الثقافي
"الأمن الجماعي": مقاربات في ضوء الخلافات العربية
يقارب النظريات السياسية لدى المنظّمات الدولية والإقليمية التي تطبّق قواعد الأمن الجماعي أثناء الصراعات بين دولها الأعضاء
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 جانفي 2019
يقارب كتاب "الأمن الجماعي في جامعة الدول العربية بين النظريات الواقعية والبنائية"، الصادر ضمن سلسلة "ترجمان" عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، النظريات السياسية لدى المنظّمات الدولية والإقليمية التي تطبّق قواعد الأمن الجماعي أثناء الصراعات بين دولها الأعضاء.
تُقدّم الدراسة، التي ألّفها بالإنكليزية وترجمها إلى العربية الباحث والأكاديمي أحمد علي سالم، مبرّرات عدّة لاختيار الأمن الجماعي والمنظّمات الدولية الإقليمية بوصفهما أفضل مجالين لاختبار نظريات المدرسة الواقعية ونظريات المدرسة البنائية التي تنكر محورية الدولة في العلاقات الدولية.
يتألّف الكتاب من ستة فصول وأربعة ملاحق: الأول عنوانه "المدرستان الواقعية والبنائية والمنظّمات الدولية"، ويستعرض النظريات الواقعية في العلاقات الدولية، ورؤى المدرسة الواقعية للمنظّمات الدولية والتعاون الدولي والمنظّمات الإقليمية، ورؤى المدرسة المؤسسية الليبرالية الجديدة، وكذلك المدرسة البنائية والمنظّمات الدولية.
يُخصِّص سالم الفصل الثاني، وعنوانه "الأمن الجماعي وجامعة الدول العربية"، لمعالجة اختيار الأمن الجماعي، فيتناول الأنشطة العسكرية للمنظّمات الدولية، والأمن الجماعي بين النظرية والتطبيق، والتمييز بين الأمن الجماعي والدفاع الجماعي، وبين الأمن الجماعي وحفظ السلام وتسوية المنازعات سلميّاً والتغيير السلمي، ثم يحصر بحثه في اختيار "جامعة الدول العربية"، متناولًا الأمن الجماعي إقليمياً وعالمياً بين الواقع والخيال.
الفصل الثالث "اختيار الحالات وبناء المؤشرات"، يعالج اختيار أزمَتي العراق والكويت في عامي 1961 و1990، واختبار الافتراضات الخاصة بالفاعلين الأساسيين في المنظمات الدولية، والافتراضات الخاصة بأثر القوة، والافتراضات الخاصة بأثر المبادئ والأعراف الدولية.
"سلوك الجامعة العربية في أزمة العراق والكويت في عام 1961" هو عنوان الفصل الرابع الذي يرسم خريطة توزيع القوة داخل الجامعة وترتيب الأعضاء من حيث القوة، ويعرض الأزمة من بدايتها إلى تطوّرها، ومواقف الأطراف الفاعلة منها، لينتهي إلى عرض النتائج والافتراضات المثبتة وغير المثبتة، ويتناول مبدأَي استقرار الأمن الجماعي وأهميته النسبية.
في الفصل الخامس، وعنوانه "سلوك جامعة الدول العربية في أزمة العراق والكويت في عام 1990"، يعيد سالم رسم خريطة توزيع القوة داخل جامعة الدول العربية وترتيب الأعضاء من حيث القوة، وصولاً إلى نقاش مبدأ الأمن الجماعي في مقابل مبدأ رفض التدخّل الأجنبي في الشؤون العربية.
"النتائج والخلاصة" هو عنوان الفضل الأخير، ويخصّصه المؤلّف لإيراد ملخص للدراسة ونتائجها، كما يورد بعده أربعة ملاحق: "توزيع القوة داخل جامعة الدول العربية في عام 1961"، و"قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 1777 في أزمة عام 1961"، و"توزيع القوة داخل جامعة الدول العربية في عام 1961"، وقرارا مجلس الجامعة والقمّة العربية في أزمة عام 1990".
يُذكر أن أحمد علي سالم هو أستاذ العلوم السياسية في "معهد دراسات العالم الإسلامي" في "جامعة زايد" في الإمارات، ألّف وترجم قرابة خمسين عملاً.