الوطن
عيادات بالخارج تستدرج المرضى جزائريين الميؤوس من حالتهم لإجراء عمليات فاشلة
تعطيهم لمالا كاذبة رغم أن التشخيص الأولي صحيح
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 أكتوبر 2018
• بقاط: تركيا ليست قطبا صحيا وأطباء تونس درسوا في الجامعات الجزائرية
• خياطي: العيادات في تونس وتركيا تغطي على عجزها الطبي بالنظافة والإيواء
لم يعد سوء التكفل وفشل العمليات الجراحية مقتصرا على القطاع العام أو حتى الخاص في الجزائر، فحتى بالخارج بات الجزائريون يتعرضون لسوء معاملة وتفشل عملياتهم الجراحية التي جمعوا من أجلها الملايين، وهو ما أرجعه الأطباء لفقدان الثقة في الرعاية الصحية بالجزائر، ما جعل المرضى رهينة في يد عيادات في الخارج أصبحت تتعامل معهم بمنطق تجاري.
رغم أن الانطباع العام عادة ما يشير إلى أن التكفل الطبي في الخارج يعد أرقى مستوى مما يقدم بالمستشفيات والعيادات الخاصة بالجزائر إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود أمور سلبية. فالعديد من المرضى باتوا ضحية لبعض العيادات الخاصة في تونس وتركيا حيث يتلقون سوء تكفل وأحيانا أخطاء في التشخيص وتتعرض عملياتهم الجراحية التي يجمعون الملايير لإجرائها للفشل، كونها عمليات محكوم عليها بالفشل، غير أن هذه العيادات تقوم باستدراجهم من خلال المبالغة بنسب النجاح، وهو واقع بات يخيف الجزائريين من العلاج بالخارج، غير أن الوضع الذي تعرفه أغلب المستشفيات محليا جعل العلاج بالخارج أقل الخيارات ضررا رغم أن المختصين يؤكدون أن مشكل الصحة في الجزائر ليس مشكل إمكانيات مادية أو تجهيز، بل هو مشكل تنسيق مشترك بين المهنيين والمسيرين، والدليل هو أن وضع القطاع خلال السبعينيات كان أفضل رغم قلة مداخيل الدولة مقارنة بما نعيشه اليوم.
• بقاط: تركيا ليست قطبا صحيا وأطباء تونس درسوا في الجامعات الجزائرية
وعن الموضوع، أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، بركاني بقاط، أن العلاج بالخارج يحمل العديد من السلبيات، فالعديد من المرضى باتوا ضحية تحايل حقيقي من قبل عيادات تركية وتونسية خاصة، تتعامل معهم بمنطق تجاري بعدما أدركت يأسهم من مستوى الرعاية الصحية في الجزائر، ما جعلها تركز على استقطابهم من خلال إشهارات مبالغ فيها بخصوص نسب نجاح عمليات جراحية معقدة.
وأشار بقاط أن العديد من الحالات تملك وضعا صحيا معقدا وعملياتهم محكوم عليها بالفشل، إلا أن عيادات بالخارج تقوم باستدراجهم عبر منحهم آمالا كاذبة بعلاج حالات معقدة ومتأخرة.
وقال المتحدث أن هذه الممارسات لا تشمل المستشفيات والعيادات في الدول الأوروبية وإن وجدت فهي محدودة كون المستشفيات في أوروبا تتعامل مع التشخيص الأولي بكل جدية وهو ما لا ينطبق على عيادات في تونس وتركيا، والتي باتت تشكك بشكل مستفز في المنظومة الصحية بالجزائر وكفاءة الأطباء، رغم أن الأطباء الجزائريين معروفون بكفاءتهم وهم خيرة الكفاءات الصحية بالعالم.
وفي السياق ذاته، قال بقاط أن ضعف المنظومة الصحية بالجزائر وسوء التسيير وفساد القطاع الخاص جعل الجزائريين يجمعون الملايير لإجراء عمليات جراحية في تونس وتركيا، رغم أن هذين البلدين لا يملكان أي تاريخ طبي يذكر، مشيرا أن تركيا ليست قطبا صحيا في حين أن أغلب أطباء تونس درسوا في الجامعات الجزائرية.
• خياطي: العيادات في تونس وتركيا تغطي على عجزها الطبي بالنظافة والإيواء
من جهته، انتقد البروفيسور مصطفي خياطي إصرار بعض المرضى على العلاج بالخارج على حساب الضمان الاجتماعي حتى وإن كانت حالاتهم معروفة وتشخيصها في الوطن قد تم بطريقة صحيحة، لدرجة أن بعض المرضى أصبحوا يتسولون في الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي لإجراء عمليات فاشلة بالخارج، وهو أمر بات يحدث في الجزائر فقط.
لكن خياطي لم ينف مسؤولية واقع القطاع في كل ما يحدث، مشيرا إلى حالة التخبط التي يعرفها قطاع الصحة في الجزائر والتي بدورها انعكست سلبا على ثقة المواطن في الطبيب حتى وإن كان متمكنا، مضيفا بأن نقص النظافة في المستشفيات ومشكل الأدوية وتوزيعها ومستوى التكفل ونوعية المعاملة، كلها عوامل ساعدت على هجرة المريض الجزائري إلى الخارج، ليقع في النهاية ضحية لتحايل عيادات هي في الحقيقة أقل مستوى مما هو موجود في بلادنا، لكنها تغطي على عجزها من خلال الخدمات كالإيواء والمعاملة والنظافة وغيرها.
س. زموش