الوطن

مشروع لجعل امتحان "الدكتوراه" مسابقة وطنية تنفرد فيه جامعة واحدة

رفع إلى طاولة حجار بعد فضائح نجاح طلبة بمعدلات كارثية

حذر تقرير جامعي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، من خطر فقدان شهادة الدكتوراه بالجزائر مصداقيتها، وهذا على خلفية الفضائح التي مست هذه المسابقة وتكرار سيناريو النجاح بمعدلات كارثية وصلت إلى حد الصفر، والأدهى من ذلك أنه يكفي للطالب المشاركة فقط في المسابقة ليعد من الناجحين.

ووفق التقرير الصادر عن الدكتور عبد الحفيظ ميلاط، المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس"، فإن مسابقة الالتحاق بالطور الثالث "الدكتوراه" شهدت عدة فضائح وتجاوزات، بعد إقصاء الكثير من الطلبة النجباء ومنحها لذوي المعدلات الكارثية، ما تسبب في فقدان الشهادة مصداقيتها.

وقال ميلاط، في تقريره "إن تنظيم مسابقة الالتحاق بالطور الثالث لشهادة الدكتوراه "أل أم دي" في مختلف جامعات الوطن، عرف فوضى كبيرة مردها الثغرات الكثيرة التي تضمنها قانون تنظيم هذه المسابقة، حيث لوحظ نجاح طلبة بمعدلات كارثية.

واعتبر صحاب التقرير، الذي وجهه إلى المسؤول الأول للقطاع، الطاهر حجار، أن استمرار العمل بهذا المنهج لا يستبعد فقدان الشهادة لمصداقيتها وهيبتها العلمية أمام المؤسسات العلمية الدولية، خاصة أن شهادة الدكتوراه هي أعلى شهادة علمية في النظام الجامعي، ما جعله يشدد على أهمية المراجعة الفورية لشروط وآليات تنظيم مسابقة الالتحاق بالطور الثالث.

وقدم الدكتور عبد الحفيظ ميلاط جملة من المقترحات في إطار مشروع لإعادة النظر في كيفية تنظيم مسابقة الدكتوراه، منها فرض علامات إقصائية خاصة في مادة التخصص، ومعدل إقصائي للمسابقة حتى لا يقع في إشكالية نجاح الطلبة بمعدلات وعلامات متدنية جدا تمس بمصداقية المسابقة ومصداقية الجامعة الجزائرية بصفة عامة.

كما اقترح فرض نصاب معين لانعقاد المسابقة حتى لا تقع في إشكالية إجراء المسابقة بحضور عدد يساوي أو يزيد بقليل عن عدد المناصب المفتوحة، كما حدث في الكثير من جامعات الوطن، حيث شهدت بعضها حضور ثلاثة طلبة للتنافس على ثلاثة مناصب.

وشدد في المقابل على أهمية القضاء على الجهوية التي عرفتها بعض المسابقات، حيث قال ميلاط: "إنه يستحسن تطبيق نظام أقطاب الدكتوراه، بأن يكون كل قطب جامعي متخصص في عدد محدد من التخصصات على المستوى الوطني، وأن تجرى مسابقة وطنية واحدة لهذا التخصص ينظمها هذا القطب الجامعي المتخصص، وذلك لضمان تكافؤ الفرص بين جميع الطلبة".

وقال المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي "الكناس" إنه على سبيل المثال "يجب أن تجرى مسابقة وطنية واحدة للالتحاق بالطور الثالث لتحضير شهادة الدكتوراه في الحقوق في جامعة الجزائر 1 والرياضيات في جامعة قسنطينة 1 والإلكترونيك في جامعة سطيف.. وهكذا".

وختم ميلاط تقريره "إن الرغبة في جعل الجامعة الجزائرية في ريادة الدول الأخرى ورغبة في مصداقية الشهادات التي تقدمها أمام المؤسسات الدولية، هي التي دفعته إلى مناشدة وزير التعليم العالي والبحث العلمي التدخل الفوري لرد الاعتبار لمسابقة الالتحاق بالطور الثالث لتحضير شهادة الدكتوراه"، قائلا: "ونحن مستعدون في كل وقت للتعاون لتحقيق الأهداف المرجوة".

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن