الوطن

ظاهرة الحرقة تجاوزت الخطوط الحمراء في 2018

شباب، نساء رضع وشيوخ يركبون قوارب الموت هروبا نحو واقع أفضل

تفاقمت ظاهرة الحرقة بشكل كبير في 2018 حيث شهدت السواحل الجزائرية طيلة السنة عودة قوية لقوارب الموت والأخطر أن راكبوها كانوا من النساء والرجال وحتى الأطفال والرضع وأحيانا عائلات بأكملها وهو ما مثل كارثة اجتماعية لم تتحرك الحكومة لوقفها.

وشهدنا طيلة سنة 2018 عناوين صحف ونشرات إخبارية تنقل يوميا أخبار عن هجرة سرّية من وهران إلى عنابة حيث كانت الصورة واحدة والمأساة قاتلة، والموضة الجديدة أنّ الحرقة صارت جماعية، والكارثة العظمى فيها أن عائلات بأكملها صارت تركب البحر وتأخذ شيوخها وحتى الرضع، وهي ما مثلت مأساة اجتماعية. واستمرت قوافل الحراقة طيلة السنة في التدفق على الضفّة المقابلة انطلاقا من مختلف شواطئ الولايات الغربية والشرقية، في مغامرات منها ما انتهى بمآس مؤلمة، ومنها رحلات ناجحة عبّر عنها ركّابها بفيديوهات من عرض البحر قبالة السواحل الإسبانية، أين يروون معاناتهم مع أمواج البحر والمخاطر التي صادفتهم، لكن بالمقابل لم تكن كل رحلات الحراقة ناجحة اين عاشت العديد من الولايات على وقع أخبار اختفاء شباب في عمر الزهور في عرض البحر الأبيض المتوسط بعد مغامرات فاشلة لبلوغ الشواطئ الإيطالية أو الاسبانية عبر قوارب الموت، في حين تم العثور على عدد كبير من الجثث التي خرجت للشواطئ تعود لحراقة فشلوا في الوصول للحلم الأوروبي وهو ما مثل صدمة لأهاليهم وعرفت مختلف ولايات الوطن تشييع العديد من الجثامين للحراقة الذين راحوا ضحايا لظاهرة لم تتحرك الحكومة لمعالجتها حيث لم نري طيلة 2018 مع تزيدا اعداد الحراقة أي تصريحات رسمية حول الظاهرة او تحرك لدراسة الأسباب وراء العودة القوية للهجرة غير الشرعية فلا الحكومة ولا نواب البرلمان تحركوا لمحاولة فهم ما يحدث ومحاولة معرفة ودراسة الدوافع التي باتت تجر نساء ورجال وعائلات بأطفالها الرصع نحو الحرقة في حين صدرت العديد من التقارير تحذر من الظاهرة منها تقارير دولية ومساعي خارجية ليس لوقف الحرقة لكن على الأقل لمساعدة العالقين في قوارب الموت منها ما ابدته السلطات الإسبانية من تفاعل مع الظاهرة اين سخرت طيلة السنة طواقم بشرية وإمكانيات معتبرة للتدخّل بعمليات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسّط عن الحراقة الجزائريين واخطرت السلطات الجزائرية اكثر من مرة بشأن حراقين جزائريين غير ان السلطات تتعامل مع كل حالة على حدى في حين بقيت الظاهرة مسكوت عنها من طرف حكومة أويحيى.

 

من نفس القسم الوطن