الوطن
"سبات شتوي" يدخل فيه الجزائريون "قسرا" بعد السادسة مساء؟!
العاصمة التي تنام باكرا في فصل الصيف لا تستيقظ أصلا في فصل الشتاء
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 ديسمبر 2018
• محلات مغلقة، وسائل نقل تعمل ف النهار فقط، وأماكن الترفيهية ممنوعة
يدخل الجزائريون خلال فصل الشتاء في سبات "قسري" بعد السادسة مساء، فإن كانت العاصمة وباقي الولايات تنام باكرا في فصل الصيف فإنها في فصل الشتاء لا تستيقظ أصلا، حيث يعاني الجزائريون من انعدام الحركة التجارية ونقص وسائل النقل وغياب أي أمكان ترفيهية مفتوحة بعد السادسة مساء، في حين أن الوضع يتعقد أكثر إذا ارتبط الأمر بتقلبات جوية.
تكفي جولة إلى مختلف بلديات العاصمة بعد الساعة السادسة مساء خلال فصل الشتاء للوقوف على حالة السبات التي تعرفها هذه الأخيرة، فالنشاط التجاري يتراجع بشكل كبير في هذه الفترة، بل إن هناك محلات باتت تعمل بنظام الدوام، أي أنها تفتح أبوابها من الساعة السابعة صباحا حتى الخامسة مساء، في حين تقل وسائل النقل الخاصة في عدد من البلديات، وتنعدم في بلديات أخرى مباشرة بعد المغرب، وهو ما يضع المواطنين في معاناة حقيقية.
• محلات لا تفتح أبوابها خلال التقلبات الجوية
وإذا كانت بعض المحلات التجارية تغلق أبوابها في ساعة مبكرة في فصل الشتاء، فإن هناك محلات أخرى لا تفتح من أساسه خلال التقلبات الجوية، خاصة إن تزامنت هذه التقلبات مع عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما وقفنا عليه خلال نهاية الأسبوع الذي شهدنا فيه سقوط كميات معتبرة من الأمطار مصحوبة برياح قوية وانخفض شديد في درجات الحرارة.
فهذه الوضعية الجوية جعلت التجار يفضلون البقاء في منازلهم وعدم فتح محلاتهم، وهو ما يستغربه الجزائريون، في حين يتحجج التجار بأنه خلال التقلبات الجوية تقل الحركة التجارية وتقريبا لا يكون هناك زبائن، لذلك يفضلون البقاء في منازلهم بدل فتح محلاتهم في ظروف جوية صعبة، حتى وإن كانت هذه الظروف التي يتحدث عنها التجار هي أمطار فصلية وليست عواصف وأعاصير.
• وسائل نقل تضمن الخدمة نهارا فقط
من جهة أخرى، يشتكي الجزائريون خاصة في بلديات كسحاولة وخرايسية وأولاد الشبل وغيرها من البلديات المجاورة، خلال فصل الشتاء، من نقص وسائل النقل بعد الساعة السادسة مساء، فبمجرد بدء حلول الظلام يصبح إيجاد حافلة نقل مهمة شبه مستحيلة، في وقت يتحجج الناقلون باهتراء الطرق في هذا الفصل وضعف الإنارة.
وبغض النظر عن أن أكثر من 50 بالمائة من حافلات النقل الخاص تعد غير صالحة للاستعمال خلال فصل الشتاء بسبب اهترائها، غير أن الإشكالية الحقيقية لا تتعلق بهذه القضية وإنما بنقص فادح في هذه الحافلات بعد الساعة السادسة مساء، رغم أن هذا التوقيت يبدو مبكرا في باقي الفصول، غير أن الأمر يختلف في فصل الشتاء الذي تتقلص فيه ساعات النهار ويبدأ حلول الظلام عند الساعة الخامسة والنصف تقريبا، وهو توقيت بدء مغادرة أصحاب حافلات النقل تاركين المواطنين في رحلة شاقة في البحث عن وسيلة نقل.
ورغم أن الحافلات التابعة لمؤسسة إيتوزا تمكنت من تغطية هذا النقص في العديد من البلديات، إلا أن هناك بلديات أخرى معروفة بكثافتها السكانية الكبيرة تبقى تعيش نفس المشكل وتتكرر بها نفس صورة الاكتظاظ وساعات الانتظار في محطات نقل المسافرين. وبسبب هذه الوضعية، دائما ما يعبر المواطنون عن استيائهم الكبير من المشاكل التي يتخبط فيها قطاع النقل، معتبرين أنه رغم ما وفرته حافلات إيتوزا من تحسين للخدمات، إلا أن بعض الخطوط بالعاصمة وبولايات أخرى لا تزال تعاني من نقص فادح في وسائل النقل، في حين يواصل الناقلون الخواص تبرير الأمر باهتراء الطرق وضعف الإنارة بها، ما يضطرهم إلى التوقف عن العمل باكرا تفاديا لأي مكروه قد يلحق بهم وبحافلاتهم.
• الأماكن الترفيهية ممنوعة على الجزائريين في فصل الشتاء!
هذا الواقع لا ينطبق فقط على النشاط التجاري أو وسائل النقل، فحتي الأماكن الترفيهية باتت ممنوعة على الجزائريين في فصل الشتاء، بشكل بات الجو والتقلبات المناخية تتحكم في الأجندة اليومية وحتى الأسبوعية للجزائريين. فعدا منتزه الصابلات بالعاصمة كمكان مفتوح والمراكز التجارية باعتبارها أماكن مغلقة، تنعدم في فصل الشتاء أي أماكن يمكن للجزائري أن يقصدها بغرض الترفيه كصالات السينما أو صالات الألعاب، حتى أن الجمعيات الثقافية والترفيهية تجمد نشاطها خلال هذا الفصل بسبب أن تطبيق أفكار "الترفيه" في فصل الشتاء على الواقع يبقى صعباً، بسبب ضعف الإمكانات وغلاء التكلفة مقارنة بفصل الصيف.
س. زموش