الوطن

مخاوف من تجاوز ظاهرة الحرڤة الخطوط الحمراء في صيف 2019

بسبب حالة اليأس من تحسن الأوضاع المحلية واقتراب الرئاسيات

عادت ظاهرة الهجرة غير الشرعية بحرا لتطغى بقوة على المشهد الاجتماعي وحتى السياسي طيلة 2018، وهو ما تتخوف منظمات المجتمع المدني أن يتضاعف أكثر بداية السنة الجديدة، بسبب حالة من اليأس اجتاحت الشباب وجعلت الظاهرة تمتد لأسر بأكملها من نساء وشيوخ وحتى أطفال.

وفي هذا السياق، عبر رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، هواري قدور، في تصريح لـ"الرائد"، عن تخوفه من أن تعرف ظاهرة الحرڤة خلال 2019 مزيدا من التطور لتتجاوز كل الخطوط الحمراء، مشيرا أن حالة اليأس من تحسن الأوضاع المحلية واقتراب الرئاسيات قد تدفع بالكثير من الشباب إلى المغامرة بركوب قوارب الموت بحثا عن واقع أفضل.

وقال قدور إن أهم أسباب الحرڤة إلى أوروبا هو فشل السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وانتشار البطالة في أوساط الشباب، بالإضافة إلى "تأثير تراجع أسعار النفط على الاقتصاد الجزائري، وانهيار قيمة العملة المحلية، والتسويق الإعلامي للغرب بأن دوله أصبحت فردوسا، فضلا عن عدم قدرة سوق العمل الوطنية على تأمين طلبات العمل، ما يجعل الأفراد يتجهون إلى طلبها في الخارج ولو في ظروف صعبة، بالإضافة إلى الفشل في حل المشاكل الاجتماعية، المتمثلة في تدني القدرة الشرائية للمواطن، وتزايد موجة الخطابات السوداوية التي تبنتها بعض الجهات، والتي ساهمت بخطابها التشاؤمي في نفور الشباب الجزائري، والتي كانت الهجرة غير الشرعية من ردود الفعل الطبيعية عن فقدان الأمل والنقمة عن الواقع المعاش، إلى جانب غياب ثقافة الاستماع والحوار مع فئة الشباب، مضيفا أن التوقعات تشير أن صيف 2019 سيشهد عمليات حرڤة قياسية، وهو ما يستدعي تدخل الحكومة لإيجاد حلول مناسبة لمعالجة ظاهرة الحرڤة التي أخذت أبعادا مخيفة في الفترة الأخيرة، معتبرا أن الإجراءات الردعية أو مراقبة السواحل من خلال رفع عدد الزوارق نصف الصلبة التي تستعمل في ملاحقة قوارب الحراڤة في عرض البحر غير مجدية، مؤكدا أن الوضع يستدعي استنفار السلطات العمومية.

 

من نفس القسم الوطن