الثقافي

"فسيفساء الإسلام": تطبيق ميكانيزمات غربية

يبدو العمل وكأنه استحضار لطريقة تفكير على موضوع راهن

مع بداية شهر أيلول/ سبتمبر، بدأت تتهاطل المنشورات في فرنسا ضمن ما بات يُعرف تسويقياً بموسم "الدخول الأدبي". طبعاً لا يُمكن أن تغيب عن الموسم الجديد تلك الأعمال المهتمّة بالإسلام والعالم العربي، وهي التي مثّلت موضة الكتابة في الأشهر الماضية.

وزّعت منشورات "فايار" على المكتبات الباريسية كتاب "فسيفساء الإسلام". ليس العمل سوى حوار بين شخصيتين أكاديميتين معروفتين في الغرب؛ هما المؤرّخ وعالم الاجتماع البريطاني بيري أندرسون وأستاذ علوم الأديان في "سميث كولدج" في الولايات المتّحدة الأميركية، سليمان مراد ذي الأصول اللبنانية.

يتناول حديث الأكاديميَّين الإسلامَ ليس فقط كقضية راهنة، بل كمسألة لها جذورها البعيدة؛ حيث تجري العودة إلى أصوله التاريخية في الجزيرة العربية، وهي عودة توحي بإمكانية مقارنة نشأة الإسلام (كدين وكواقعة تاريخية) بنشأة الظاهرة الإسلامية في الوعي الغربي اليوم، والتي تلتبس كما هو معلوم مع الأحداث التي تهيمن عليها صورة المتطرّف الديني.

أندرسون يبدو في هذا الكتاب وقد دخل مجالاً جديداً، فالمؤرّخ الذي ينتسب إلى تيار المؤرّخين الماركسيين الذين يحاولون قراءة التاريخ كمجموعة ميكانيزمات متداخلة، يضع اليوم خبرته في موقف تفسير ظاهرة الإسلام وتطوّره زمنياً. وطوال مسيرته، كان أندرسون منشغلاً بغرب أوروبا في الغالب وتحوّلات مجتمعاتها.

على طرف النقيض، فإن الإسلام هو مرتكز كل أعمال مراد البحثية. لذا يبدو العمل وكأنه استحضار لطريقة تفكير على موضوع راهن حيث يقدّم مراد خلفياته التاريخية عن الإسلام ومراحله التاريخية، وفي مقابله يضع له أندرسون تأويلات.

من نفس القسم الثقافي