الوطن

"العلماء المسلمين" تحذر من إفراغ المدارس من كفاءاتها من خلال التقاعد

انتقدت الهروب الجماعي للأساتذة

رفضت جمعية العلماء المسلمين رفضا قاطعا لـ"الهروب الجماعي" من قطاع التربية من خلال "التقاعد المسبق"، والذي أفرغ القطاع من كفاءاته، وأكدت أنه مهما كانت أسباب الخروج أو الهروب فإنه لا يمكن الاختلاف في الخسائر الكبيرة التي لحقت القطاع بسبب هذا التقاعد المسبق، محذرة من العودة إليه من خلال الترخيص الاستثنائي لمستخدمي القطاع.

وشددت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في بيان لها، على تأييدها لقرار الحكومة السابق الخاص بإلغاء التقاعد النسبي للموظفين وعدم الخروج إلى التقاعد المسبق دون السن القانوني وبلوغ الـ 60 سنة على الأقل، تفاديا لأي إفراغ في قطاعات الوظيف العمومي وإفراغها من الكفاءات وأصحاب الخبرة، مضيفة "إن ما حدث ويحدث بخصوص الإحالة على التقاعد له انعكاسات خطيرة على مستوى الأداء في قطاع التربية". وقالت: "ظهرت الكثير من ملامحه وآثاره في كثير من المؤسسات التي فرغت من الإطارات الجيدة أو كادت، وإن تلك الانعكاسات تمس مستويين مهمين ألا وهما التكوين والتسيير".

وبناء على البيان الذي نشرته الجمعية على صفحتها على الفايس بوك، "فإن قطاع التربية الوطنية هو أحد أهمّ القطاعات ذات البعد المستقبلي على الرغم من الكثير من النقائص، والذي يتطلب التركيز عليه وإدارة الحوار حوله، بانتظام واستمرار". قبل أن تنتقد الهروب الجماعي من القطاع من خلال "التقاعد المسبق" والذي أفرغ القطاع من أهم ما فيه وهو "الخبرة" التي تراكمت لدى الآلاف من الأساتذة والأستاذات على مدار عقود من العمل الميداني الجاد، مؤكدة أنه مهما كانت أسباب الخروج أو الهروب فإنه لا يمكن التستر على الخسائر الكبيرة التي لحقت القطاع بسبب هذا التقاعد المسبق.

وأضافت الجمعية "إن ما حدث ويحدث بخصوص التقاعد له انعكاسات خطيرة على مستوى الأداء في قطاع التربية، ظهرت الكثير من ملامحه وآثاره في كثير من المؤسسات التي "فرغت" من الإطارات الجيدة أو كادت، وإن تلك الانعكاسات تمس مستويين مهمين وهما التكوين والذي له علاقة بالتكوين الجيد والتأهيل المناسب للتلاميذ وتحسين مستواهم بتدرج، والتسيير وتبرز أهميته في حسن التدبير والإدارة".

كما أكدت أن قطاع التربية الوطنية يخسر بل ينزف بسبب خروج الآلاف من الأساتذة والموظفين إلى التقاعد النسبي سنويا، منتقدة غياب نظرة استشرافية من قبل وزارة التربية، بعد أن شددت بالقول: "كان ينبغي أن تكون هناك نظرة تحدّ وتقلص من تلك الخسائر، وتحافظ على الحد الأوسط من الأداء الجيد والقويّ في قطاع التربية"، وهذا بعد أن طالبت بأجوبة سريعة لتساؤلاتها التي تتمثل في: "من يتصدّى لهذه المشكلة الكبيرة المؤثرة ؟ ومن يطرح هذا الإشكال البيداغوجي، العلمي، المهني...بعمق؟".

وختمت الجمعية بالتأكيد "نتمنى أن يُطرح الموضوع بشكل كبير وتُبسط الحقائق ذات العلاقة بهذا الموضوع الكبير الذي يهمّ وطننا ومستقبلنا جميعا".

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن