الوطن

النشاط الخيري يعاني الركود وجمعيات تشتكي ضعف المداخيل...

حملات إنسانية غير كافية للتكفل بالأشخاص دون مأوى

يعرف النشاط الخيري المجتمعي، هذه الفترة، نوعا من الركود جعل العديد من الفقراء والمحتاجين يعانون وضعية صعبة، منهم الأشخاص دون مأوى الذي تتعقد وضعيتهم خلال فصل الشتاء، خاصة عندما تسجل تقلبات جوية عنيفة، وهو ما يستدعي تكثيف الحملات للتكفل بهم.

وبسبب نقص الموارد والدعم، تعيش العديد من الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني، هذه الفترة، حالة من السبات والركود، رغم أن هناك العديد من الفئات التي تحتاج لالتفاتة ومساعدة، منهم المرضى الذين يعانون في المستشفيات بسبب المرض والفقر وارتفاع تكاليف العلاج، وحتى العائلات في القرى والمداشر والذين يعيشون ظروفا صعبة وحالة اجتماعية واقتصادية تستدعي تدخل الجمعيات لمد يد العون لهم، غير أن ذكثر الفئات التي تحتاج للمساعدة هذه الفترة بالذات هم الأشخاص دون مأوى والمتشردون في الشوارع، الذين يعانون وضعا جد صعب خاصة خلال التقلبات الجوية التي تكون أحيانا عنيفة، ما يجعل هؤلاء الأشخاص دون مأوى ومعرضين للموت بردا.

ورغم وجود بعض المبادرات لمساعدة هذه الفئة وتقديم أغطية ووجبات ساخنة من فترة لأخرى، إلا أنها تبقى غير كافية إلى درجة أن أغلب هذه المبادرات تمس عددا قليل من هؤلاء الأشخاص المتشردين الذين يقدر بالآلاف عبر الوطن.

وتؤكد عدد من الجمعيات أنها تبذل ما في وسعها لجمع تبرعات وموارد مالية لتمويل حملات من هذا القبيل في فصل الشتاء، غير أن المشكل الحقيقي يكمن في قلة المتبرعين خارج المناسبات التي تعد ذروة النشاط الاجتماعي كموسم رمضان والأعياد، حيث تكون التبرعات في هذه الفترات معتبرة، في حين تقل في باقي أيام السنة، وهو ما يضع الجمعيات في مأزق ويجعل الدعم والحملات التضامنية تتراجع هذه الفترات، لتؤكد الجمعيات أن هناك بعض المبادرات، معترفة بأنها غير كافية لتغطية عدد المحتاجين للمساعدة في فصل الشتاء، خاصة العائلات الفقيرة في القرى والمداشر والأشخاص دون مأوى.

للإشارة، فإن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان كانت قد انتقدت في أكثر من تقرير تراجع الحملات التضامنية مع العديد من شرائح المجتمع المحتاجة في هذه الفترات، محملة الحكومة المسؤولية، مطالبة اللجان الولائية لمختلف المديريات التي أنشئت لحماية الفئات المعوزة بخروج ميداني يوميا وليس مناسباتيا، وبالتنسيق مع المجتمع المدني، مع إلزامية توفيرها جميع الإمكانيات البشرية والمادية الضرورية في إطار برنامج شامل، يتم إعداده للتكفل بالأشخاص دون مأوى، لاسيما خلال فصل الشتاء، سواء ما تعلق بالدعم النفسي، الطبي وكذا الاجتماعي.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن