الوطن

بن غبريت: "أنا محامي الأساتذة والنقابات لم تقدم أي إشعار بالإضراب"

اتهمت أطرافا بالعمل على ضرب استقرار القطاع

لا مسابقات لتوظيف الأساتذة في 2019 وتسوية قرابة 120 ألف ملف عالق للموظفين

آليات جديدة لتسوية المشاكل العالقة في قطاع التربية

مدراء متهمون بسوء التسيير وخرق تعليمات الوصاية

 

طمأنت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، عشية عودة أزيد من 900 ألف تلميذ إلى مقاعد الدراسة، في إطار انطلاق الفصل الثاني بعد عطلة دامت 15 يوما، بالعمل على تجنيب القطاع أي إضرابات، بعد أن شدد أن هناك علاقة هادئة مع النقابات ولا يوجد أي إشعار رسمي لشل المدارس، مطمئنة في المقابل الأساتذة بالعمل على تسوية كامل انشغالاتهم، قائلة: "أنا المحامي الأول للأساتذة"، مشيرة في ذات الصدد إلى تدخلها على مستوى 22 ولاية وعالجت 119 ألف ملف عالق، قبل أن تتهم بعض المديريات بخرق تعليماتها وسوء التسيير.

تطرقت نورية بن غبريت، خلال كلمة لها بمناسبة انعقاد الندوة الوطنية لمديري التربية بمقر الوزارة بالمرادية، إلى أطراف تريد، حسبها، ضرب استقرار القطاع في كل موسم دراسي، وهذا قبل أن تقلل من شأن الغليان الذي يعيشه قطاع التربية الوطنية وتهديد الشركاء الاجتماعيين بشل المؤسسات التربوية خلال الفصل الثاني، مشيرة "إن هناك علاقة هادئة". 

وأشارت بخصوص الشركاء الذين تحدثوا عن إضرابات أنهم لم يضعوا أي إشعار شرعي على مستوى مصالحها، إلا نقابة واجدة وهي "الأنباف".

وتعتمد وزارة التربية، تقول نورية بن غبريت، في حل المشاكل والنزاعات على برتوكول وضع منذ عامين، وقد تمت دعوة "الأنباف" للحوار ليوم الخميس إلا أن التنظيم تعذر عليه الحضور، واقترح الحضور ليوم 9 أو 10 جانفي الجاري، وهذا بعد أن طمأنت الأساتذة وعمال التربية بأن كل الانشغالات في صلب اهتمامها.

 

22 ولاية فشلت في تسوية 119 ألف مشكل وبن غبريت تسارع للتدخل

 

وأضافت: "إنه تم خلق آليات جديدة لتسوية كل الوضعيات"، قبل أن تستطرد أن عدد عمال القطاع تضاعف بكثير خلال الثالث السنوات الأخيرة، ما يستدعي قبل اتخاذ أي قرار دراسة دقيقة من قبل وزارة التربية ثم من قبل الوظيف العمومي ثم من قبل المراقب المالي.

وحسب بن غبريت، فإنه لأول مرة تم حل جميع الوضعيات في وقتها، وأن المفتشية العامة قامت بعدة تحقيقات بعد برقيات رفعها المستخدمون أو بمبادرة الشريك الاجتماعي، وهذا بعد أن شددت بالقول "إن المحامي الأول للقطاع هو الوزير وليس لديها أي فائدة من ترك المشاكل من دون حلول، خاصة أن بعض المشاكل متعلقة بسوء التسيير".

في المقابل، تطرقت الوزيرة، في كلمتها، إلى خرق بعض مديريات التربية تعليمات الوزارة الوصية، ولم تطبقها ميدانيا، ما جعلها توجه تعليمات صارمة للالتزام والتجند لتحقيق جميع قراراتها، مع التأكيد على أهمية احترام القوانين وفتح الحوار مع الشريك الاجتماعي.

وقالت: "لاحظنا على مستوى بعض مديريات التربية خرق التعليمات وعددا من الاختلالات في تسيير بعض الملفات، إلى جانب عدم تنظيم زيارات تفقدية للمؤسسات التربوية بشكل دوري"، ودعت إلى مزيد من الالتزام والتجنيد لتحقيق أهداف المدرسة النوعية.

وهذا، بعد أن تطرقت أيضا إلى تجاوزات في التسيير سجلت على مستوى 22 ولاية، ما جعلها تشكل لجنة مركزية متنقلة للوقوف على مدى التكفل بالملفات العالقة ومرافقة مديري التربية لهذه الولايات، قائلة: "شكلت لجنة مختصة من مدراء مركزيين على مستوى رفيع لمرافقة مديريات التربية وتسوية كل الانشغالات العالقة، حيث بعد أن واجهت 22 ولاية صعوبات في معالجة ملفات بعض الموظفين، سواء على مستوى مديريات الربية أو على مستوى المصالح المعنية الأخرى، تم التدخل و"تمكنا من تسوية 119 ألف و468 ملف".

 

تكوين استثنائي لمدراء التربية لتدارك اختلالات التسيير

 

وأضافت نورية بن غبريت أنه على هذا الأساس نظمت الندوة الوطنية لمدراء التربية، من أجل التركيز على بعض الأمور والتقييم، مع التشديد على المراقبة، مشيرة "إن التكوين الذي باشرته وزارة التربية لا يمس فقط الأساتذة والمفتشين، بل سيطال حتى مدراء التربية"، في ظل سوء التسيير الذي سجلته التقارير التي وصلت الوزيرة.

وشددت الوزيرة على المدراء، خلال الندوة، على أهمية تحسين نوعية الخدمة العمومية، مشيرة "ندرك أن الاختلالات المسجلة أحيانا لا ترجع دائما لغياب الإرادة في تحسين الأمور، إنما سببها في بعض الأحيان هو نقص التكوين في مجال تسيير الشؤون المحلية، لذلك نقوم بمرافقتكم من خلال الاجتماعات الدورية سواء عن بعد أو حضوريا، زيادة على عمليات التكوين التي ننظمها لفائدتكم في ميادين مختلفة، على غرار قيادة المشاريع ومشروع المصلحة".

واغتنمت الوزيرة الفرصة لتؤكد أنه يتم حاليا إعداد مرجعيات للكفاءات المهنية لمختلف فئات الموظفين، مشيرة إلى الانتهاء من إنجاز المشروع الأولي لمرجعية الكفاءات المهنية لرتبة مفتش التربية، وهذا بعد أن أمرت مجددا بأهمية التحلي بروح المسؤولية وتجسيد ميدانيا المبادئ الثلاثة التي ترتكز عليها السياسة التربوية القطاعية، وهي الإنصاف والجودة والشفافية.

 

لا مسابقات لتوظيف الأساتذة في 2019 وتسوية قرابة 120 ألف ملف عالق للموظفين

 

وبخصوص فتح مسابقة توظيف الأساتذة خلال الموسم الدراسي، لمحت بن غبريت بالقول إنه مرتبط بمدى تسجيل العجز في الأساتذة بعد الاعتماد على الأساتذة الاحتياطيين، مؤكدة الظفر برخصة من قبل الوظيف العمومي للسماح باستدعاء هؤلاء الاحتياطيين.

وأشارت أن وزارة التربية تحصلت على رخصة استثنائية من أجل مواصلة الاستنجاد بالاحتياطيين الناجحين في مسابقة التوظيف لـ2017 فيما تعلق بالطورين المتوسط والثانوي، بما في ذلك الاعتماد على قوائم مسابقة توظيف أساتذة الابتدائي لـ2018، من خلال تكريس الأرضية الرقمية لهذا الغرض، وقد قامت وزارة التربية بـ3 لقاءات جهوية تهدف إلى تحضير الخريطة المدرسية للخروج بعدد المناصب الشاغرة خاصة في المؤسسات الجديدة، في ظل الاكتظاظ الذي تعاني منه عدة مؤسسات تربوية.

كما قالت "إنه رغم سعيها لضمان فتح المؤسسات التربوية الجديدة بداية الموسم الدراسي، إلا أن تأخر استلام العديد من المشاريع جعلها تقرر فتحها خلال الفصل الثاني لمواجهة ظاهرة الاكتظاظ"، مشيرة إلى أنها ستقوم هذا الثلاثاء بدعوة والي العاصمة لفتح عدد منها.

 

2342 مؤسسة لم تدون نقاط التلاميذ بالرقمنة لصعوبات تقنية

 

وعن تقييم نتائج الثلاثي الأول، قالت بن غبريت إنها مرضية على العموم، حيث تحصل 86 بالمائة من تلاميذ الابتدائي على المعدل و66 بالمائة من تلاميذ المتوسط و63 بالمائة من تلاميذ الثانوي على المعدل، قائلة في هذا الصدد إنه لأول مرة قدمت 91.63 بالمائة من مؤسسات التربية لمختلف الأطوار نقاط امتحان الفصل الأول على الأرضية، في حين لم تستطع 2342 مؤسسة لصعوبات تقنية، لم تفصل الوزيرة فيها.

وتطرقت إلى العمليات المتعلقة بالتحضير للامتحانات المدرسية الخاصة بنهاية السنة، وأكدت أنه ستنظم خلال هذا الشهر حمالات تحسيسية وإعلامية لشرح مضمون إعادة تنظيم البكالوريا التي بادرت بها الوزارة لتقليص أيام الامتحان، وإدراج التقييم المستمر للسنة الثانية والثالثة ثانوي في معدل القبول، معتبرة أن "الجهود التي نبذلها على المستوى المركزي في إطار تسحين تنفيذ إصلاح المنظومة التربوية لن تكون لها فائدة إذا لم يعطها مدراء التربية محتوى في الميدان". وشددت هنا على أهمية الإصغاء للانشغالات والتواصل مع الفاعلين.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن