الوطن

2019... بداية سنة غير "موفقة" للجزائريين ؟!

ثلاثة أسابيع كانت مليئة بأحداث "أرّقت" المواطن

لم تكن بداية سنة 2019 موفقة بالنسبة للجزائريين، حيث شهدنا خلال الثلاثة أسابيع الأولى من السنة الجديدة، مجموعة من الأحداث التي أرقت المواطنين، على غرار حوادث الاختناقات بالغاز وحوادث المرور، وكذا داء الطاعون والحمى القلاعية الذي كبد الموالين خسائر بالجملة، بالإضافة إلى الإنفلونزا التي حصدت أولى الوفيات بداية السنة، وكذا عودة البوحمرون، دون الحديث عن استمرار فضائح المسؤولين، بالإضافة إلى استمرار تنامي ظاهرة الحرڤة.

 

    • حوادث الاختناقات بالغاز... مأساة يعيشها الجزائريون منذ بداية السنة

 

ولعل أكثر الأحداث مأساوية التي عاشها الجزائريون مع بداية السنة، هي حوادث الاختناقات بالغاز، حيث أحصت مصالح الحماية المدنية، خلال الثلاثة أسابيع الماضية، عشرات الوفيات بسبب القاتل الصامت، حيث راح ضحية هذا الأخير عائلات بأكملها عبر أكثر من ولاية.

ورغم الحملات التحسيسية التي ترعاها مختلف الهيئات من مصالح الحماية المدنية ومصالح الأمن وكذا جمعيات المجتمع المدني وجمعيات حماية المستهلك وحتى مصالح شركة سونلغاز، إلا أن الحوادث لا تزال تتكرر وبوتيرة أسرع، خاصة خلال التقلبات الجوية بسبب نقص وعي المواطن من جهة، وكذا بسبب أخطاء تقنية تقع عند تركيب أجهزة التدفئة، أو في كون هذه الأخيرة نفسها أجهزة مغشوشة، ما جعل الحصيلة التي سجلت منذ بداية السنة إلى غاية أمس حصيلة ثقيلة، حيث تم إحصاء أكثر من 30 قتيلا بسبب اختناقات الغاز.

 

    • حصيلة ثقيلة لحوادث المرور في جانفي

 

من جانب آخر، فقد سجلت أيضا، منذ بداية السنة، حصيلة ثقيلة في حوادث المرور، آخرها كان حادث تيبازة الذي وقع، أمس، وأسفر عن وفاة 7 أشخاص، في حين تشير التقديرات إلى وفاة حوالي 12 شخصا في حوادث المرور كل أسبوع، أي في حدود 40 شخصا لقوا حتفهم في حوادث المرور منذ بداية السنة، أي خلال 3 أسابيع الأولى من 2019، لتبقى أسباب هذه الحوادث تعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري بنسبة تفوق 95٪، نتيجة عدم احترام مسافة الأمان، الإفراط في السرعة، الإرهاق وعدم التركيز عند السياقة، خاصة إذا ارتبط الأمر باضطرابات جوية شهدناها على فترات متفرقة منذ بداية السنة، وهو ما يجعل مصالح الأمن كل مرة تجدد دعوتها للسائقين بضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء السياقة، مع احترام السرعة المحددة، والمراقبة الدورية للمركبة.

 

    • طوارئ بسبب الحمى القلاعية والطاعون

 

من جانب آخر، صنعت عودة داء الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة، خلال بداية 2019، الحدث في أوساط الموالين والفلاحيين وحتى المواطنين العاديين، بعدما تسبب هذا الداء في نفوق آلاف رؤوس الماشية وخسائر بالجملة للموالين، وكذا نقص في عرض اللحوم الحمراء في الأسواق، وارتفاع جنوني في أسعارها. وقد أحدث هذا الوباء حالة طوارئ واستنفار قصوى وأغلقت العديد من نقاط بيع المواشي عبر بعض الولايات، والتي شهدت انتشار طاعون المجترات الصغيرة، وذلك بقرار وزاري إلى غاية التخلص والقضاء على الوباء، في حين تأخر حصول الموالين على اللقاح الخاص بالوباء، بسبب تماطل الوزارة الوصية في استيراد هذا الأخير، وهو ما ضاعف من الخسائر وخلق حالة غليان في أوساط الموالين الذين قاموا بعدد من الاحتجاجات عبر الوطن، في حين انعكس هذا الوضع على أسواق اللحوم الحمراء التي تشهد اضطرابا كبيرا في العرض وارتفاع في الأسعار، وهو ما يتخوف منه المواطن أن يستمر خلال الفترة المقبلة وحتى إلى غاية شهر رمضان المقبل.

 

    • استمرار ظاهرة الحرڤة رغم التقلبات الجوية

 

بالمقابل، فقد عرفت بداية السنة استمرار العديد من الظواهر الاجتماعية الخطيرة، على غرار ظاهرة الحرڤة، حيث لم تكبح التقلبات الجوية وبرودة الطقس بارونات الحرڤة واستمر نشاط هؤلاء، بينما عملت مصالح الأمن، خلال هذه الفترة، على تطويق ومحاصرة هذه الشبكات عبر تتبع نشاطاتها، حتى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تفكيك العديد من العصابات، في انتظار ما ستسفر عنه توصيات المنتدى الوطني حول ظاهرة "الحرڤة" التي نظمته وزارة الداخلية والجماعات المحلية، والذي تم خلاله الكشف عن أرقام مرعبة حول عدد الحراڤة خلال 2018 وعدد الذين فقدوا في عرض البحر خلال ذات الفترة.

 

    • هذه القضايا صنعت الجدل عبر "السوشيال ميديا" منذ بداية السنة

 

هذا، وبالنسبة لما عاشه الجزائريون، خلال بداية السنة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ففضائح المسؤولين غطت مرة أخرى على المشهد عبر السوشيال ميديا، حيث لا تزال هذه الأخيرة فزاعة لهؤلاء، من بينهم مدير دار المسنين بباتنة الذي تمت إقالتهم بسبب فيديو تم تداوله عبر الفايسبوك، بالإضافة إلى فيديوهات أخرى تم تداولها توضح حجم تقاعس المسؤولين، على غرار قيام سكان إحدى بلديات بومرداس بزراعة الطريق العام بطاطا وبصلا تعبيرا عن تذمرهم من عدم تعبيد هذا الطريق، وهو فيديو صنع الكثير من الجدل، بالإضافة إلى فيديوهات تم تداولها توضح حجم الفوضى في عدد من المتشفيات وكذا عدد من الإدارات العمومية.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن