الوطن

الثروة الحيوانية في خطر ؟!

الطاعون والحمى القلاعية قد تتسبب في إبادة أكثر من 80 بالمائة من الأغنام والأبقار

فدرالية الموالين: الوضع متحكم فيه ولا خوف على الثروة الحيوانية

نقابة البياطرة: طاعون المجترات الصغيرة سريع الانتشار ويمكن القضاء عليه بهذه الطريقة 

عليوي يطمئن مربي الماشية بالتعويض بعد وصول الطاعون إلى 26 ولاية

 

باتت كل من الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة تمثل تهديدا حقيقيا للثروة الحيوانية من الأغنام والأبقار، حيث حذر مختصون، أمس، من تماطل الحكومة في السيطرة على هذين الداءين وتأثير ذلك على وفرة الثروة الحيوانية، خاصة أن داء كطاعون المجترات الصغيرة يتنشر بسرعة، وقد يبيد أكثر من 80 بالمائة من الثروة الحيوانية في غضون أسابيع فقط.

ويعيش أغلب الموالين والفلاحين عبر الوطن هذه الفترة حالة من الذعر، خاصة مع تأخر وصول جرعات اللقاح التي وعدت بها الحكومة، وهو ما عقد الوضعية أكثر. فعدد من الموالين لم يلبثوا أن خرجوا من أزمة الحمى القلاعي التي لا تزال تضرب عددا من الولايات التي‮ ‬خلفت من ورائها خسائر معتبرة بنفوق مئات رؤوس الأغنام،‮ ‬ليأتي‮ ‬الدور على طاعون المجترات الذي‮ ‬تسبب في‮ ‬نفوق الآلاف من قطعان الغنم، في انتظار مزيد من الخسائر إن لم تتم السيطرة على الوباء في أسرع وقت، عن طريق إجراءات استعجالية وليس فقط إجراءات إدارية تمثلت في غلق أسواق الماشية لمدة شهر.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

 

نقابة البياطرة: طاعون المجترات الصغيرة سريع الانتشار ويمكن القضاء عليه بهذه الطريقة 

 

في هذا الصدد، حذر نائب رئيس النقابة الوطنية للبياطرة، الدكتور نجيب دحمان، أمس، في تصريح لـ"الرائد"، من الانتشار السريع لوباء طاعون المجترات الصغيرة، مشيرا أن هذا الوباء قادر على القضاء على أكثر من 80 بالمائة من الثروة الحيوانية في غضون أسابيع فقط إن لم تتم السيطرة عليه، من خلال الإسراع في جلب اللقاحات اللازمة لحماية المواشي غير المصابة وعزل الماشية المصابة، والاعتماد على تقنيات حديثة في تلقيح الماشية لتفادي انتشار العدوى بين الماشية وحتى بين الماشية والإنسان، رغم أن العدوى للإنسان تعد غير خطيرة. من جانب آخر، أكد الدكتور دحمان أن طاعون المجترات الصغيرة يعد من أخطر الأوبئة، وما زاد خطورته هو سرعة انتشاره، حيث بدأ الوباء في التفشي في أكثر من 15 ولاية، وهو ما يستدعي دق ناقوس الخطر والإسراع في اتخاذ الإجراءات الاستعجالية من أجل حماية الثروة الحيوانية من الزوال، داعيا لتكثيف فرق الرقابة البيطرية لأن الوباء فتاك بنسبة 80 بالمائة، وإذا انتشر فإنه قد يقضي على الأغنام ويخلف خسائر فادحة.

 

فدرالية الموالين: الوضع متحكم فيه ولا خوف على الثروة الحيوانية

 

بالمقابل، قلل رئيس الفدرالية الجزائرية للموالين، جيلالي عزاوي، في تصريح لـ"الرائد"، من خطورة الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة على الثروة الحيوانية، مشيرا أن الوضع لا يستدعي كل هذا التهويل، وأن الأمر متحكم فيه، خاصة بعد استيراد لقاح الطاعون الذي سيصل للموالين بداية من منتصف الشهر الجاري، مشيرا أن بدء عمليات اللقاح يعني السيطرة على انتشار المرض بشكل لا يسمح له بالتفشي أكثر. وقال جيلالي، في السياق ذاته، أن عدد المواشي النافقة بسبب الحمى القلاعية والطاعون وصل إلى 2000 رأس غنم، وهو ما لا يتجاوز 0.02 بالمائة من مجموع الثروة التي تزخر بها الجزائر في تربية الأغنام، مطمئنا بأن الأمور ستتحسن خلال اليومين المقبلين.

 

طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية يواصلان الفتك بالماشية في عدة ولايات

 

هذا ولازال طاعون المجترات الصغيرة يفتك بالعشرات من رؤوس المواشي في عدة ولايات من الوطن ن في وقت تسارع السلطات لغلق الأسواق الاسبوعية في خطوة وقائية قد تقلل من نسبة انتشار المرض.

وبخنشلة، تم تسجيل 12 بؤرة لطاعون المجترات الصغيرة  و نفوق 40 رأسا من الغنم عبر بلديات أولاد رشاش و بابار و ششار والمحمل مع  تطور سريع لهذا الداء الذي انتشر عبر إقليم الولاية.

وحسب المفتش البيطري بالمديرية المحلية للمصالح الفلاحية, محمد أوشن، فإن المصالح الفلاحية بخنشلة راسلت الوزارة الوصية السبت الماضي مؤكدة وصول رقم البؤر التي سجلت بها إصابة قطعان الغنم بطاعون  المجترات الصغيرة إلى 12 بؤرة أغلبها تتركز بالمنطقة الجنوبية للولاية كاشفا  أنه وخلال معاينتها لهذه البؤر وقفت  المصالح ذاتها على نفوق أكثر من 40 رأسا من  الغنم خلال الأيام القليلة الماضية في الوقت الذي تلقت فيه مصالح المفتشية  البيطرية بلاغات من الفلاحين تتحدث عن نفوق أزيد من 100 رأس من الغنم "لم يتم  التأكد منها بعد".

و حفاظا على سلامة المواشي وتفاديا لانتشار داء المجترات الصغيرة من المقرر  أن يشرع 27 بيطريا تابعين للمفتشية الولائية للبيطرة بخنشلة اليوم الاثنين في  عمليات معاينة لقطعان الغنم التي يشتبه أصحابها في إصابتها بطاعون المجترات  الصغيرة لاسيما بالمنطقة الجنوبية للولاية للتأكد من هذه الحالات واتخاذ  الإجراءات المناسبة.

و كشف المتحدث أن غلق أسواق الماشية المقدر عددها ب 9 أسواق بولاية خنشلة  سيتواصل إلى غاية يوم 31 يناير الجاري موازاة مع منع نقل المواشي إلا برخص  استثنائية نحو المذابح في الوقت الذي تم فيه تسخير كافة الطاقات البشرية  العاملة بمديرية المصالح الفلاحية للعمل خلال عطل نهاية الأسبوع والعطل  الرسمية.

و أكد أوشن عدم تسجيل أية حالة للحمى القلاعية في أوساط البقر مذكرا أنه تم خلال الثلاثي الأخير من سنة 2018 تلقيح أزيد من 12 ألف بقرة من أصل 15930 معنية بالتلقيح عبر إقليم الولاية.

و تم بولاية أم البواقي تخصيص 30 ألف جرعة لقاح  ضد داء الحمى القلاعية الذي أصاب رؤوس الأغنام عبر عديد البؤر المنتشرة  ببلديات الولاية, حسب ما علم من المدير المحلي للمصالح الفلاحية, لعلى معاشي الذي أوضح أن هذه الكمية موجهة لتلقيح رؤوس الأغنام التي  يملكها الفلاحون وهي العملية التي شرع فيها خلال الأيام القليلة الماضية و ذلك  عبر المناطق المحيطة بالبؤر التي تأكدت فيها حالات الإصابة بهذا الداء. 

 

عليوي يطمئن مربي الماشية بالتعويض بعد وصول الطاعون إلى 26 ولاية

 

هذا ووجه الأمين العام للاتحاد العام الفلاحين الجزائريين محمد عليوي  تطمينات إلى مربي المجترات الصغيرة بقيام السلطات العمومية على تعويضهم  بسبب نفوق  ماشيتهم بسبب الحمى  القلاعية أو بسبب طاعون صغار المجترات سواء كانوا مؤمّنين أم غير مؤمنين .

وبناء على تصريح الأمين العام لاتحاد الفلاحين للإذاعة الوطنية فإن  "عند حدوث الكوارث الطبيعية  تتكفل الدولة  بتعويض المربين في حال تسجيل خسائر كبيرة كوفاة كل القطيع على إثر الزلازل أو الفيضانات أو الأمراض الفتاكة  تكفلا تاما سواء  كانت مؤمّنة  أو غير مؤمنة " .

ونقل في  الصدد ذاته أن بؤر المرض مست  أكثر من 26 ولاية، مطمئنا المربين بـأن "كل الإطارات الفلاحية في الجزائر جندت لمؤازرة  المربين الذين طال الوباء ماشيتهم  ويعملون بالتنسيق سواء كانوا من غرفة الفلاحة أو من مديريات الفلاحة أو من ممثليات إتحاد الفلاحين الجزائريين وكذا فدرالية الموّالين بالإضافة إلى الجمعيات المهنية الخاصة  ".

كما قال " نحن نعمل الآن مع مصالح البيطرة والمصالح البلدية في المناطق المتضررة  من الوباءين لإثبات نفوق قطعان الماشية لا سيما في المناطق الحدودية  والنائية بدون ضرر ولا ضرار" ، داعيا في السياق ذاته إلى "عدم  المبالغة في تهويل  قضية انتشار الوباءين  لأن مجال تربية المواشي طالما عرف آفات متنوعة منها الحمى المالطية للأبقار وأمراض أخرى مست الدواجن، مشيرا إلى كل الجهود  الرامية لاحتوائهما والتحكم فيهما من خلال الحرص على  الوقاية من انتشارهما  باستعمال مواد التنظيف والأدوية  اللازمة ".

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن