الوطن

"التحسيس" و"العقاب" باتا غير كافيين لوقف مجازر الطرقات !

خبراء دعوا الحكومة لتبني إجراءات جديدة أكثر فعالية

    • بوراية: 50 بالمائة من سيارات الحظيرة الوطنية لا تستجيب لمعايير السلامة الدولية

    • جمعية السلامة المرورية: "طرقاتنا غير آمنة"

    • أودية: مستعدون لتحسين برامج تكوين وتعليم السياقة

 

لا تزال حوادث المرور تشكل ظاهرة مرعبة وخطيرة رغم كل الإجراءات الردعية والحملات التحسيسية، حيث تؤكد الأرقام التي تعلن عنها مصالح الأمن والحماية المدنية عجز التحسيس والعقاب وحدهما عن وقف المجازر التي باتت تبيد الجزائريين، وهو ما يستدعي إجراءات جديدة وخطة مبتكرة لتحجيم الخسائر المادية والبشرية بسبب "إرهاب الطرقات".

ولدى افتتاح الصالون الدولي للوقاية والسلامة المرورية، أمس، والذي ينظمه المركز الوطني للوقاية والسلامة عبر الطرق، بقصر المعارض، أكد مشاركون أن حوادث المرور، باعتبارها ظاهرة مرعبة وخطيرة، باتت تستدعي إجراءات جديدة لوقف النزيف، وتحجيم الخسائر البشرية والمادية المسجلة وسط الجزائريين، من مختلف الفئات والشرائح، خاصة أن الأرقام أشارت إلى وفاة 3310 شخص في 22991 حادث مرور سجلت عبر مختلف مناطق الوطن في 2018، وأدت إلى إصابة 32570 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وهي حصيلة تستدعي التوقف لمعرفة الأسباب التي تقف وراء الظاهرة، وما هي الحلول المتاحة لمعالجتها وهل يكفي التحسيس والعقاب وحدهما لوقف المجازر التي باتت تبيد الجزائيين؟

 

    • بوراية: 50 بالمائة من سيارات الحظيرة الوطنية لا تستجيب لمعايير السلامة الدولية

 

وخلال مشاركتها في المعرض، حذرت المنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين، أمس، من أن أكثر من 50 بالمائة من حوادث المرور سببها سيارات لا تستجيب لمعايير السلامة الدولية، حيث أكد رئيس المنظمة، حسين بوراية، لـ"الرائد"، أن عددا من علامات المركبات المستوردة وحتى المركبة محليا لا تستجيب للمعايير الدولية وشروط السلامة المرورية، ومنها من هي ممنوعة من دخول كافة دول أوروبا لذات السبب، داعيا وزارة الصناعة لضرورة التدخل من أجل إجبار مصانع التركيب للاستجابة لهذه المعايير، معتبرا أن حصيلة الحوادث باتت كارثية ولا يمكن كل مرة تحميل العنصر البشري المسؤولية، لأن هناك أسبابا تكون أحيانا خارجة عن مسؤولية العنصر البشري يجب البحث فيها ومحاولة معالجتها، مجددا دعوته لوزارة النقل لضرورة استكمال ومواصلة جهودها في مجال السلامة المرورية.

 

    • جمعية السلامة المرورية: "طرقاتنا غير آمنة"

 

وهو نفس ما ذهب إليه رئيس الجمعية الجزائرية للسلامة المرورية، فريد مغراوي، الذي أكد في تصريح لـ"الرائد"، على هامش المعرض، أن "طرقاتنا غير آمنة"، مشيرا أنه دائما ما يتم إقران حوادث المرور بالسرعة الفائقة والأخطاء البشرية، حيث يوضع السائق في خانة الاتهام وتسلط عليه عقوبات قاسية، غير أن الكثير من حوادث المرور سببها اهتراء الطرقات. مشيرا في هذا الإطار أن جمعيته تستقبل مئات الشكاوى لمواطنين تعرضوا لحوادث مرور بسبب حفر عميقة فاجأتهم على مستوى الطرق السريعة، بالإضافة إلى مصادفة الكثير من السائقين لورشات أشغال على مستوى الطرق السيارة دون إشارات، ما يجعل السائقين يصطدمون بالحواجز الإسمنتية والبلاستيكية، وهذا ما يتسبب، حسب المتحدث، في حوادث مميتة، كما أن الكثير من السيارات تعرضت للانحراف في منعرجات تم تصميمها بطريقة خاطئة، بالإضافة إلى غياب الإنارة في العديد من الطرقات الولائية، ما يجعل السيارات تصطدم بالحيوانات الضالة. وانتقد مغراوي تقارير المصالح الأمنية التي ترجع حوادث المرور إلى السرعة الفائقة والأخطاء البشرية، غير أنها تغفل في تقاريرها الكوارث المتعلقة باهتراء الطرقات وغياب الإشارات المرورية، معترفا بأن العنصر البشري حقيقة يتسبب في العديد من حوادث المور، لكن لا يمكن تحميله وحده المسؤولية، داعيا إلى تكوين لجان خاصة تابعة لوزارة النقل مهمتها ترصد الأخطاء والكوارث المنتشرة في طرقنا وتهيئتها في أقرب الآجال لحماية أرواح المواطنين.

 

    • أودية: مستعدون لتحسين برامج تكوين وتعليم السياقة

 

من جهته، دعا رئيس نقابة مدارس تعليم السياقة، زين الدين أودية، أمس، أئمة المساجد إلى ضرورة التحسيس بمخاطر حوادث المرور التي باتت تقتل آلاف الجزائريين سنويا. واعتبر أودية أن المشكل ليس في التكوين الذي يتلقاه السائقون وإنما في تطبيق هذا التكوين، حيث قال ذات المتحدث إن الجزائري وبمجرد حصوله على رخصة السياقة "يكفر" بقانون المرور، مشيرا أن مدارس تعليم السياقة طالبت في العديد من المرات برفع مستوى التكوين في المجال وليس لديها أي إشكال لتطبيق برامج جديدة تكون مبتكرة، قد تساهم في رفع وعي السائق المستقبلي وتكوينه على قوانين المرور بشكل أفضل.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن