الوطن

ملايير "تبذر" بسبب التأخر في إصلاح تسربات المياه...!

مصالح الجزائرية للمياه تتحجج بتأخر التراخيص لأعمال الحفر

باتت تسربات المياه التي تبقى لأشهر بل حتى لسنوات مشهدا مألوفا في أغلب بلديات العاصمة والولايات الأخرى، حيث دائما ما يشتكي السكان من استمرار تدفق المياه هدرا بالطرقات دون تدخل أي جهة من السلطات أو الهيئات المعنية لإصلاح الإشكال والحد من تبذير المياه، وتذبير الملايير.

وبأغلب بلديات الوطن تتباطأ شركة الجزائرية للمياه في إصلاح المئات من تسربات المياه التي تثير استياء السكان لما يعتبرونه تبذيرا وإهدارا للماء والمال العام، خاصة أن عددا من تسربات المياه لا تزال على حالها لأكثر من سنتين في بعض ولايات الوطن.

والغريب أنه يتم في كل مرة إعلام وإبلاغ كل الهيئات بما فيها مصالح البلديات ومديريات الجزائرية للمياه، لإصلاح ما يمكن إصلاحه وتوقيف تسرب المياه التي تغمر الشوارع، من دون جدوى، وتكتفي بعض مصالح البلديات عبر الوطن بإحصاء تسربات المياه.

غير أن العملية لا تتبعها أي إصلاحات أو ترميمات لأماكن تسرب مياه الشرب، التي تبقى تتدفق بكميات هائلة. هذه الظاهرة السلبية التي تدفع فاتورتها الخزينة العمومية وجيب المواطن، يحمل مسؤوليتها الكاملة السكان لمؤسسة الجزائرية للمياه، التي من مهامها بالإضافة إلى تموين السكان بالمياه الصالحة للشرب، إصلاح وتجديد شبكات توزيع هذه المادة الحيوية.

في حين يتحجج مسؤولو الشركة بأن الحصول على رخص الحفر لمعالجة تسربات المياه، هو سبب عرقلة مهام فرق الإصلاح ويؤخر أعمالها؛ كون كل عملية حفر تتطلب رخصا تارة من الولاية وتارة من البلديات، في حين يرفض الكثيرون الحجج التي تقدمها شركة الجزائرية للمياه في تأخر منحها الرخص وامتناع السلطات الولائية وحتى البلدية عن تسهيل مهام فرق إصلاح تسربات المياه. فمن غير المعقول أن يرفض أي وال أو رئيس بلدية طلب شركة وطنية أن تعالج أحد أهم أسباب تبذير المياه.

للإشارة، فإن مصالح الجزائرية للمياه كانت قد وضعت رقما أخضر للإبلاغ عن التسربات، وأعلن مسؤولو الشركة أن هذه الأخيرة باتت تتسبب في استنزاف ميزانية الشركة، غير أن الخلل لا يكمن في الإبلاغ عن هذه التسربات، فالمواطنون لا يدخرون جهدا في ذلك، خاصة أن هذه التسربات تفرز واقعا مزريا في الأحياء من برك مائية وانتشار للأوحال، غير أن تعامل الشركة مع هذه التبليغات يبقى محل انتقاد ونقطة استفهام كبيرة. 

دنيا. ع

من نفس القسم الوطن