الوطن

سكان الولايات الداخلية والمرتفعات يتخوفون من المضاربة في قارورات "البوتان"

مع أولى التساقطات الثلجية التي عادة ما تتسبب في عزلة بعدد من المناطق

عادت مخاوف الشتاء الماضي لتخيم على سكان مرتفعات منطقة القبائل والهضاب العليا وعدد من الولايات الداخلية الغربية، مثل تيارت ومعسكر والبيض، والتي بدأت تشهد منذ أمس أولى التساقطات الثلجية، وهو ما قد يتسبب في عزلة عدد من المناطق وبروز أولى مظاهر المضاربة في قارورات الغاز رغم ضمانات المؤسسة العمومية "نفطال" بكفاية المخزون.

وقد أشارت مصالح الأرصاد الجوية لتسجيل اضطراب جوي شمل المناطق الوسطى والشرقية مسحوب بتهاطل كثيف للثلوج على المرتفعات. وقد رفعت هذه التقلبات المناخية من درجة التأهب لدى السلطات العمومية وكذا المواطن الذي بدأ يسارع في تخزين كميات من الدقيق والطحين وقارورات "غاز البوتان" خشية تكرار سيناريو الشتاء الماضي. وموازاة مع ذلك بدأت بعض مظاهر المضاربة في قارورات الغاز تطفو إلى السطح مع ارتفاع حجم الطلب خلال الأيام الثلاثة الماضية، في وقت تؤكد المؤسسة الوطنية لتوزيع المحروقات والمشتقات النفطية "نفطال" أن مخازنها على مستوى ذات المناطق تكفي لسد الطلب الاستهلاكي لمدة 45 يوما. 

لكن تطمينات المؤسسة لم تعد تقنع المواطن الذي يخشى أن تستمر التقلبات الجوية وما يتبعها من غلق للمسالك والطرقات، إلى درجة لن يكون بمقدوره مغادرة مسكنه للتمون، وهو ما جعله يسارع للتزود على الأقل بكميات كافية من غاز البوتان، ما جعل بعض الموزعين يعمدون لزيادة الأسعار، وهو سيناريو يتكرر كل فصل شتاء. 

فخلال الشتاء الماضي وصلت أسعار قارورات غاز البوتان إلى 2000 دينار، بينما السعر المحدد رسميا من طرف الشركة لا يتجاوز 200 دينار. كل هذا رغم الإجراءات المتخذة حيث عمدت نفطال خلال السنة الماضية إلى اتخاذ جملة من التدابير لكبح هذه الممارسة، من جهتها قامت مديريات التجارة ببعض الولايات بسحب السجلات التجارية من بعض موزعي قارورات الغاز بسبب عدم احترامهم للأسعار المحددة من طرف شركة نفطال واستغلال الظروف المناخية وكثرة الطلب على المادة للمضاربة في الأسعار، إلا أن ذلك لم ينه المضاربة. للإشارة، فإن مصالح نفطال تخصص كل فصل شتاء أزيد من 7 آلاف نقطة بيع قارورات غاز البوتان عبر الوطن، زيادة على نقاط بيع تابعة للخواص، غير أن مشكل الغاز يتكرر كل سنة بسبب زيادة الطلب مقابل استقرار العرض في نفس المستوى. وكانت مصالح نفطال قد كشفت، في وقت سابق، أن الجزائريين بحوزتهم 22 مليون قارورة غاز، بينما لا يتعدى ما يتداول منها، في السوق في الظروف العادية، المليون قارورة سنويا، مضيفة أن ما يسوق حاليا يزيد عن 700 ألف قارورة يوميا.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن