الوطن

المنابع المائية تبقى خارج الرقابة والمسؤولون يتجاوزون "أزمة الكوليرا"؟!

لا تزال تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين للتزود بالمياه الصالحة للشرب

عادت أغلب المنابع المائية، هذه الفترة، لتسجل إقبالا كبيرا من الجزائريين الذين تجاوزوا أزمة "كوليرا" الصيف الماضي، وفضلوا التزود بالمياه المخصصة للشرب من المنابع بدل مياه الحنفيات التي تسجل تدهورا في النوعية من يوم لآخر، في حين تبقى الإجراءات التي وعدت بها وزارة الموارد المائية بشأن مراقبة مياه المنابع وآبار الخواص مجرد إجراءات فرضتها مرحلة، لتنتهي بمجرد انتهاء هذه المرحلة.

والملاحظ هذه الفترة أن أغلب الجزائريين تجاوزوا أزمة كوليرا الصيف الماضي، والتي اعتبرت فيها المنابع المائية المصدر الرئيسي للوباء الذي أثار الخوف والهلع طيلة شهريين، وتشهد أغلب المنابع عبر الوطن، منها منابع ولاية تيبازة والبليدة، هذه الفترة، إقبالا كبيرا من المواطنين الذين يقصدونها من مختلف البلديات للتزود بما يحتاجونه من مياه صالحة للشرب، مفضلين مياه المنابع على مياه الحنفيات التي لا تزال تشهد تراجعا في الجودة من يوم لآخر وقارورات المياه المعدية التي ارتفت أسعارها بأكثر من 30 بالمائة خلال الستة أشهر الأخيرة. 

ومن جانب آخر، فإن تطمينات المسؤولين ووعودهم بشأن تنظيم ومراقبة مختلف المنابع المائية والآبار وحتى آبار الخواص لم تتحقق لغاية الآن، حيث يبدو أن تلك الوعود كانت مجرد تصريحات فرضتها مرحلة "أزمة وباء الكوليرا" وانتهت بمجرد انتهاء هذه المرحلة، وهو ما قد يعيد تكرار مثل هذه السيناريوهات في الفترة المقبلة.

وكانت وزارة الموارد المائي قد وعدت بوضع مخطط وقائي لمراقبة المنابع المائية والآبار، يتم خلاله تفعيل عمل مكاتب الصحة والنظافة التابعة للبلديات، وذلك لمراقبة كل نقاط جمع المياه والمنابع وآبار الخواص، على أن يتم تحليل عينات المياه بشكل دوري عبر المخابر التابعة للجزائرية للمياه، مع العلم أن هذه المكاتب تضم ممثلين عن وزارات الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، البيئة والموارد المائية، وهو لم يتحقق، كما أن الوزارة وعدت أيضا بتفعيل عمل اللجان البلدية المكلّفة بمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، وذلك عبر جرد كل النقاط السوداء بالنسبة للمياه المعدنية المشكوك في أنها تحمل فيروسات أو أمراضا أو أنها غير صالحة للشرب، شأنها شأن مياه الآبار، مع تحسيس المواطنين بضرورة معالجة مياه هذه الأخيرة، وهي الإجراءات التي بقيت مجرد حبر على ورق.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن