الثقافي

مقاربات في التاريخ الشفوي: الهامشيّ بأدوات علمية

لا يمنع ذلك من أن يكون ما هو شفوي شاهداً على التاريخ وأحد محامله التوثيقية

طالما وُضع كل ما هو شفوي على هامش الاشتغال العلمي، على خلفية اعتماد الباحثين في كل المجالات على الوثيقة، التي تكون في الغالب مكتوبة أو على الأقل ملموسة. لا يمنع ذلك من أن يكون ما هو شفوي شاهداً على التاريخ وأحد محامله التوثيقية.

يحاول كتاب "التاريخ الشفوي" الصادر مؤخراً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" أن يضيء بالأدوات العلمية الحديثة هذا الحقل والمجال المعرفي المهمل.يقع العمل في ثلاثة مجلدات: عنوان الأول، "مقاربات في المفاهيم والمنهج والخبرات"، وعنوان الثاني، "مقاربات في الحقل الاجتماعي – الأنثروبولوجي" أمّا الأخير فيحمل عنوان "مقاربات في الحقل السياسي العربي (فلسطين والحركات الاجتماعية)".

"التاريخ الشفوي" هو، في الأصل، خلاصة الأوراق المشاركة في "المؤتمر السنوي الأول للتاريخ" الذي نظمه المركز في بيروت السنة الماضية، تحت شعار "دور التاريخ الشفوي، المفهوم والمنهج وحقول البحث في المجال العربي". بالتالي، يتضمّن العمل مجموعة من أوراق الباحثين، بينما أشرف على إعداده للنشر وتنسيقع كلٌّ من مارلين نصر ووجيه كوثراني.

في المجلد الأول، الذي يضم 11 ورقة بحثية موزّعة بين قسمين، نقرأ مقدمة عامة بعنوان "التاريخ الشفوي: المسوّغ الإبيستيمولوجي" تضع البحوث في إطار علمي موحّد.

يشتمل القسم الأول على الأوراق التالية: "ستة عقود من التاريخ الشفوي" لليندا شوبس، و"المخبرون: مؤرخون مثلي مثلك" لعبد الله علي إبراهيم، و"الازدواجية اللغوية" لفادي شاهين، و"إمكانات كبيرة في مواجهة عوائق تقليدية" لدانييل برتو، و"الحديث النبوي في رحلة الانتقال من الشفوي إلى المكتوب" لصابر الحباشة، و"مواطن القوة والضعف في الشهادات الشفوية" لإبراهيم القادري بوتشيش.

في حين نقرأ في القسم الثاني الأوراق التالية: "التاريخ الشفوي في جنوب أفريقيا ما بعد الفصل العنصري" لشين فيلد، و"رفض النصوص والجمود على النصوص" للأمين بن محمد بابه المصطفى، و"الرواية الشفوية" لعباس الحاج الأمين، و"المصادر الشفوية وإشكالية الذاكرة ورهانات كتابة تاريخ المغرب الحاضر" لعبد الرحيم الحسناوي، و"تجربتي مع الرواية الشفوية لكتابة تاريخ الفلاحين في سورية القرن العشرين" لعبدالله حنّا.مثل المجلد الأول، جاء المجلد الثاني في قسمين، الأول بعنوان "الشهادة الشفوية في الحقل الاجتماعي" ويضمّ عشر أوراق، والثاني بعنوان "الشهادة الشفوية في الحقل الأنثروبولوجي" وقد ضمّ ثماني أوراق.

نقرأ في القسم الأول من المجلد الثاني الأوراق التالية: "سرديات التاريخ الشفوي وإنتاج التاريخ: مقاربة إثنوغرافية" لكاترينا لانغه، و"ذكريات العائلات المغربية وتاريخ الهجرة" لكاترين دلكروا، و"العلاقات الدولية والألفة: كيف يؤثِّر التاريخ في الزيجات العربية-الأوروبية" للورا أدواسّو، و"تدوين التاريخ الشفوي للمهاجرين المغاربة في فرنسا" لعطوف الكبير، و"سير الحياة: رواية ذاتية بأقلام الغير" لدلال البزري، و"دور المرويات الشفوية في تشييد الواقع الاجتماعي: أفندي الغلغول أنموذجًا" لنادر سراج.

كما نقرأ في نفس القسم: "صدقية الشهادة الشفوية من حيث هي وثيقة تاريخية" لإسماعيل لعشر، و"الذاكرة والهجرة غير الشرعية: أساليب التهريب والتعرض للمخاطر" لحميد الهاشمي، و"وجوه من تاريخ الحرب الأهلية في لبنان"، و"عالم الأحداث بين صقيع السجن ولهيب الحرب الأهلية" لمنى فياض، و"التاريخ الشفوي في تونسالسجناء السياسيون نموذجًا" للهادي الغليوفي.

أما القسم الثاني فيتضمّن البحوث التالية: "تراث صابئة حرّان الشفوي السرياني، وأثره في أوضاع الحرانية في العصر العباسي" لأحمد عبد المنعم العدوي، و"خطاب الأقليات الدينية الشفوي والعيش المشترك في الإيالة التونسية العثمانية" لمحمد المريمي، و"سير الأولياء والصالحين باعتبارهم مصدرًا من مصادر التاريخ الثقافي والاجتماعي في الوسط الريفي" لصالح علواني.ونقرأ كذلك: "جوانب من حياة قبيلة اللواتية في عُمان" لفيصل سيد طه حافظ، و"سوسيولوجيا النظام الديني الأمازيغي الشفوي" لعبد الحكيم أبو اللوز، و"القتل الطقسي لرث الشلك: مقاربة في الثقافة السودانية" لمحاسن يوسف عبد الجليل، و"كل موت هو قتل: طقوس الموت في الريف الماروني الشمالي" لشوقي الدويهي، و"دور الذاكرة في الحفاظ على الطرب الحوزي وانتشاره" لحنان محمد علي سويد.

ينقسم المجلد الأخير هو أيضاً إلى قسمين؛ أولهما بعنوان "ثورات وشهادات من تواريخ غير مكتوبة"، وقد ضم اثنتي عشرة ورقةً. أمّا الثاني فهو بعنوان "فلسطين الذاكرة والتاريخ" وقد ضم إحدى عشرة ورقةً.

 

من نفس القسم الثقافي