الوطن

أزمة لحوم "خانقة" في الأسواق ومخاوف من استمرار السيناريو إلى غاية رمضان المقبل...

بسبب عدم قدرة الموالين على تعويض خسائرهم سريعا

    • رمرام: العرض في أسواق اللحوم تقلص بأكثر من 60 بالمائة

    • بولنوار: اللجوء إلى استيراد اللحوم قبل رمضان أمر ضروري في كل الأحوال

 

تعرف أسعار اللحوم الحمراء، هذه الأيام، ارتفاعا قياسيا يُتوقع أن يستمر في الفترة المقبلة بسبب تسجيل نقص في العرض، جراء استمرار تفشي وباء طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية اللذين لا يزالان يلحقان خسائر بالجملة لدى الموالين، وهو ما جعل ممثلي تجار اللحوم الحمراء يحذرون من ندرة خانقة، داعين وزارتي الفلاحة والتجارة للترخيص باستيراد لحوم الغنم بصفة استثنائية من أجل الحفاظ على التوازن بين العرض والطلب.

ويواصل طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية إلحاق خسائر فادحة لدى الموالين، وهو ما أثر على أسواق اللحوم الحمراء، حيث تشهد هذه المادة ارتفاعا قياسيا في الفترة الحالية، حيث وصل سعر لحم الغنم ما يفوق الـ 1800 دينار بأسواق التجزئة، في حين بلع سعر لحم البقر سقف 2000 دج في بعض محلات الجزارة بالعاصمة. وبسبب غلاء الأسعار وتخوف المواطن من تداعيات الطاعون، فإن الطلب على اللحوم، حسب ما أشارت إليه تقديرات من ممثلي تجار هذه المادة، انخفض بأزيد من 40 بالمائة، في حين سجل طلب قياسي على اللحوم البيضاء، وهو ما رفع أسعار هذه الأخيرة بمعدل 70 دج في الكيلوغرام الواحد، مع توقعات بمزيد من الارتفاع باعتبار اللحوم البيضاء تمثل حاليا بديلا للمستهلك.

 

تخوفات من استمرار الندرة حتى شهر رمضان المقبل ومطالب بالترخيص للاستيراد استثنائيا

 

وقد خلق نقص العرض في اللحوم الحمراء حاليا تخوفات حقيقية بتسجيل ندرة قد تستمر إلى غاية شهر رمضان، فرغم أن الشهر الكريم لا يزال تفصلنا عنه أكثر من 4 أشهر، إلا أن استمرار الازمة وتأخر احتواء الطاعون والحمى القلاعية قد يطيل من خسائر الموالين الذين من الصعب عليهم تجاوز هذه الحالة، ويتطلب ذلك على الأقل سنة لتجديد رؤوس ماشيتهم التي نفقت، وهو ما سيجعل الأسواق تعاني نقص العرض لأشهر عديدة قد تصل وتستمر إلى ما بعد رمضان، وهو ما جعل ممثلي التجار وحتى المستهلكين يطالبون الحكومة بضرورة التدخل والترخيص باستيراد لحوم الغنم بصفة استثنائية في المرحلة المقبلة، إلى غاية احتواء داء الطاعون والحمى القلاعية، وتعويض الموالين خسائرهم وعودة الاستقرار للأسواق.

 

    • رمرام: العرض في أسواق اللحوم تقلص بأكثر من 60 بالمائة

 

من جهته، أكد رئيس الجمعية الوطنية لتجار اللحوم الحمراء والبيضاء، محمد رمرام، أمس، في اتصال هاتفي مع "الرائد"، أن غلق أسواق الماشية ومنع تنقل التجار والمربين، والتماطل في إصدار رخص التنقل من قبل البياطرة، جعل العرض في أسواق اللحوم يتقلص بأكثر من 60 بالمائة، مشيرا أن الكمية التي كانت تدخل مذبح الرويسو تراجعت إلى النصف، وهو ما سيحدث ندرة خانقة إن استمر الوضع على ما هو عليه. من جانب آخر، أشار رمرام أن نقص العرض هذا رغم أنه قابله نقص في الطلب أيضا بما يفوق 40 بالمائة، إلا أن ذلك لم يمنع الأسعار من الارتفاع، حيث زادت هذه الأخيرة بمعدل 200 إلى 300 دينار في الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم ومن 150 إلى 250 دينار في الكيلوغرام الواحد من لحم البقر، وحتى اللحوم البيضاء، يضيف رمرام، ارتفعت أسعارها بسبب توجه الطلب إليها في الفترة الحالية. ولم يخف رمرام تخوفاته من تداعيات تفشي وباء الطاعون والحمى القلاعية على سوق اللحوم في رمضان، قائلا ''صحيح أن الشهر الكريم لا يزال يفصلنا عنه أكثر من 4 أشهر غير أن الإشكال الحقيقي يتمثل في قدرة الموالين على تجاوز خسائرهم خلال هذه المدة التي اعتبرها رمرام غير كافية، مشيرا أنه مع دعوات فتح استيراد لحوم الغنم بصفة استثنائية.

 

    • بولنوار: اللجوء إلى استيراد اللحوم قبل رمضان أمر ضروري في كل الأحوال

 

من جانبه، أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، لـ"الرائد"، أن الخسائر لدى بعض الفلاحين تعدت الـ 50 بالمائة، وهو ما لا يمكن تجاوزه بين ليلة وضحاها، مشيرا أن الخسائر سترتفع أكثر في حال استمر الوضع على ما هو عليه وتأخر اللقاح أكثر واستمر غلق أسواق الماشية. كما توقع ذات المتحدث أن سوق اللحوم الحمراء مقبل على مزيد من الندرة في الأيام القليلة المقبلة. وفي تحليل له لوضع الأسواق، قال بولنوار إن أسعار اللحوم الحمراء ارتفعت بأكثر من 20 بالمائة، في حين أن الطلب عليها تراجع بأكثر من 40 بالمائة، بينما زاد الطلب بحوالي 20 بالمائة على اللحوم البيضاء والدواجن. من جانب آخر، وبخصوص التخوفات بشأن سوق اللحوم خلال رمضان، قال بولنوار إنه يجب عدم تضخيم الأمور ولا يمكن الحديث عن ندرة في رمضان ونحن ما زلنا نملك أكثر من 4 أشهر لتجاوز هذه الأزمة، مشيرا أنه وإن تم تسجيل نقص عرض في اللحوم خلال هذا الشهر فإن الحكومة ستلجأ لا محالة إلى الاستيراد، وهذا أمر مفروغ منه وتعودنا عليه كل سنة بوجود أزمات ومن دون أزمات، لأن الإنتاج الوطني من اللحوم لا يغطي الطلب خاصة خلال هذا الشهر.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن