الوطن

أمراض تنفسية تلاحق الجزائريين في الأماكن العمومية بسبب "التدخين السلبي"

القوانين التي أقرت غرامات مالية ضد المدخنين لا تطبق

يعاني الجزائريون عبر وسائل النقل والأماكن العمومة وحتى الإدارات ومختلف الهيئات من المدخنين الذين باتوا يفرضون سيطرتهم ويهددون غيرهم بأمراض قاتلة، في وقت تبقى القوانين والتعليمات التي تمنع التدخين في وسائل النقل والأماكن العمومية والتي أقرت حتى غرامات مالية، مجرد حبر على ورق.

وكانت الجزائر قد أصدرت عام 2001 قانونًا لمنع التدخين في الفضاءات العمومية، خاصة في الأماكن المغلقة والمغطاة المخصصة للاستعمال الجماعي، ووضعت عقوبات بحق كل المخالفين، كما أصدرت مراسيم تطبيقية بعد ذلك لشرح وتوضيح القانون، غير أن لا شيء من هذه القوانين يتم تطبيقه، حيث ينتشر التدخين بشكل كبير في الأماكن العمومية.

كما حددت وزارة النقل، سنة 2015، الأماكن والمنشآت القاعدية وقائمة المؤسسات والهيئات التابعة لها التي يمنع فيها التدخين، وأقرت على كل مخالف لهذا القرار عقوبات وغرامات مالية تصل إلى حدود 5 آلاف دينار. 

وكان من بين الأماكن التي يمنع فيها التدخين وسائل النقل وتشمل الحافلات وسيارات الأجرة والترامواي والمترو والمصاعد الهوائية والقطارات والطائرات وبواخر نقل المسافرين التي تقوم برحلات بمحاذاة الساحل على مسافات قصيرة، كما شمل منع التدخين أيضا كل مكان مخصّص للاستعمال الجماعي، كما تم إقرار معاقبة كل مخالف لهذا المنع بغرامة تصل إلى 5 آلاف دينار، وتضاعف الغرامة في حالة العود.

من جهته، منع قانون الصحة الجديد الذي دخل حيز التنفيذ التدخين في الأماكن العمومية، حيث نصت المادة 58، من القسم الفرعي الأول من القسم الرابع المخصص لمكافحة عوامل الخطر وترقية أنماط حياة صحية، على أنه "يمنع التدخين في الأماكن العمومية وكل مكان مخصّص للاستعمال الجماعي"، فيما رُميت كيفيات تطبيق هذه المادة لتحديدها عن طريق التنظيم.

للإشارة، فإنه ووفق إحصائيات وزارة الصحة، فالتدخين يتسبّب تقريبًا في وفاة 45 شخصًا يوميًا في الجزائر، بينما يصل المعدل السنوي إلى 15 ألف وفاة، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من أن حوالي حالة وفاة واحدة من كل 100 في العالم سببها التدخين السلبي، إذ أن حوالي 600 ألف شخص يموتون سنويا جراء التدخين غير المباشر، من بينهم 165 ألف طفل، ما يؤكد على أهمية حظر التدخين في الأماكن العامة والمغلقة.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن