الوطن

فايسبوك... "الفزاعة" التي تخيف المسؤولين؟!

بعد والي المسيلة.. رواد يتسببون في إقالة مدير دار مسنين بباتنة والدور على من؟

تواصل مواقع التواصل الاجتماعي وروادها الإطاحة بالمسؤولين الجزائريين. فبعد والي ولاية المسيلة جاء الدور، أمس، على مدير دار للمسنين بباتنة، الذي تمت إقالته من منصبه بسبب فيديو متداول أوضح وضعا مزريا لنزلاء الدار، ليتحول الفايسبوك إلى فزاعة للمسؤولين الجزائريين الذين باتوا يحسبون له ألف حساب، بعدما أصبح مسؤولا عن إقالات بالجملة وأحيانا ترقيات.

مجددا يتسبب فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي في إقالة مسؤول في الجزائر، فبعد والي ولاية المسيلة الذي تم استبعاده من منصبه بسبب الجدل الذي أثير حول تعامله مع قضية الشاب عياش الذي وقع في بئر ارتوازي، جاء الدور على مدير دار للمسنين بولاية باتنة، حيث تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في 48 ساعة الماضية، فيديو يوضح الوضع المزري الذي يعيش فيه نزلاء الدار، في غياب شبه كلي للعاملين وللتكفل بهؤلاء، ما جعل وزيرة التضامن الوطني والأسرة، المسؤولة الوصية عن هذه المنشآت، تتحرك وتأمر بإقالة مدير الدار. من جانب آخر، تداول أيضا النشطاء، في اليومين الماضيين، فيديو مسربا من داخل مستشفى برج منايل بولاية بومرداس، يشير إلى حالة كارثية يعيشها المرضى داخل المستشفى، وانتشار كارثي للأوساخ والفضلات التي باتت تقاسم المرضى غرفهم. وهو فيديو أثار الكثير من الجدل، في حين حاول مسؤولو المستشفى تقديم التبريرات، متحججين بأن الفيديو مفبرك، في انتظار تدخل وزير القطاع، مختار حزبلاوي، لمعاقبة المتسببين في هذه الفضيحة. وبغض النظر عن الإقالات الأخيرة التي تسبب فيها الفايسبوك، فمن الواضح أن مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى فزاعة لدى المسؤولين، بعدما باتت تتسبب في إقالة كبار مسؤولين في الدولة، منهم وزراء وولاة وأميار ومدراء في عدد من القطاعات. ويبدو أن فايسبوك الذي يقدّر رواده في الجزائر بقرابة 16 مليون نسمة، بات يضع السلطات العليا في البلاد أمام واقع إعلامي جديد عليها التكيف معه، حيث لم يعد بالإمكان مواجهة الضغط الاجتماعي بمنابر الإعلام الرسمي، وصار إجباريا توظيف وسائط الاتصال الجديد الذي فرضته مواقع التواصل الاجتماعي، ما يفسر تفاعل هذه السلطات مع ما يتم تداوله عبر الفايسبوك، وتحول هذا الأخير إلى أولوية عند الحكومة والمسؤولين، حيث قد يخدم الفايسبوك هؤلاء كما بإمكانه أن يتحول إلى عدوهم الأول.

د.ع

من نفس القسم الوطن