الوطن

هولاند يسعى لأخذ"صك قبول"الجزائر للتدخل عسكريا في مالي

دبلوماسيون فرنسيون يتحدثون عن "خفايا" زيارته للجزائر ديسمبر المقبل

 

 

 واشنطن أرسلت 20 طائرة استطلاع إلى صحراء الساحل

كشفت مصادر فرنسية مطلعة أمس أن الزيارة التي ينوي الرئيس فرنسوا هولاند القيام بها إلى الجزائر مطلع ديسمبر المقبل تنطوي على "نية" فرنسا في إقناع الجزائريين بخوض حرب في مالي ضد الجماعات الجهادية المتمركزة شمالي هذا البلد الاستراتيجي على خط الساحل الذي تعتبره فرنسا حيوياً لمصالحها في القارة السمراء".

وأشارت مصادر إعلام عربية نقلا عن مصادر دبلوماسية من العاصمة باريس إلى أن "الزيارة التي ينوي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند القيام بها إلى الجزائر، سوف تخصص لمسألة التدخل العسكري في مالي الذي تريده باريس عبر قوة التدخل الإفريقية المكونة من جنود من دول الاتحاد الإفريقي. وتريد فرنسا من الجزائر أن تدعم هذه الحرب ضد "القاعدة" في مالي وعلى حدودها، بينما يبدو أن الجزائر والمجموعة المحيطة بها غير متحمسين لهذا العمل الذي ترى فيه الجزائر محاولات فرنسية للعودة إليها عبر استكمال تطويقها من جهة الصحراء الإفريقية بعدما دخلت (باريس )على أنقاض نظام معمر القذافي إلى ليبيا وبعد تولي جماعة الإخوان المسلمين الحكم في تونس".

وتقول مصادر فرنسية حسبما نقلته مجلة "الانتقاد" إن عدد مقاتلي القاعدة والتنظيمات الملحقة شمالي مالي يناهز ستة آلاف مقاتل، وهم يستفيدون من ضعف دول الجوار وامتلاكهم صواريخ أرض جو حصلوا عليها من ترسانة القذافي فضلا عن أسلحة برية متطورة. وفيما يفضل أكثر من مسؤول إفريقي تدخلا عسكريا غربياً مباشراً في مالي، تعارض الجزائر ذلك بقوة، وطرحت باريس خلال المشاورات التي أجراها وزير خارجيتها لوران فابيوس مع بوتفليقة تدخلا عسكريا للقوة الإفريقية ودعما جزائريا لها على أن يؤمن الغرب طائرات نقل لإنزال القوة الإفريقية في مالي فضلا عن طائرات حربية للاستطلاع تزود القوة الإفريقية بالمعلومات وتشن عمليات قصف جوي على مراكز مسلحي القاعدة عند الحاجة، غير أن التجارب السابقة مع الجزائر أثبتت أن النظرة الجزائرية مختلفة كليا عن النظرة الفرنسية، ويبدو أن الأمريكيين متواجدون منذ فترة طويلة في تلك المنطقة، وهذا ما يقلق الجزائر التي تتخوف من أي مخطط لتدخل عسكري على حدودها، خصوصاً وأن واشنطن وضعت حوالي عشرين طائرة استطلاع صغيرة وأقامت قاعدة صغيرة لقواتها الخاصة غير بعيدة عن منطقة الساحل، أما الفرنسيون فيمتلكون طائرات ميراج في تشاد وطائرات مراقبة ونحو ثمانين رجلا في الدول المجاورة لمالي.

وفي السياق نفسه، تحمل المهمة الفرنسية للتدخل العسكري في تشاد تناقضات، فالتمويل والتسليح الذي يحظى به مقاتلو القاعدة في مالي مصدره دولتان حليفتان للغرب هما قطر والسعودية اللتان تسعيان لإبعاد القاعدة عن أراضيهما، أو لأن هؤلاء المقاتلين يمكن أن يقدموا خدمات في مناطق أخرى وفق ما نقلت وثائق ويكيليكس عام 2009 كلاماً بهذا المعنى لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.

محمد.ا


 

من نفس القسم الوطن