الوطن
الفيضانات تتحول إلى "فوبيا" لدى الجزائريين وباب الوادي مأساة لم تمحَ!
في الذكرى 17 للسبت الأسود
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 نوفمبر 2018
تحول خطر الفيضانات إلى فوبيا لدى الجزائريين، حيث يتكرر كل موسم شتاء سيناريو فيضانات باب الوادي الذي تسبب في أكثر من 700 ضحية بين مفقود وقتيل وخسائر مادية فاقت الملياري دينار، ورغم أن 17 سنة مرت على الكارثة، غير أنه لا شيء تغير، حيث لا يزال خطر الفيضانات محدقا بأكثر من مليون جزائري بسبب غياب المخططات والدراسات التقنية لمواجهة غضب الطبيعة.
مرت أمس الذكرى الـ 17 لفيضانات باب الوادي الأليمة، حيث لم تنس ذاكرة المواطنين ما خلفته هذه الفيضانات من مئات القتلى والمشردين. ورغم مرور كل هذه المدة، إلا أن خطر الفيضانات لم يزل، فمدن بأكملها في الجزائر لا تزال تحت رحمة وديان يقال إنها ''نائمة''، حيث لم تعد مياه الأمطار تشكل هاجسا بالنسبة لسكان المباني الهشة فقط، بل أصبحت تمثل بالنسبة للقاطنين على ضفاف الوديان النائمة خطرا ''قاتلا''. وتضاعفت في الفترة الأخيرة تخوفات المواطنين من الفيضانات خاصة مع التغيرات المناخية، حيث بات شتاء الجزائريين أكثر قساوة وشدة، ما يعني أن خطر الفيضانات تضاعف أكثر من السنوات الماضية، ما جعل الفيضانات فوبيا المواطنين مع حلول كل فصل شتاء، خاصة أن أكثر من مليون جزائري يتمركزون على حافة شريط ساحل الأودية وببناء حضري غير متحكم فيه نظرا لنقص الدراسات الجيوتقنية في البناء. فالعديد من العائلات الجزائرية تتساءل اليوم عن مصيرها أمام الخطر المحدق بحياتهم، نتيجة تواجد سكناتها فوق أرضية فيضية مياهها الجوفية قريبة من السطح، وآخرون بالقرب من الوادي، ما يشكل خطرا كبيرا على حياتهم.
وحسب مصادر مطلعة من الحماية المدنية، فإن أكثر من 15 ألف عائلة بالعاصمة تشهد الأزمة، ولعل أخطر هذه الحالات هي تلك العائلات التي تتمركز سكناتها بالقرب من وادي الحراش وباب الوادي ووادي الحميز. وتعيش أكثر من 80 ألف عائلة في خطر عبر القطر الوطني نتيجة تواجد سكناتها فوق أراض فيضية مياهها الجوفية قريبة من السطح وتشكل خطرا كبيرا على حياتها اليومية خاصة في فصل الشتاء. فالبعض منها مبنية بطريقة غير شرعية ودون امتلاك رخص بناء، فيما نجد سكنات أخرى منها مشيدة بوثائق رسمية وبرخص بناء قانونية موقع عليها من طرف مسؤولي السلطات المحلية، تتمركز خاصة بالقرب من الوديان، وهذا في ظل تجاهل هؤلاء السكان لأخطار محدقة ومهددة لأرواحهم في حالة تساقط كمية معتبرة من الأمطار، والتي قد تتسبب في هلاك العديد من الأرواح، حيث أن فيضانات باب الوادي مرشحة للتكرار.
يذكر أن السلطات العمومية أحصت أكثر من 100 ألف بناية أنجزت بالقرب من المناطق المعرضة للفيضانات أو بالقرب من مجاري الأودية والمساحات الواقعة أسفل السدود، وتأتي ولاية تبسة في مقدمة الولايات الأكثر تعرضا للفيضانات بـ 17236 بناية، تليها ولاية باتنة بـ 16221 بناية، ثم العاصمة في المرتبة الثالثة بـ 14545 بناية، ثم ولاية تيزي وزو بـ 9012 بناية، فولاية تيبازة بـ 5012 بناية، ثم تأتي الولايات المتبقية بنسب متفاوتة.
س. زموش