الوطن

الدينار في 2019... أوراق نقدية جديدة وقيمة تزداد تدهورا؟!

توقعات بوصول الأورو 170 دينار في التعاملات الرسمية و300 دينار في السوق الموازية

يتعرف الجزائريون في 2019 على أوراق نقدية جديدة كما سبق لبنك الجزائر وأعلن، غير أن التوقعات بشأن قيمة هذه العملة النقدية، سواء كانت بأوراقها القديمة أو حتى الجديدة، تشير إلى مزيد من الانهيار بفعل عدة عوامل، منها نزيف احتياطي الصرف والمواصلة في عملية طبع الكتلة النقدية.

ولم يستبعد الخبير الاقتصادي، إسماعيل لالماس، في تصريح لـ"الرائد"، بشأن توقعات الوضع الاقتصادي في 2019، إمكانية لجوء بنك الجزائر إلى مزيد من التخفيض في قيمة العملة الوطنية خلال هذه السنة في حال استمر تراجع احتياطي الصرف بالوتيرة الحالية، مشيرا إلى أن الأورو الواحد قد يصل إلى مستوى 170 دينارا في التداولات الرسمية، في حين قد يتم تداوله في مستوى يتراوح عند 300 دينار في السوق الموازية وأكثر من ذلك في حال ارتفعت نسبة التضخم أكثر من المتوقع.

وبرر الخبير الاقتصادي هذه التوقعات بالانخفاض الكبير الذي شهدته احتياطيات الصرف سنة بعد أخرى منذ 2014، مع استمرار النزيف في 2018 رغم تحسن أسعار النفط، بالإضافة إلى استمرار الحكومة في إجراء التمويل غير التقليدي لامتصاص حدة الأزمة الاقتصادية، وهو ما يزيد من تدهور قيمة العملة الوطنية، علما أن ضبط سعر الدينار خاضع أساسا إلى التقلبات المسجلة على مستوى الأسواق المالية الدولية للصرف والعملات المرجعية المتمثلة في الأورو والدولار، مذكرا بأن نظام الصرف الذي تبناه بنك الجزائر في بداية التسعينيات يتمثل في التعويم الموجه، وهو ما يسمح بخفض قيمة العملة وتحديد إداري محض لمعدل الصرف، دون التخلي عن تحديد هذا المعدل وفقا لقوى الأسواق الدولية.

من جانب آخر، من المنتظر أن يتعرف الجزائريون خلال هذه السنة على عملة جديدة، حيث ينوي بنك الجزائر تغيير أوراق 200 و500 و1000 دينار، بهدف تغيير الرموز الحالية المتمثلة في حيوانات واستبدالها برموز وطنية، وكذا تغيير الورق المستعمل في طبع الأوراق بآخر أكثر جودة، غير أن بعض الخبراء تحدثوا عن هدف خفي للحكومة، مرجحين أن هذه الأخيرة تريد سحب الأموال المتداولة خارج الأطر الرسمية بالتدريج وعلى مدار 10 سنوات، من أجل تجنب إحداث ضغط على البنوك لو تقرر تفعيل الإجراء في مدة زمنية قصيرة.

 

من نفس القسم الوطن