الوطن
(تاج) لن يشارك في المحليات المقبلة
تجهل الأسباب الحقيقية وراء القرار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 سبتمبر 2012
علم من مصادر جد مقربة من حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) أن هذا الأخير قرر عدم المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة، وربطت مصادرنا ذلك بنقاش دار بين إطاراته المؤسسة حول ضرورة بناء الحزب بشكل يمنع وصول الانتهازيين من اختراقه، لكن الهدف الذي أنشأ من أجله دخول الاستحقاقات، وهو الأمر الذي يثير الشكوك بأن تغييرا سيحدث في الساحة السياسية قبل الانتخابات.
قالت المصادر التي أوردت الخبر أن القرار تم مناقشته بعمق من طرف الأعضاء المؤسسين لحزب تجمع أمل الجزائر بمشاركة رئيس الحزب عمار غول، وبعد أخذ ورد حول ضرورة المشاركة في المحليات من عدمها، استقر الأمر في النهاية على عدم المشاركة في أول موعد انتخابي في عمر الحزب، ولم تفصح ذات المصادر عن خلفيات هذا القرار المفاجئ للكثير من مناضلي وإطارات (تاج)، لكنها أوعزت ذلك إلى طلب الأغلبية داخل الحزب بضرورة أن يهتم تجمع أمل الجزائر بهيكلة مؤسساته وأنه غير مستعد لخوض تجربة الانتخابات المحلية بعد، لكن بعض الأوساط ذهبت في تحليلها إلى اعتبار قرار عدم المشاركة في الموعد الاستحقاقي المقبل بأنه "مقاطعة" من حزب غول لأهم انتخابات بالنظر لكون المحليات تسمح للحزب بالتجذر والانتشار داخل أوساط الشعب تمهيدا لمواعيد انتخابية أخرى، ولا يفهم سر إعلان المقاطعة بهذه السرعة في وقت كانت نية القائمين على المشروع أن يقتحم المحليات كبديل لأحزاب ظلت هي المسيطرة على الساحة على غرار التجمع الوطني الديمقراطي (أرندي) وحزب جبهة التحرير الوطني (أفالان) وحركة مجتمع السلم (حمس)، خاصة وأنه حزب (ولد كبيرا) حسب توصيفات إعلامية، وضم إلى صفوفه كل من يوصفون في لغة السياسة بـ (الانتهازيين) والباحثين عن المناصب، ومعظم هؤلاء من الذين استقالوا من أحزابهم لما أغلقت الأبواب أمامهم وانعدمت فرص العودة بعد تورطهم في قضايا فساد أو فقدان الولاء.
قرار عدم المشاركة وإن لم يعلن عنه غول صراحة، إلا أن الأوساط المقربة منه تتحدث عن اتخاذه بشكل حاسم في فترة نقاش وجيزة وسريعة، حيث لم يفهم خلفيات القرار المبرر تحت حجة بناء الحزب، لكن بالمقابل، تتساءل بعض الأوساط عن توقيته، حيث يتزامن مع عرض الحكومة لمخطط عملها أمام البرلمان، كما أن الأهداف كانت مسطرة لخوض غمار الاستحقاق المقبل، لكن ربما بحسب هذه الأوساط، يكون غول قد اشتم رائحة تغيير في أفق الساحة السياسية عن قريب، وهو ما جعله يتوجس من المشاركة في المحلية.
والأكيد أن قرار المقاطعة سوف يحدث دون شك شقا كبيرا في الحزب، بدليل أنه عرف مباشرة بعد تأسيسه، بعض الصراعات بين تيارات داخل مؤسساته بسبب الترشح للمحليات خاصة بالولايات، وهو ما سيجعل الانتهازيين داخل (تاج) بين خيارين أحلاهما مر، سواء بالبقاء في الحزب أو الرحيل نحو وجهة سياسية أخرى للظفر بمنصب انتخابي.
مصطفى. ح