الوطن

بارونات ينعشون تجارة المفرقعات وزبائنهم "أطفال"!

استغلوا التجارة الموازية لتمرير منتجاتهم الممنوع تسويقها

بولنوار يدعو لتقنين تجارة المفرقعات بعدما أصبحت أمرا واقعا

طوارئ بالموانئ والمهربون يبتكرون أساليب جديدة

 

تعرف الأحياء الشعبية، هذه الفترة، انتشارا لافتا لطاولات بيع المفرقعات. فرغم تدهور القدرة الشرائية للجزائريين والعقوبات المسطرة ضد تجار هذه المواد الممنوع تسويقها في الجزائر، إلا أن البعض لم يجدوا مانعا في إنعاش هذه التجارة قبل أسبوع عن حلول المولد النبوي الشريف، محاولين استقطاب زبائن أغلبهم من الأطفال، في حين أعلنت حالة طوارئ بالموانئ وعلى مستوى أجهزة الأمن لمنع دخول هذه المواد وبيعها، ومخططا استثنائيا وضعته مصالح الحماية المدنية للتعامل مع الحوادث التي تنجر عن استعمال المفرقعات.

ومع اقتراب المولد النبوي الشريف بدأت بعض طاولات بيع المفرقعات تنتشر عبر الأحياء، وأكثرها على مستوى الأحياء الشعبية، حيث بدأ بعض التجار في محاولة إنعاش تجارة المفرقعات التي شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غلاء الأسعار، وكذا تراجع القدرة الشرائية للجزائريين وتضييق الخناق على مهربي هذه المواد. ويعمل تجار المفرقعات على استقطاب شريحة زبائن معينة وهم الأطفال والمرهقون، وبما أن هؤلاء لا يعون معنى تدهور القدرة الشرائية أو التقشف، فإن تجار المفرقعات قد ضمنوا زبائن على الأقل لتصريف جزء من بضاعتهم قبل حلول يوم المولد الذي تعرف فيها المفرقعات إقبالا كبيرا رغم الحديث عن تدهور القدرة الشرائية.

 

بولنوار يدعو لتقنين تجارة المفرقعات بعدما أصبحت أمرا واقعا

 

وفي سياق استمرار تجارة المفرقعات رغم المنع، أكد رئيس جمعية التجار والحرفيين، طاهر بولنوار، لـ"الرائد"، أمس، أن القانون يمنع استيراد المفرقعات والألعاب النارية في نص قانوني مؤرخ في أوت 1963، إلا أن ذلك لم يطبق على الواقع، داعيا وزارة التجارة إلى تقنين ومراقبة سوق المفرقعات التي تجاوزت قيمتها المالية 15 مليار دينار، كونها نشاطا تجاريا مفروضا ويتم استيرادها وتسويقها رغم أخطارها على الاقتصاد الوطني لاستنزافها العملة الصعبة إلى الخارج من جهة، وللأخطار التي تهدد المواطنين من جهة أخرى. وأوضح بولنوار أن بارونات استيراد هذه المواد لا يتجاوز عددهم 10 مستوردين، معتبرا أنه من الضروري وقف التجاوزات الحاصلة في سوق المفرقعات من خلال تقنينها ومراقبتها، بعدما أصبحت وزارة التجارة عاجزة عن منع البارونات من استيرادها، وكذا تكوين التجار المختصين في تسويق هذه المنتوجات وتعليمهم شروط تخزينها وبيعها والنصائح التي يقدمونها للمستهلكين عندما يقتنونها، خصوصا أنه أمر سهل على مصالح الحكومة والتجارة تطبيقه، مشددا على أن المفرقعات تشكل خطرا على التجارة القانونية لأنها تمر على التجارة الموازية، وتسويقها يعتبر تشجيعا للنقاط الموازية والفوضوية، كما تشكل خطرا مباشرا على صحة المستهلك.

 

طوارئ بالموانئ والمهربون يبتكرون أساليب جديدة

 

بالمقابل، تعرف الموانئ ومختلف أجهزة الأمن مع اقتراب المولد النبوي حالة من الاستنفار من أجل محاربة تهريب المفرقعات، حيث نفذت مصالح الجمارك عبر مختلف مناطق الوطن مؤخرا عمليات نوعية هامة، تمكنت خلالها من حجز حوالي 35 مليون وحدة مفرقعات منذ بداية العام الجاري، وعمليات أخرى مع اقتراب مناسبة المولد النبوي، بفعل تشديد الرقابة على مستوى الموانئ والطرقات من خلال الحواجز. وحسب مصادر من الجمارك، فإن المهربين أو بارونات هذا النشاط باتوا يتجنبون إدخال المفرقعات عبر ميناء الجزائر بسبب دخول نظام التوزيع الآلي للحاويات حيز التنفيذ، أي أن هؤلاء لا يمكنهم التدخل لتوجيه حاوياتهم نحو موانئ جافة معينة بدل أخرى، بفعل عدم قيام العامل البشري بهذه العملية، وعليه بات المهربون يتوجهون للموانئ الأخرى على غرار ميناء الغزوات لإدخال المفرقعات إلى التراب الوطني، في محاولة منهم للإفلات من الرقابة الجمركية.

وتمكن عناصر الدرك الوطني يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، من توقيف 15 شخصا بعدة ولايات، وبحوزتهم كميات من المخدرات والألعاب النارية حسبما أفاد به بيان لقيادة الدرك الوطني، وأوضح المصدر ذاته أنه بولاية البليدة، تم ببلدية موزاية " توقيف شخص (40 سنة) وبحوزته 980 غرام من الكيف المعالج و500 قرص مهلوس.

أما بالمسيلة و"بناء على معلومات مستقاة، قام أفراد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالمسيلة بتوقيف شخصين على مستوى المحطة البرية، وبحوزتهما 680 غرام من الكيف المعالج"، وعلى مستوى الطريق السيار شرق-غرب بعين البرد بولاية سيدي بلعباس " قام عناصر فصيلة أمن الطرقات من توقيف ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم  بـ 26،29 و44 سنة على متن مركبة وبحوزتهم 435 غرام من الكيف المعالج "، وفي نفس السياق "قام أفراد الكتيبة الإقليمية الدرك الوطني  بعين البيضاء (أم البواقي) من توقيف أربعة أشخاص وتم حجز على مستوى مزرعة 07 أشجار للقنب الهندي و 393 شجيرة معدة للغرس و 330 غرام  مستخلص من مادة القنب الهندي".

من جهة أخرى "أوقف عناصر الدرك الوطني أثناء قيامهم بمهمة شرطة الطريق على مستوى الطريق الوطني رقم 01 الرابط بين غرداية وتمنراست في الاختصاص الإقليمي لبلدية حاسي لفحل، شخص يبلغ من العمر 27 سنة على متن حافلة لنقل المسافرين (قسنطينة-تمنراست) وبحوزته 93.000 ألف وحدة من الألعاب النارية".

وبولاية الوادي "أوقف عناصر الدرك الوطني على مستوى الطريق الوطني رقم 48 الرابط بين الوادي والطريق الوطني 03 في الاختصاص الإقليمي لبلدية كوينين،" شخصان يبلغان من العمر 22 سنة على متن مركبة نفعية وبحوزتهما 10.496 ألف وحدة من الألعاب النارية"، وبولاية سطيف أوقف عناصر الدرك الوطني ببلدية تاشودة  "شخص يبلغ من العمر 27 سنة على متن سيارة أجرة ( العلمة – تبسة) وبحوزته 7.832 الف وحدة من الألعاب النارية" ، وتم أيضا ببلدية بوثلجة بولاية الطارف " توقيف شخص يبلغ من العمر 24 سنة على متن حافلة لنقل المسافرين (عنابة – القالة ) وبحوزته 1.892 الف وحدة من الألعاب النارية ".

 

الحماية المدنية تضع مخططا استثنائيا للتكفل بضحايا "المحارق"

 

من جهتها، وضعت المديرية العامة للحماية المدنية مخطط عمل خاصا تحسبا لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف، يتضمن إعلان حالة تأهب، ومضاعفة عدد الأعوان ووسائل مكافحة الحرائق، وإسعاف الجرحى، فضلا عن تنظيم حملة تحسيسية واسعة للتحذير من أخطار الألعاب النارية على صحة الأشخاص وسلامة المحيط. ويتضمن مخطط العمل إعلان حالة تأهب على مستوى كافة الوحدات العملياتية للحماية المدنية، التي سيتم تدعيمها بعدد إضافي من الأعوان خلال ليلة المولد واليوم الذي يليها، أي طيلة يومين كاملين، مع تزويدهم بكافة وسائل التدخل السريع، سواء لإخماد الحرائق التي قد تندلع بسبب استعمال الألعاب النارية، أو لإسعاف الجرحى الذين قد يتعرضون لإصابات مختلفة، جراء عدم الوعي بخطورة هذه الألعاب، فضلا عن تقديم الإسعافات للأشخاص الذين يسبب لهم استنشاق الروائح والدخان المنبعث من هذه المواد حالات اختناق، نظرا لتركيبتها الكيميائية التي تشكل تهديدا حقيقيا على صحة الأفراد، وفق تأكيد ذات المصدر.

وأضافت أن الاستعمال المفرقعات في هذه المناسبة وتداولها في باقي أيام السنة بتوفرها على مستوى الأسواق الموازية من الضروري إعلام وتوعية المواطنين بصفة مستمرة مدى خطورة استعمال هذه المواد الخطيرة والممنوعة.

وللتقليل من النتائج الناجمة عن الاستعمال الخطير لهذه المواد الممنوعة دعت مصالح الحماية الأولياء إلى توعية أبنائهم بمدى خطورة هذه المواد الممنوعة وما ينجم عنها من أخطار كالانفجار في اليد حروق على مستوى العيني فقدان حاسة السمعي إضافة إلى إصابات خطيرة تؤدي غالبا لبتر الأصابع اليد والأطراف واحتراق الملابس واندلاع الحرائق على مستوى الغرف إضافة إلى اندلاع حرائق خارج البيت أغلبها تكون على مستوى الشرفات.

في هذا السياق دعت الى تجنب رمي هذه المواد النارية على الأشخاص والسيارات أو بالقرب من المستشفيات والمراكز الصحية ومن مواقف السيارات ومحطات البنزين.....الخ.

 

وزارة الصحة تحذر من خطورة استعمال المفرقعات والألعاب النارية

 

بدورها حذرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من استعمال المفرقعات والألعاب النارية بمختلف أنواعها بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك تفاديا لوقوع حوادث يمكن أن تودي بحياة الأفراد وتحول الاحتفال إلى مأساة. 

وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن استعمال المفرقعات والألعاب النارية بمختلف أنواعها قد تتسبب في تسجيل حوادث، لاسيما منها الإصابة بالحروق التي غالبا ما تصيب الأصابع والذراع والأعين والوجه وتسجيل تشوهات في الجسد.

وفي ذات الإطار، ذكر البيان بالصخب الناجم عن انفجار هذه المفرقعات وتأثيره السلبي على راحة الأفراد المادية والمعنوية، خاصة المسنين والمرضى والنساء والحوامل والأطفال، وقد يؤدي صوت الانفجارات إلى إتلاف حاسة السمع، وإزاء ذلك، تدعو الوزارة إلى توخي الحيطة والحذر وتناشد الأولياء من أجل توعية الأطفال والمراهقين حول خطورة الاستعمال العشوائي لهذه المفرقعات.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن