آلاف السكان.
لا تزال العديد من القرى والمداشر والأحياء ببلديات ولايات الوطن، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، تعيش البدائية مع الاحتطاب وقارورات الغاز، بسبب غياب الغاز الطبيعي عن بيوتها، ما جعل مطالب الغاز الطبيعي على رأس مطالب هؤلاء السكان، منتقدين عدم ربطهم بهذه المادة الطاقوية، مع أن الجزائر تزخر بثروة من هذه الطاقة، متهمين بالدرجة الأولى الولاة الذين، بحسبهم، لا يراقبون ولا يحاسبون رؤساء البلديات لتخاذلهم ونكثهم لوعودهم بشأن إيصالهم بالغاز، موجهين نفس أصابع الاتهام لمسؤولي شركة توزيع الكهرباء والغاز لضربها عرض الحائط بمطلب إيصالهم بشبكة الغاز الطبيعي، مع أن ذلك لا يكلفها الكثير، مثلما يقول السكان.
من جانب آخر، فقد تسببت الثلوج المتساقطة، في الأيام الأخيرة، على العديد من ولايات الوطن، في عزل القرى والمداشر التابعة لها، حيث وجد السكان صعوبة كبيرة في اقتناء غاز البوتان الذي عرف ندرة بهذه الولايات خلال الأيام الأخيرة، رغم الإجراءات التي اتخذتها مصالح نفطال لتفادي أي نقص في توزيعه، لكن البرودة الشديدة التي ميزت عددا من المناطق جعلت الطلب يتزايد.
وقد أجمع سكان القرى والمداشر في ولايات كتيزي وزو وبجاية وسطيف وباتنة على أن التقلبات الجوية الأخيرة أثرت على الحياة الاعتيادية لهم، متسببة في انخفاض محسوس لدرجة الحرارة وعزلة خانقة لمختلف التجمعات والمحيطات السكنية، لاسيما الريفية منها التي عاش سكانها ويلات المعاناة، بسبب ندرة خانقة في التزود بقارورة غاز البوتان التي زاد الطلب عليها وجعلت المواطنين في رحلة ماراطونية للبحث عن قارورة الغاز، محدثة هاجسا كبيرا للسكان في ظل انعدام وقلة المواصلات، نظرا لما خلفته أكوام الثلوج التي حاصرت السكان وقطعت الطرق الريفية والبلدية منها. ورغم كل هذا، فإن البعض من سكان الريف تحدوا الصعاب وتهافتوا على المحلات ونقاط تواجد غاز البوتان بوسائلهم البدائية وعلى الدواب، من أجل اقتناء هذه المادة الحيوية التي يستعملها هؤلاء بشكل أساسي في الطهي والتدفئة، في ظل انعدام الغاز الطبيعي، ليتسبب استمرار تساقط الثلوج والأمطار في عدد من الولايات في شل حركة السكان الذين أجبروا على البقاء في منازلهم دون الحاجة إلى قضاء مصالحهم اليومية.
دنيا. ع