الوطن
الطرقات الجبلية... "موت" لمستعمليها و"عزلة" لساكنيها!
بسبب وضعيتها الكارثية وغياب أدنى شروط السلامة بها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 فيفري 2019
يواجه سكان القرى والمداشر في العديد من الولايات، منها ولايات تيزي وزو وبجاية وسطيف وباتنة، خطر الموت يوميا بسبب الطرقات الجبلية الوعرة التي توجد في وضعية كارثية، والتي تفتقر لأدنى شروط السلامة، وهو ما يجعل السكان أول المعرضين للعزلة خلال التقلبات الجوية.
وتمثل عدد من الطرقات الجبلية الوعرة في عدد من الولايات، منها بجاية، تيزي وزو، سطيف، باتنة، قسنطينة وجيجل، هاجسا كبيرا للمسافرين ومستعملي الطرقات، بحيث أن موقعها بالجبال جعلها تشكل خطورة كبيرة على الأشخاص في حال ما إذا قصدوها للعبور أو التنقل، إذ أنها تهدد حياة الأشخاص من مسافرين أو سائقين لخطورتها الشديدة، كما باتت هذه الطرقات والمسالك الوعرة في مقدمة شكاوى المواطنين القاطنين بالبلديات الجبلية والنائية في هذه الولايات، حيث تعد انشغالا آنيا لسكان القرى والمداشر المحاصرين بمسالك وعرة وضيّقة، أغلبها في وضعية كارثية رغم التطوّر الكبير الذي شهده قطاع الطرقات الوطنية والولائية عبر عدة أقاليم.
فوضعية هذه الطرقات تجعل التجمعات السكنية في عزلة شديدة في حال تسجيل أي تقلبات جوية، وإن كانت سقوطا موسميا للأمطار، فما بالك إذا تعلق الأمر بتساقط كثيف للثلوج يسفر عن تراكم يبقى لأسابيع، وهو ما جعل السكان يطالبون بتدعيمهم بطرقات لائقة من خلال تهيئة وتعبيد المسالك الموجودة، مع ضرورة توسيعها لفك العزلة عن مواطنيها، كما يأمل سكان هذه القرى الجبلية من السلطات وضع حواجز السلامة على أطراف الطريق أو حتى بغرس الأشجار لحمايتهم من الموت المؤكد، وهو الهاجس الذي يترصد بحياتهم وهم يسلكون ويغامرون عبر هذه الطرقات، حيث أحصت العديد من القرى في هذا الصدد مئات الضحايا جراء غياب حواجز السلامة، ما أدى إلى سقوط مركبات الضحايا من ارتفاعات لا يقل علوها عن مائة متر.
من جانب آخر، تعاني ولايات أخرى كالشلف ووهران وحتى العاصمة من مشكل التساقطات الصخرية في عدد من الطرقات، وذلك نتيجة التصدعات الكثيرة داخل الغلاف الصخري في عدد من التضاريس المقابلة لطرقات سريعة وكذا طرقات فرعية أحدثتها الظروف الطبيعية، من خلال التساقطات الهائلة للأمطار والهبوب القوي للرياح شتاء، والارتفاع الحراري صيفا، ما أدى إلى تآكل النسيج الصخري وهشاشته وظهور تشققات كبيرة تسببت في الانهيارات المستمرة للصخور والحجارة على طرقات سير المركبات والمارة وحتى البيوت المصفوفة أسفلها، وهو ما جعل المواطنين يناشدون السلطات المحلية حمايتهم من المسلسل المستمر لتلك الانزلاقات والإسراع في التحرك من أجل احتواء هذا الخطر الذي يهدد مستعملي الطرقات، وذلك من خلال وضع شبكات سلكية فولاذية من شأنها أن تمنع سقوط الصخور وتعمل على حماية بيوتهم وممتلكاتهم وطرقات سيرهم.
دنيا. ع