الوطن
2018... جبهة اجتماعية متوترة وحكومة تدير ظهرها لشركائها الاجتماعيين
دفع خلالها المواطن الثمن غاليا بسبب إضرابات دامت في قطاعات أكثر من ستة أشهر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 ديسمبر 2018
شهدت الساحة العمالية في الجزائر خلال 2018 العديد من الإضرابات والاحتجاجات كان أطولها إضراب الأطباء المقيمين الذي استمر لأكثر من ستة أشهر بسبب حالة تعنت وتصادم بين النقابات والحكومة التي لم تُرضى حلولها المضربين في حين دفع المواطن طيلة السنة ثمن غياب الحوار بين النقابات والحكومة غاليا خاصة عندما يتعلق الامر بإضرابات تمس قطاعات حساسة لها علاقة مباشرة بالمواطن واحتياجاته.
شهدت العديد من القطاعات في 2018 إضرابات عمالية طويلة وقصيرة المدى بسبب مطالب عالقة لم تلفت لها الحكومة طيلة السنوات الماضية تحت حجة اللأستقرار الاقتصادي غير ان بعض النقابات ضاقت ذرعا بتسويف الحكومة وقررت في 2018 التوجه نحو خيار الإضراب ولعل أكثر الإضرابات التي مثلت ازمة حقيقية إضراب الأطباء المقيمين الذي استمر أكثر من 6 أشهر من أجل تحقيق جملة من المطالب منها إلغاء الخدمة المدنية، وحق الإعفاء من الخدمة العسكرية، وهي المطالب التي لم تستجب لها الحكومة ما دفع الأطباء لمواصلة إضرابهم والخروج في وقفات احتجاجية شهدنا خلالها تصادم بين الأطباء وأعوان الأمن، وقد ابان وزير القطاع مختار حزبلاوي خلال أزمة إضراب الأطباء سوء تحكم وتسيير كبيرين حيث لم يتمكن الوزير من السيطرة على الغضب العارم الذي اجتاح قطاع الصحة وبقي المواطن وحده يعاني في المستشفيات بسبب هذا الإضراب، من جانب اخر عرفت قطاعات أخرى إضرابات مماثلة ولو أنها أقل شدة من إضراب الأطباء المقيمين على غرار قطاع التربية الذي شهد جملة من الاحتجاجات لمختلف الأسلاك وقطاع التعليم العالي الذي شهد هو الآخر إضراب على مستوى عمال القطاع وكذا الطلبة، كما شهدنا العديد من الوقفات الاحتجاجية لأعوان الحرس البلدي ومعطوبي الجيش خلال هذه السنة، من جانب أخر عرفت عدد من المؤسسات الخدماتية العديد من الإضرابات منها مؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية التي شهدت خلال هذه السنة العديد من الإضرابات العمالية في مختلف الاسلاك وهو ما كان يخلق معاناة كبيرة لزبائن هذه المؤسسة، وعلى العموم فرغم الحراك النقابي المكثف الذي شهدناه طيلة 2018 غير ان الحكومة لم تتفاعل مع هذا الحراك وتجاهلت أي مطالب نقابية رفعها العمال منها مطلب الزيادة في الأجور وهو ما استفز النقابات أكثر التي تعيش الضغط هذه الفترة ما قد ينعكس على استقرار الجبهة الاجتماعية في 2019.