الوطن

سلطات عمومية، قطاعات حساسة وشركات كبرى لا يولون أهمية لـ"التنبؤات الجوية"؟!

ما يتسبب في كوارث كان يمكن تفاديها

انتقد خبراء، أمس، إهمال الإدارة والسلطات العمومية للتنبؤات الجوية، معتبرين أن ذلك هو ما يتسبب دائما في كوارث كان يمكن تفاديها إن تم الاستعداد الجيد لها، خاصة إذا تعلق الأمر بقطاعات استراتيجية وحساسة.

ومن بين الخدمات التي يقدمها الديوان الوطني للأرصاد الجوية خدمة "تنبيه"، وهي عبارة عن خارطة يقظة تسبق النشرات الخاصة، وتتضمن الخدمة ثلاثة مستويات من التنبيه حسب درجة الخطر، وعند بلوغ نسبة متقدمة من التوقعات، يتم بث نشرات خاصة تخص موجات الحر أو الاضطرابات الجوية، وترسل إلى مختلف وسائل الإعلام، كما يتم إرسال النشرات للقطاعات الوزارية والسلطات المحلية تحت الطلب، وهي المعلومات التي تسمح باتخاذ الإجراءات الاحترازية لضمان عدم حدوث خسائر في حالة وقوع فيضانات.

غير أن مسؤولين في الديوان الوطني للأرصاد الجوية تأسفوا، في وقت سابق، لعدم اهتمام السلطات المحلية بخدمة "تنبيه"، التي وضعت تحت تصرف السلطات المحلية وكل القطاعات الوزارية منذ أكثر من سنة، لكن إلى غاية اليوم لم يتم طلبها رغم أنها مجانية، وهو ما جعل الديوان يقدم الخدمة عبر موقع الديوان الوطني للأرصاد الجوية فقط.

وفي هذا الصدد اعتبر رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، في تصرح لـ"الرائد"، أن السلطات المحلية والإدارات وعددا من القطاعات الوزارية، منها قطاعات استراتيجية وحساسية، لا يولون أي أهمية للنشرات الجوية والتنبؤات وكذا التحذيرات الطارئة، وهو ما يتسبب في حدوث كوارث كان يمكن تفاديها، بالاستعداد الجيد لها، مضيفا أنه حتى الشركات العمومية والخاصة والتي تعد معنية بشكل مباشر بالتقلبات الجوية لا تولي أي أهمية للتنبؤات عدا مصالح الحماية المدنية والجيش وأسلاك الأمن التي ترتبط حالات التأهب لديها بالتحذيرات والتغييرات المناخية وسوء الأحوال الجوية.

واعتبر ذات المتحدث أن التنبؤات الجوية مهمة لكل إدارة وقطاع في الجزائر للتعامل مع ما ينجر عن هذه التنبؤات، ولا يمكن بأي شكل من الإشكال عدم الاكتراث بها والتحرك فقط في حالة الكوارث والتداعيات السلبية لهذه الأحوال الجوية، مضيفا أن الكوارث التي شهدتها عدد من الولايات، في الفترة الأخيرة، بسبب التقلبات الجوية كانت بسبب إهمال السلطات المحلية للتنبيهات التي أطلقتها مصالح الأرصاد الجوية.

س. زموش

من نفس القسم الوطن