الوطن

الأساتذة الاحتياطيون يفضحون مدراء التربية الرافضين توظيفهم

رفعوا شكاوى وتقارير سوداء حول كيفية استعمال المحاباة وتوظيف المستخلفين

فضحت عدة تقارير وشكاوى رفعها الأساتذة الناجحون في مسابقات التوظيف للطور المتوسط والثانوي والابتدائي، التي نظمت في 2017 و2018، المدرجون في القوائم الاحتياطية، مديريات التربية التي ضربت بتعليمات وزيرة التربية عرض الحائط، من خلال عدم الاستنجاد بهم لسد العجز في الأساتذة واللجوء إلى توظيف المستخلفين عن طريق "المعريفة".

وأكدت الشكاوى التي باتت تتلقاها وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، يوميا تورط عدة مديريات تربية في تجاوزات في توظيف الأساتذة الاحتياطيين، الذين قررت الوصاية الاعتماد عليهم لسد العجز في المؤسسات في مختلف الأطوار إلى غاية 31 ديسمبر 2019، وهذا سعيا لفتح تحقيق للنظر في هذه الخروقات.

وحسب هذه الشكاوى والتقارير الموقعة من قبل الأساتذة الناجحين في مسابقة توظيف 2017 الخاصة بالطورين المتوسط والثانوي وحتى مسابقة توظيف الأساتذة الابتدائي لسنة 2018، فإن عدة مديريات تجاوزت تعليمات وزارة التربية الوطنية ومارست سياسات تعسفية والمحسوبية والمحاباة في التوظيف، مطالبين الوزيرة بالتدخل والضغط على مديريات التربية لاستدعاء الاحتياطيين بدلا من اللجوء إلى عقود الاستخلاف، بما أن الوزيرة قد رخصت للمسؤولين المحليين للاعتماد على القوائم الاحتياطية.

وحسب ذات المصادر "فإن مديرية التربية لولاية قسنطينة من بين المديريات التي تعدت على حدود مراسلات وزيرة التربية الأخيرة"، حيث أنه منذ "أسابيع قليلة"، حسب المحتجين، "استقالت أستاذة واستعانوا بمستخلفة وقد درست لمدة أسبوع كامل دون أن يتم استدعاء صاحبة الترتيب، ولما عرفنا ببحثنا أنه تم تعيينها في منصب شاغر وذكرنا حتى اسم المدرسة واسم المدير واسم المستخلفة التي تم تعيينها، وفجأة على صفحة احتياط قسنطينة تدخل طرف وذكر أنه قد تمت الاستعانة بصاحبة الترتيب ولم تلتحق، ولهذا لجأوا إلى المستخلفة. وقد تواصلنا مع صاحبة الترتيب والتي أكدت لنا أنه لم يتصل بها أحد من المديرية، وبعدما عرفنا بالتحايل الحاصل نرجو التدخل سيادتك في أسرع وقت ممكن"، وفق دعوات هؤلاء الأساتذة لوزيرة التربية لفتح تحقيق معمق في القضية.

ولهذا طالب احتياطيو سنة 2017 وزيرة التربية بالتدخل العاجل لإنصافهم وإصدار تعليمات ومراسلات لمديريات التربية لاستدعاء الاحتياطيين، وهذا تكميلا وتتمة لقرارها الصائب بالتمديد ومنح فرصة أخرى لاحتياطيي 2017، وهذ على اعتبار أن مديريات التربية صائمة عن استدعاء احتياطيي 2017 منذ قرار تمديد وزيرة التربية، خاصة مديرية التربية لولاية قسنطينة التي ترفض استدعاء احتياطيي 2017 بحجة عدم وجود مراسلة موقعة من قبل وزارة التربية.

كما طالب بدورهم الأساتذة الاحتياطيون للطور الثانوي لولاية ورڤلة، عبر مناشدات رفعت إلى المسؤولة الأولى للقطاع، بالتدخل العاجل على اعتبار أن المناصب موجودة ويتم إعطاؤها للاستخلاف على منصب شاغر ولا يقومون باستدعاء الاحتياطيين. ونفس التجاوزات سجلت بولاية تلمسان، حيث كشفت الشكاوى التي رفعت إلى وزيرة التربية "أن احتياط أساتذة 2017 يكادون ينفجرون من مديرية ولاية تلمسان، إذ أنهم أنكروا جميع قرارات وزيرة التربية بالاستعانة بالاحتياطيين، وقالوا إنها مجرد كلام في حين لجأوا إلى الاستخلاف بدل توظيف الاحتياطيين، رغم أن هؤلاء الأساتذة على يقين أنه قد حرر أكثر من 15 منصبا في اللغة الفرنسية والعربية والرياضيات"، وفق ذات الشكاوى.

كما طالب الأساتذة الاحتياطيون الناجحون في مسابقة توظيف 2017 بالنسبة للطورين المتوسط والثانوي والاحتياطيون الناجحون في مسابقة الابتدائي لسنة 2018، وزيرة التربية بالتدخل لفتح تحقيقات شاملة في عمليات التوظيف الخاصة بمديرية سكيكدة بسبب وجود أيضا تجاوزات في التوظيف.

تجدر الإشارة أنه حتى نواب البرلمان تدخلوا لدى وزيرة التربية الوطنية لوضع حد لتجاوزات مدراء التربية الذين عاث العديد منهم فسادا في القطاع بسبب تجاهل تعليمات وزيرة التربية، وهو ما يحقن الأوضاع في العديد من الولايات. ووفق مصادر فإن وزيرة التربية لم تبق مكتوفة الأيدي وأن لجنة وزارية جندت من أجل كشف كامل التجاوزات التي يقوم بها المسؤولون المحليون.

سعيد. ح

من نفس القسم الوطن