الوطن

مستشفيات لنشر الأمراض بدل العلاج ؟!

بسبب العدوى الفيروسية التي تنتفل للمرضى، الأطباء والممرضين

    • الالتهابات، "حمى النفاس" والتهاب الكبد الفيروسي أكثر الأمراض التي تهدد قاصدي المستشفيات

    • بقاط: ضحايا العدوى الفيروسية في المستشفيات هم مرضى وأطباء وممرضون

 

باتت العديد من المستشفيات والعيادات العمومية وحتى الخاصة أوساطا غير آمنة لتلقي العلاج، بسبب تدهور مستوى النظافة، حيث تقدر مصادر طبية عدد الإصابات بالأمراض داخل المستشفيات بسبب العدوى، بما لا يقل عن عشرة آلاف حالة سنويا، أي أن حوالي 30 بالمائة ممن يقصدون هذه المستشفيات للعلاج يخرجون بأمراض قد تكون أخطر من الأمراض التي جاؤوا للمستشفيات لعلاجها.

ورغم أن وزارة الصحة لا تقدم أرقاما حول ملف عدوى المستشفيات، إلا أن تقارير من مختصين تؤكد أن الجزائر تواجه وضعا كارثيا بسبب انتشار البكتيريا والفيروسات التي تنتشر في المستشفيات وعبر مختلف الأقسام، خاصة قسم الجراحة وقسم طب الأسنان، ما جعل حوالي 30 بالمائة من المرضى الذين يقصدون المستشفيات للعلاج معرضين للإصابة بأمراض قد تكون أخطر من تلك الأمراض التي جاؤوا للعلاج من أجلها، وهي عادة أمراض تكتشف بعد أسابيع أو أشهر.

 

    • الالتهابات، "حمى النفاس" والتهاب الكبد الفيروسي أكثر الأمراض التي تهدد قاصدي المستشفيات

 

وحسب عدد من الأطباء، فإن أكثر الأمراض التي يتعرض لها قاصدو المستشفيات والعيادات العمومية وحتى الخاصة، هي الالتهابات البولية الخطيرة، ويوجد هذا النوع من الالتهابات بشكل أساسي في مصالح تصفية الدم لمرضى القصور الكلوي، كما أن هؤلاء معرضون أيضا لالتهابات الجراحة أثناء التصفية أو بعدها، وهو أمر خطير قد يؤدي إلى الموت أو بتر الأعضاء، كما تتسبب البكتيريا في حالات وفاة كثيرة للنساء الحوامل بعد الولادة، أو ما كان يعرف في وقت سابق بـ"حمى النفاس" والتي أُثبت أنها ناتجة عن عدوى بكتيرية نتيجة عدم استعمال مقاييس النظافة والتعقيم من طرف الأطباء أو القابلات داخل مصلحة التوليد، ليبقى التهاب الكبد الفيروسي أخطر أنواع العدوى التي تنتقل عبر المستشفيات وخاصة في مصلحة جراحة الأسنان وعبر الوسائل الطبية الجراحية بصفة عامة. ونفس الخطر بالنسبة إلى مرض التهاب السحايا المرتبط بانعدام شروط النظافة والتعقيم، وهو أخطر جرثومة تنتقل عبر وسائل جراحية كحقنة التخدير في النخاع الشوكي، أو محلول التخدير نفسه.

 

    • بقاط: ضحايا العدوى الفيروسية في المستشفيات هم مرضى وأطباء وممرضون

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس عمادة الأطباء، البروفيسور بركاني بقاط، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، أن مشكل العدوى الفيروسية في المستشفيات يعد ظاهرة خطيرة، ضحاياها ليس مرضى فقط وإنما مرضى وأطباء والعمال شبه الطبيين، مضيفا أن أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة في المستشفيات هي تدهور شروط النظافة من جهة وعدم توفر الإمكانيات اللازمة فيما يخص التعقيم والتطهير، زيادة على نقص تكوين الأطقم الطبية في هذا المجال، مستدلا بنتائج دراسة أجريت على مستوى الأوساط الاستشفائية بالعاصمة، أكدت أن 45 بالمائة من عمال شبه الطبي (الممرضين) لا ينظفون أيديهم كما ينبغي، وهي الأسباب المباشرة، حسب ذات المتحدث، لتنقل الفيروسات والميكروبات داخل المستشفيات، كما نبه بقاط أيضا إلى مسألة تعتبر أيضا من المسببات الرئيسية في حدوث التعفنات الاستشفائية والمتمثلة في زوار مريض المستشفى، حيث أكد أن كل زائر يجلب معه ميكروبات يتلقاها المريض، إضافة إلى تلك المتوفرة بجسمه، ويكفي أن نعرف أنه كلما زاد عدد الزوار زادت بالتالي أعداد تلك الميكروبات التي لا يملك المريض قوة لمحاربتها.

وأكد بقاط أن أكثر الأقسام التي تكثر فيها العدوى الفيروسية هي قاعات الإنعاش والتوليد ومصالح الأطفال حديثي الولادة، ومصالح طب الأسنان.

وقال بقاط إنه من الواجب اتخاذ إجراءات للحد من هذه الظاهرة، منها ضرورة تكوين المشرفين على تسيير الأقسام الطبية المعنية بالأمر بصفة خاصة من أطباء وممرضين، مع توفير حد أقصى للنظافة ووسائل التعقيم بتلك الأقسام واحترام المقاييس المتفق عليها دوليا، والتي تحرص عليها دوما المنظمة العالمية للصحة، منها توفير ممرات خاصة لنقل أغطية المستشفيات المتسخة، والتي يجب أن يمنع بتاتا أن تمر عبرها الأغطية النظيفة، وهو ما لا يحدث في أي مستشفى في الجزائر.

للإشارة، فقد كانت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات قد أجرت تحقيقا ميدانيا بين أن الجزائر تسجل سنويا عشرة آلاف حالة تعفن استشفائي أو عدوى، وأن ذلك يكلف خزينة الدولة أموالا طائلة للتخلص منها، حيث كشف ذات التحقيق أن هذه الأمراض تكلف 80 مليون سنتيم لعلاج مريض واحد.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن