الوطن

"الغش" يطغى على مسابقة ترقية الأستاذة

وصفت الامتحانات المهنية بالمهزلة ودعوات إلى الترقية الآلية

    • منع منقبة من اجتياز الامتحان المهني للترقية

 

كشفت تقارير نقابية أن الامتحانات المهنية، التي نظمتها وزارة التربية الوطنية عبر 259 مركز لترقية 40 ألف أستاذ، تحولت إلى مهزلة حقيقية بسبب الغش الفادح الذي تورط فيه الأساتذة والمترشحون، البالغ غددهم أزيد من 74 ألف مترشح، وهذا رغم سهولة المواضيع المقترحة.

اعتبر نبيل فرقنيس، عن النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين "الستاف"، أن "المسابقة الخاصة بالترقية لم تكن في المستوى المطلوب وكانت مهزلة حقيقية وفق التقارير" التي تلقاها، "وهذا بسبب الغش الذي طال هذا الامتحان، علما أن هناك من شدد في الحراسة وهناك من وجد نفسه في إحراج لأنه قام بحراسة زميله".

وحسب ذات المصدر "فإن الملاحظين الذين جندتهم وزارة التربية لأول مرة لمراقبة هذه الامتحانات، فشلوا في تأدية دورهم الحقيقي، بالنظر إلى أن تجنيد ملاحظ أو اثنين في كل مركز امتحان أمام حراس وممتحنين زملاء في المهنة لن يضيف أي جديد، ولن يعطي المصداقية التي تحدثت عنها وزيرة التربية الوطنية، خاصة أن عدد المناصب المفتوحة قليل جدا.

ولم يتنافس بذلك 74 ألف أستاذ على 40 ألف منصب ترقية عبر 259 مركز بطريقة نزيهة، رغم تجنيد وزيرة التربية كافة مصالحها وإطاراتها لاتخاذ جميع الإجراءات لضمان تكافؤ الفرص وإعطاء المصداقية للامتحانات المهنية، وتنظيمها بنفس الإجراءات التي تتم وفقها الامتحانات الوطنية المدرسية، بحيث يكون معيار الاستحقاق المؤشر الرئيسي للنجاح، وذلك بالنظر إلى أهمية المهام الموكلة إلى الأستاذ الرئيسي والأستاذ المكون، إلا أنه تم خرق ذلك من قبل الأساتذة المفترض أن يكونوا قدوة لغيرهم، وفق ذات التقارير التي أكدت أنه رغم سهولة المواضيع المطروحة، لم يكن هؤلاء في المستوى، علما أنه طرح في امتحان الالتحاق برتبة أستاذ رئيسي للتعليم المتوسط مثلا موضوع في علوم التربية بشأن التلاميذ الذين لا يرغبون كثيرا في الدراسة ويؤثرون سلبا على سير الحصص، حيث تمت مساءلة المترشحين حول تحديد معلم تلك السلوكيات ومظاهرها، وما هي العوامل الكامنة وراء هذه السلوكيات والتصرفات، ولماذا تتسبب الأساليب الزجرية في المزيد من أوضاعهم غير المتكيفة، علاوة على سؤال حول كيفية تمكين المربي من أن يرشد هذه الفئة من التلاميذ إلى تعديل سلوكياتهم إلى الجانب الإيجابي؟

وأمام هذا، وجه النقابي نداء عاجلا إلى وزيرة التربية الوطنية من أجل إعادة النظر في عملية ترقية الأساتذة، مقترحا أن يكون أولا عبر التكوين الأصح للأساتذة بفتح معاهد التكوين التي أغلقت في سنوات التسعينات، وكذا الترقية الآلية بعد خمس سنوات فعلية من العمل للالتحاق بمنصب أستاذ رئيسي و10 سنوات خدمة فعلية للالتحاق بمنصب أستاذ مكون.

 

    • منع منقبة من اجتياز الامتحان المهني للترقية

 

وخصصت وزارة التربية لهذا الامتحان 40 ألف منصب لرتبتي أستاذ رئيسي وأستاذ مكون في المسابقة المهنية، منها 16 ألفا و353 للطور الابتدائي و11 ألفا و751 في الطور المتوسط و12 ألفا و790 في الطور الثانوي، فيما وصل عدد المترشحين في رتبة أستاذ مكون في الابتدائي 31 ألفا و216 مترشح تنافسوا على 16 ألفا و92 منصبا، فيما وصل عدد المترشحين في المتوسط 20 ألفا و737 مترشح تنافسوا على 11 ألفا و582 مترشح، أما في الثانوي فقد وصل عدد المترشحين 22 ألفا و136 مترشح تنافسوا على 12 ألفا و689. وفي رتبة أستاذ مكون، ترشح 280 أستاذ في الابتدائي تنافسوا على 261 منصب، فيما ترشح 152 أستاذ في المتوسط لعدد مناصب وصلت 169 منصب، و117 مترشح في الثانوي تنافسوا على 101 منصب، وهذا بعد أن تم احتساب الأقدمية المطلوبة للترقية التي تعتمد على مبدأ الجمع بين الأقدمية المكتسبة في الرتب الأصلية والأقدمية المكتسبة في رتبة الإدماج، وهذا تبعا لانقضاء الأجل المحدد في المادة 31 مكرر من المرسوم التنفيذي رقم 240-12 المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم 315-08 المؤرخ سنة 2017.

تجدر الإشارة أن المسابقة عرفت أيضا منع منقبة من إجراء مسابقة الترقية لرتبتي رئيسي ومكون في إطار تطبيق قوانين الجمهورية وتعليمة الوزير الأول، أحمد أويحيى، وهي التعليمة التي تلقاها مدراء التربية منذ أشهر ولتي تشير وتنص صراحة على منع النقاب في أماكن العمل، وحرصت الوصاية على ضرورة التقيد باحترام قواعد ومقتضيات الأمن والاتصال على مستوى أماكن العمل، والتي تقتضي تحديد هوية الموظفين والأعوان العموميين بصفة آلية ودائمة، والالتزام بتجنب الأفعال والتصرفات والمظاهر التي تتنافى مع طبيعة المهام والوظائف التي يضطلعون بها.

عثماني مريم 

 

من نفس القسم الوطن