الوطن
رسائل قوية وجهها الأساتذة للحكومة حول مناهج الجيل الثاني والتلاميذ
بعد أن نجح تكتل النقابات في إخراجهم بقوة إلى الشارع رفقة عدة أسلاك أخرى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 جانفي 2019
• بن غبريت بين خيار رفع الأجور وتطبيق القانون الخاص أو الإضرابات
نجح، أمس، تكتل النقابات المستقلة في إخراج عدد هائل من عمال التربية من أساتذة ومختلف الأسلاك، للاعتصام أمام مديريات التربية رغم سوء الأحوال الجوية وبرودة الطقس، وهذا للمطالبة بالتطبيق الفوري للقانون الخاص، وتحسين القدرة الشرائية وتوجيه إنذار لوزارة التربية الوطنية من أنه في حالة عدم تدخلها لتسوية كافة الانشغالات المرفوعة وكذا عدم تدخل الحكومة من أجل إنقاذ المدرسة الجزائرية، فإن التصعيد قادم لا محال خلال الأيام القليلة المقبلة لإنقاذ الجيل الصاعد، وجعلهم على قدر المسؤولية، خاصة أن قطاع التربية قطاع سيادي وحمايته أمر ضروري.
وبناء على المعلومات التي صدرت عن نقابات التكتل عبر تقارير مرفقة بفديوهات، فإنه "خرج الأساتذة وعمال التربية بمختلف الأسلاك في احتجاجات ورفعوا شعارات أكدوا فيها على عدم المساس بمكاسب العمال، وتعالت أصواتهم بترديد عدة مطالب موجهة إلى وزارة التربية الوطنية والسلطات العليا في البلاد، مرفقة بأغان وأناشيد وطنية من أبرزها "قسما"..
ومن أبرز ما طالب به المحتجون في الاحتجاجات التي مست مختلف الولايات، على غرار أدرار وغرداية وعين الدفلى ووهران والجلفة.. "إعادة النظر في المناهج"، وأكدوا أنهم لا يمارسون السياسة وأن التلاميذ أصبحوا ضائعين، في وقت أصحبت المنازل أقساما ثانية وأصبح الأولياء في ضغط رهيب، وأكدوا أنه يجب وضع حد لهذا من خلال استدعاء خبراء لدراسة هذه المناهج والاستفادة من تجارب الدول الرائدة، وحذروا من مناهج بن زاغو وإصلاحات بن غبريت، كما شددوا على أهمية تخفيض الحجم الساعي، تضيف معلومات التكتل النقابي.
• المحتجون: "إضرابنا هو إنذار فقط"
وأضافت ذات المصادر "أن المحتجين شددوا على أهمية تدخل المصالح العليا من أجل تلبية ما جاء في بيان التكتل النقابي"، وشددوا أن احتجاجاتهم اليوم هي إنذار لوزارة التربية، خاصة الحكومة الجزائرية. وخلال الاحتجاجات، ثمنت النقابات المشاركة بخروج العمال والأساتذة بقوة لقول كلمتهم لافتكاك ما جاء في مطالب الإشعار بالإضراب، على رأسها القدرة الشرائية وملف التقاعد النسبي وقانون العمل، إضافة إلى منح الجنوب وغيرها من المطالب.
وتدخل نقابيون من مختلف النقابات الناشطة في التكتل النقابي، ليطالبوا عمال التربية والأساتذة بإعادة النظر في قراراتهم ومواقفهم وأن يشاركوا بقوة في الاحتجاجات عن قناعة، وأن يضعوا خلافاتهم النقابية جانبا، وأن يلتفوا حول هذه المطالب المرفوعة، خاصة أن التكتل النقابي يخوض صراعات مريرة على المستوى الوطني والولايات، حتى يفتك هذه النقاط ولا يسجل التاريخ أنهم متخاذلون، حسب ذات التقارير التي سلطت الضوء على جهود "تكتل النقابات" الذي ينادي بأن تستدرك الأمور وأن تعطى الحقوق لأصحابها، وأن تعاد الكرامة لكل عمال التربية كل حسب رتبته ومهامه التي يؤديها داخل المؤسسة التربوية.
وركزت معظم التدخلات أيضا على فشل تطبيق المناهج والمقرر الدراسي، وكذا مشكلة الكتاب المدرسي، واعتبروا أن وزارة التربية تعمل من أجل تغطية فشلها في مناهج الجيل الثاني من خلال المعالجة البيداغوجية، ولم تكن لها الشجاعة الكافية للاعتراف بأنها أخطأت، لذا طالب النقابيون خلال الاحتجاجات وزارة التربية بالإسراع في تدارك الوضع قبل فوات الأوان.
وفي ذات الصدد، أشار رئيس التنسيقية الوطنية لمساعدي ومشرفي التربية، محمد واضح، إلى مشاركتهم في كل الاحتجاجات التي دعا إليها التكتل النقابي من إضراب أول أمس والاحتجاجات التي كانت أمس أمام مديريات التربية، حيث استجاب الآلاف من المساعدين عبر مختلف ولايات الوطن للنداء من أجل مطالبة الحكومة بتلبية المطالب المرفوعة وإنصافهم في القانون الخاص، وهذا بنسبة تعدت 65 بالمائة.
• المساعدون والمشرفون يشاركون بالآلاف في الاحتجاجات
وأوضح محمد واضح، في بيان له، "إنه مساندة منهم لإضراب 21 جانفي 2019 الذي دعا إليه تكتل النقابات المستقلة لقطاع التربية، واستجابة منهم لدعوة التنسيقية الوطنية للمساعدين والمشرفين التربويين بضرورة خوض هذا الإضراب كرسالة تحذيرية لوزارة التربية الوطنية من أجل تحقيق المطالب المشروعة الواردة في البيان رقم 02-2019، سجل المساعدون والمشرفون التربويون حضورهم اللافت في قوائم المضربين في المؤسسات التربوية، لاسيما في الطورين المتوسط والثانوي، وهو ما يدل على مستوى النضج النضالي والنقابي الذي وصل إليه المساعدون والمشرفون التربويون على اختلاف انتماءاتهم النقابية، والذي يؤهلهم لخوض الاستحقاقات القادمة بكل ثقة وعزيمة من أجل تغيير الواقع المهني والاجتماعي لهذه الفئة التي تريد الوزارة تهميشها ووأد أحلامها.
ومتابعة منها لمجريات الإضراب وبالتنسيق مع الأمناء الولائيين للتنسيقيات الولائية للمساعدين والمشرفين التربويين، فإن التنسيقية الوطنية للمساعدين والمشرفين التربويين تتأسف حيال السلوكيات المنافية لحق ممارسة الإضراب الذي كفلته القوانين، لاسيما القانون 90-02 و90-11، وتستهجن المضايقات التي تعرض لها المساعدون والمشرفون التربويون من بعض المديرين ومستشاري التربية، والذين حاولوا وبكل السبل تكسير الإضراب والنيل من عزيمة المضربين، يضيف ذات البيان.
وختم واضح بيانه بالتأكيد قائلا: "إن ما لم يتحقق بالنضال يتحقق بمزيد من النضال، وندعو الجميع إلى ضرورة الاستعداد الجدي والفعلي للاستحقاقات النضالية القادمة"، مشدّدا على أن "النقابة الوطنية لعمال التربية "الأسنتيو" تبقى البيت النقابي الكبير والمخلص الذي يسع جميع المساعدين والمشرفين التربويين على اختلاف توجهاتهم".
عثماني مريم