الوطن

أسبوع آخر دون أمطار وهاجس "الجفاف" يعود إلى الواجهة

سيناريو السنوات الماضية قد يتكرر ويتسبب في كارثة على الموسم الفلاحي

موسوني: الحديث عن الجفاف سابق لأوانه في الفترة الحالية لكن كل شيء وارد

 

كشفت آخر التنبؤات لمصالح الأرصاد الجوية أن الطقس سيشهد أسبوعا آخر دون أمطار، وهو ما أثار مخاوف الجزائريين، منهم الفلاحون، من تسجيل موسم جفاف هذه السنة، ما يمثل كارثة على الموسم الفلاحي.

وتعرف الوضعية الجوية منذ فترة استقرارا بولايات الوطن، عدا تسجيل بعض الإضرابات دون فعالية في الولايات الغربية. وقد أشارت مصالح الأرصاد الجوية إلى استمرار الوضع في الأيام المقبلة، مع احتمال تسجيل تقلب جوي نهاية الأسبوع، حيث توقعت قدوم اضطراب جوي ستتأثر به الولايات الغربية، على أن ينتقل إلى المناطق الوسطى والشرقية. ورغم أن آخر التنبؤات تحصر هذا الاضطراب في يومين، إلا أن هناك احتمالا أن يكون هذا الاضطراب مصحوبا باضطرابات لاحقة، بعد زوال الضغط الجوي المرتفع الذي يسيطر على المنطقة، والذي حال دون تسجيل تساقط أمطار، حتى على الدول الأوروبية التي تعودت في هذه الفترة بالذات أن تكون مغطاة بالثلوج وتصل درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها.

وأثار استمرار ارتفاع درجة الحرارة إلى غاية شهر ديسمبر الجاري حالة قلق وسط الجزائريين، خاصة أن درجات الحرارة المسجلة حاليا تعد مرتفعة وغير فصلية. فبعض مناطق الوطن تشهد أجواء ربيعية وليس أجواء فصل شتاء، وهو ما يخيف الجزائريين من فترة جفاف قد تضرب ولايات الوطن وتتسبب في تأثر الموسم الفلاحي من جه، وارتفاع الأسعار على مدار الستة أشهر المقبلة. 

من جانب آخر، فإن تراجع تساقط الأمطار أصاب الفلاحين بحالة من الهلع، حيث يتخوف هؤلاء من استمرار الوضع على ما هو عليه خلال الأسابيع المقبلة، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة بالنسبة للفلاحين، وقد يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية، وغلاء الأسعار فيما بعد، مع العلم أن نفس الوضع عاشه الفلاحون الجزائريون سنة 2017، حيث لم تتساقط الأمطار إلى غاية شهر فيفري، وهو الأمر الذي كبد الكثير منهم خسائر فادحة، في ظل غياب منظومة قوية للري في الجزائر، رغم الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة.

 

موسوني: الحديث عن الجفاف سابق لأوانه في الفترة الحالية لكن كل شيء وارد

 

لكن رغم ذلك يقلل الخبراء الزراعيون من خطر الجفاف على الأقل في الفترة الحالية، حيث أشار الخبير أكلي موسوني، في تصريح لـ"الرائد"، أنه من المبكر الحديث عن موسم فلاحي كارثي، أو جفاف يضرب البلاد مثلما جرى تداوله مؤخرا، بسبب قلة تساقط الأمطار خلال شهري نوفمبر وديسمبر الجاري، خلاف الفترة نفسها من المواسم السابقة. وأشار المتحدث إلى أن الحديث عن جفاف مبكر، لأن فترة الزرع والبذر بالنسبة إلى الحبوب ستمتد إلى منتصف شهر جانفي، أما بالنسبة إلى باقي المحاصيل فهي تمتد إلى الصيف. وأضاف أن هناك تأخرا ولكن ليس خطيرا، والكميات القليلة التي سقطت سمحت للفلاحين بالشروع في حملة البذر والزرع عبر الكثير من الولايات، وقلل من أهمية تأثير شح الطبيعة، الذي رفض أن يطلق عليه اسم جفاف، مشيرا أن الجفاف يبدأ إن لم تتساقط الأمطار طيلة شهر ديسمبر وبداية شهر جانفي. 

وألح موسوني على ضرورة أن تضع وزارة الفلاحة استراتيجية من أجل تجاوز معضلة الأمطار وتقليل الاعتماد على مياه الأمطار والتركيز على توسيع استخدام السقي التكميلي.

للإشارة، فإن وزارة الفلاحة تتحدث عن أرقام مشجعة في مجال السقي التكميلي، حيث تشير هذه الأخيرة أن الوزارة قدمت بين 40 في المائة إلى 50 في المائة من تجهيزات السقي التكميلي، لترتفع النسبة إلى 60 في المائة بالنسبة إلى ولايات الجنوب. كما أنها سطرت مخططا استراتيجيا انطلق منذ 2015 ويمتد إلى 2019، يهدف إلى تأمين إنتاجية القطاع الزراعي من تقلبات الظروف الطبيعية خاصة الجفاف أو شح الأمطار.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن