الثقافي

بوجدرة: "لا أؤمن بالبطل الأوحد"

وصف نفسه بالكاتب الواقع الذي يبني حبكته

قدم الكاتب رشيد بوجدرة رؤيته لوضع المرأة في المجتمع وفي أعماله، حيث أكد أن وضعها قد تغير وتطور فهي اليوم اقتحمت كل المجالات وتشغل أعلى المناصب، وأشار إلى أن هذا ينعكس دائما في أعماله، ووصف نفسه بالكاتب الواقع الذي يبني حبكته مما هو معاش، وقال “حين كانت المرأة تكافح من أجل مكانتها كان الشخوص النسوية في كتاباتي، تتماشى مع ذلك الواقع ففي رواية ‘التطليق’، الصوت النسوي تجسد من خلال امرأة مطلقة، مهمشة وتتعذب في صمت، أما في روايتي الأخيرة ‘السلب’ فالشخصية الرئيسية هي شابة متزوجة، مثقفة وجميلة، إذن بناء شخوصي هو انعكاس للواقع” وعن هذا البناء المستوحى من الراهن علق صاحب الحلزون العنيد “أنا لا أفكر كثيرا.. بل أكتفي بنقل الواقع مباشرة فأنا كاتب واقعي.”، كما أشار إلا أنه وبالرغم من المكاسب التي حققتها المرأة اليوم، لكن هناك الكثير مما يمكن أن يقال حولها، لأنها لا تزال تصارع الكثير من التحديات في مجتمعاتنا الذكورية.

من جهة أخرى، اعتبر رشيد بوجدرة، في ندوة ضمن البرنامج الأدبي لـ"سيلا 23" وصف عناوين رواياته بالصادمة، أمرا غير صحيحا، وأكد أنها تصاغ بطريقة عفوية، بسبب ميوله للألفاظ القوية، وقال “أنا لا أبحث عن الإثارة، بل أشتغل على شاعرية العناوين، نصوصي تبدأ منذ العنوان، أحيانا لا أستطيع إيجاد العنوان المناسب إلا بعد مدة طويلة، وأنا أفضل التركيبات القصيرة، ذات الدلالة القوية، الأمر الذي يمكن إيجاده في اللغة العربية دون أخرى.. أنا شخص متمسك بعناوينه، أحيانا تطلب من دور النشر إعادة النظر فيها وأرفض مهددا بسحب العمل”.

وفيما يخص شخوص روايات رشيد بجدرة، وصفها هذا الأخير بأنها دائما ما تأتي هشة، خالية من البطل الوحيد، وعلق “أنا ضد فكرة البطل الوعيد في أعمالي، وهذا نابع من قناعاتي الشيوعية، شخوصي معظمها هشة لأنني شحص هش، لهذا أنا أركز دائما على شخصية الأب وأحرص على أن يكون هشا أيضا، سلبيا جدا وعنيفا.. الأب في نصوصي يحيل دائما إلى القمع.. لم أخفي يوما أنني ضحية والدي وغطرسته، وأكدت مرارا أن لي صدمة طفولة تاجمة عن معاملة الوالد، هذا الحال لا زال يلاحقني حتى وأنا في الثمانين من عمري.. هنا أشير إلى أن روايتي الأولى كانت صدفة، في البداية انطلقت في كتابة مخطط فلسفي كمحاولة نقدية سوسيولوجية سميتها الأب، خلالها اكتست الكلمات والبناء، بنية خاصة في فعل لا شعوري، أسفرت عن ميلاد رواية غير مقصودة، الأمر قد يبدو غريبا، لكن أؤكد أن هذا ما حصل.. لهذا أعتبر أن الغرض من الكتابة هو التنفيس والكاتب يخط ما يحس به، ولا أؤمن بوجود إبداع غرضه التغيير أو تحريك المجتمع”.

وعاب الروائي بوجدرة، غياب النقد في الجزائر، الأمر الذي حسبه أثر سلبا على مستوى الإبداع، وبصراحته المعهودة قال “أحيانا يقدم لي بعض الكتاب أعمالهمـ، ولا أقرأها لأنني أجدها رديئة جدا، للأسف ليس هناك نقد حقيقي، بل أصحاب يجاملون الأصدقاء.. النقد الحقيقي موجود ، بين أروقة الجامعات لكنه محتشم وغير مسموع، أحيانا تطرح عليا بعض الدراسات الأكاديمة التي  تبهرني لمستواها، وتحليلها للنصوص”.

من جهة أخرى عبر رشيد بوجدرة، عن دهشته، لعدم تحويل روايات الأدباء الجزائريين الكبار إلى أفلام، وبرر ذلك بالخوف من الأسماء الكبيرة، ومن الفشل ماديا، وعلق “للأسف السينما هي تجارة والمنتجون يخشون تحويل رواية كبيرة إلا فيلم ثم لا ينجح..”.

في سياق متصل أكد رشيد بوجدرة أنه اقترح عليه كتابة سيناريو فيلم حول شخصية الأمير عبد القادر، لكنه رفض بعد أن اشترط أن يكتب حول الأمير الإنسان، بإيجابياته الكثيرة، وأخطائه وضعفه لأنه بشر، و انتقد من خلال ذلك الطريقة التي يصور بها رموز الثورة الجزائرية داعيا إلى إعطاء مساحة للخيال والإبداع

 

من نفس القسم الثقافي