الوطن

تساؤلات حول جاهزية الجزائر لظروف مناخية أعنف من التقلبات الجوية؟!

أمطار وثلوج فصلية تسببت في كوارث وخسائر مادية وبشرية

    • شلغوم: التقلبات الجوية الأخيرة كشفت عن عدم وجود أي مخطط للحماية

 

أكد خبراء، أمس، أن الفيضانات والتقلبات الجوية العنيفة شتاء وكذا الحرائق ودرجات الحرارة المرتفعة صيفا، هي قدر الجزائر بسبب موقعها الجغرافي، ولذا فإنه لا وجود لخيار للتعامل مع هذه الظواهر سوى تفعيل أنظمة يقظة تكون ناجعة وتسخير كافة الإمكانيات في حالة الطوارئ لرفع درجة المجابهة.

وقد أثارت مخلفات التقلبات الجوية الأخيرة تساؤلات بخصوص جاهزية الجزائر لكوارث وظروف مناخية تكون أعنف، فعاصفة ثلجية لم تدم أكثر من أسبوع تسببت في غلق عشرات المحاور الطرقية وعزل آلاف العائلات في القرى والمداشر، كما تسببت في خسائر مادية بالجملة وكذا خسائر بشرية وقطع التموين بالكهرباء والغاز عن السكان في عدد من الولايات.

كما كشفت التقلبات الجوية عدم وجود أي مخطط للحماية عكس ما تتبجح به الحكومة سنويا بخصوص اتخاذ تدابير وإجراءات وقائية. فالأمطار وكميات قليلة من الثلوج تسببت في شل حركة المرور وقطع الطرقات وعزل القرى والمداشر، في مشاهد تتكرر في كل موسم شتاء، ما يطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء تكرر الكوارث، ومن يتحمل مسؤولية سقوط ضحايا وتشريد العائلات.

وحسب الخبراء، فإن الجزائر وبسبب موقعها الجغرافي تتأثر بالاضطرابات الجوية التي تتشكل أو تتجدد في البحر الأبيض المتوسط، والتي تم تحديدها من قبل العديد من المختصين على أنها المنطقة الأكثر تعرضا للأعاصير في العالم، كما تتأثر أيضا بأنواع أخرى من الكوارث الطبيعية، خاصة ما يسمى بالطقس القاسي كالعواصف الرملية وظهور الهواء المداري، ما يتسبب في عواصف رعدية شديدة في منطقة الهڤار والتاسيلي، والتي تكون أحيانا سببا في الفيضانات المدمرة. 

وبسبب هذا فإن تفعيل أنظمة اليقظة ضد الكوارث أمر ضروري لتعوض النشريات الخاصة بحالة الطقس في حال التقلبات الجوية، مشرين أن أنظمة اليقظة هذه من شأنها أن تعلم السلطات العمومية ووسائل الإعلام والجمهور حول مخاطر الأرصاد الجوية المحتملة وتطورها وعواقبها المتوقعة. ودعا المختصون إلى ضرورة اتباع خارطة الإنذار لمصالح الأرصاد الجوية من قبل عامة الأفراد، قصد التقليل من مخاطر التقلبات الجوية التي قد تتسبب في وقوع خسائر مادية وبشرية، على غرار خسائر التقلبات الجوية الأخيرة.

 

    • شلغوم: التقلبات الجوية الأخيرة كشفت عن عدم وجود أي مخطط للحماية

 

وفي هذا الصدد، نفى رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، في تصريح لـ"الرائد"، أن يكون الخطر المناخي وحده سببا في الخسائر التي سجلت في الأيام الماضية، خاصة أن كميات الأمطار المتهاطلة هي فصلية والظروف المناخية التي عاشتها عدد من الولايات أمر عادي في هذا الفصل من السنة، مشيرا أن فشل سياسة التخطيط العمراني والمتابعة والرقابة من طرف المصالح الولائية والوزارية سبب رئيس فيما حدث من غلق للطرقات وسيول وفيضانات وكذا خسائر بشرية ومادية، مشيرا أن الظروف المناخية للجزائر تعد معروفة ولا بد من الوصول إلى كل المعطيات المناخية لكي تكون سياسة ثابتة بالنسبة للتحكم في آثار الكوارث التي تنبثق عن التغيرات المناخية، مشيدا بأهمية التنبؤات الجوية بالنسبة للسياسة الوقائية.

وأضاف شلغوم عبد الكريم أن هناك تطورا تكنولوجيا والجزائر تواكب الثورة العلمية في مجال التنبؤ، فنادي المخاطر الكبرى مطور بالتجهيزات الحديثة التي اقتناها ويجب أن تكون سياسة احترازية وقائية ثابتة وواضحة بالنسبة لكل بلد.

كما أشار المتحدث ذاته إلى أن قانون التحكم في الكوارث الطبيعية ينص على الوقاية من أخطار الكوارث، غير أن الاستشارات والتوصيات التي قدمها الخبراء بهدف مواجهة مثل هذه المخاطر، لا تجد اهتماما من طرف المسؤولين، مضيفا أن التقلبات الجوية الأخيرة كشفت عدم وجود أي مخطط للحماية عكس ما تتبجح به الحكومة سنويا بخصوص اتخاذ تدابير وإجراءات وقائية تتعلق بتطهير الأودية وقنوات الصرف، حيث تسببت الأمطار وكميات قليلة من الثلوج في شل حركة المرور وقطع للطرقات وعزل للقرى والمداشر، ما يطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء تكرر الكوارث.

س. ز

من نفس القسم الوطن