الثقافي

محمد مكية.. 100 عام من العمارة العراقية

يتناول الكتاب بالتحليل والنقد نماذج تحتفظ بأهمية قصوى في مسيرة مكية

يعلل المعماري والأكاديمي خالد السلطاني وضعه كتاب "محمد مكية 100 عام من العمارة والحياة" (دار الأديب، 2014)، باعتبار أن عمارة مكية بتوجّهها الأسلوبي واحدة من أهم تجليات المنجز المعماري العراقي، مكرسةً موقعها المرموق في الخطاب المعماري العربي والإقليمي.

تجربة متميزة وثرية، حفلت مقارباتها التصميمية والإنشائية بتمثل خاص للموروث العربي الإسلامي، وتعزيز ملمح المكان الوطني بجمالياته وبعده التاريخي. تجربة لم تتحقق بمعزل عن قيم الحداثة المعمارية "بل في سياق مستلزماتها الإنشائية والبصرية، وأفكارها واقتراحاتها التجديدية".

كان مكية (الرصافة، 1914) من الذين آثروا المدينة العربية بشواخص وصروح معمارية اعتُبرت نماذج بصرية لها إن في العراق أو في الخليج أو في المغرب العربي.

يتناول الكتاب بالتحليل والنقد نماذج تحتفظ بأهمية قصوى في مسيرة مكية، لما تنطوي عليه من طبيعة تصميمية مبتكرة، نذكر منها: مسجد الخلفاء في بغداد (1963)، مسجد الشيخ حمد في البحرين (1974)، مسجد الصدّيق في الدوحة (1978)، مسجد الكويت الكبير (1984)، مشروع الجامعة العربية في تونس (1983)، وغيرها من شواخص في مدن أخرى.  

يقترح الكاتب قراءة تحقيبية للتعاطي مع سيرة مكية المعمارية المهنية، ضمن الاهتمام بأطر زمنية محددة، والاشتغال على انجازاتها وتبيين مؤثراتها الإبداعية. إذ يرصد السلطاني فيها مرحلتين أساسيتين، امتدت الاولى من خمسينات القرن المنصرم حتى منجز جامع الخلفاء (1963). وهي مدة زمنية تميزت بتأثيرات المشهد البنائي المحلي والارتقاء به إلى مصافي التجربة التصميمية الاحترافية، واقترنت أيضاً بالاستفادة من خصوصية المادة الإنشائية التقليدية وجعْلها حاضرة في نسيج عمله التصميمي الجديد، كما في عمارة البيت السكني ومنشآت وظيفية أخرى.

وفي الكتاب يتبيّن لنا أن مكية ميّز بين مفهوم "العمران الحضري" باعتباره عمراناً يستوعب قيم التعامل الإنساني، بشرطها الروحي والاجتماعي، وصلتها القائمة على الانسجام مع العالم، في بعدها التاريخي وخبرتها المرجعية؛ وبين مفهوم "العمران المديني" الذي يسعى إلى تكريس المظهرية العابرة، القائمة على الاستهلاك والحذلقة المهنية الفاقدة لأي أهداف قيمية.

من نفس القسم الثقافي