الوطن

جزائريون في تحدي الطبيعة لتعزيز الروابط الاقتصادية مع موريتانيا

تقليص مدة نقل السلع من 45 يوم الى 10أيام

يصر العديد من المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون والموريتانيون على ركوب الصحراء وتحمل مشقات الطريق في سبيل تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين ما ساهم في إنعاش السوق الموريتانية بعدة منتجات جزائرية ذات جودة ونوعية، يكثر عليها الطلب في هذا البلد.

تتميز الطريق نحو نواكشوط عبر المعبر الحدودي الجديد الشهيد مصطفى بن بولعيد (75 كلم من مقر الولاية تندوف) بتضاريس طبيعية وعرة، تصعب من عملية تنقل  القوافل التجارية بين البلدين، بحسب الوافدين الأوائل ضمن قافلة "جسور الأخوة"، التي انطلقت من الجزائر الأسبوع الماضي .

ويصف رابحي سائق لإحدى الشاحنات في القافلة، الطريق بأنها "تحدي كبير للمتعاملين الاقتصاديين يتطلب المزيد من التعاون بين البلدين من أجل تحسين وضعيته وتهيئته"، ويستدعي المرور عبر هذا الطريق استعمال مرشد خاص يحدد معالمه في حال اشتداد الزوابع الرملية ي بحيث يفتقر إلى العديد من الإشارات المرورية والضوئية .

ويرغب راكبو هذا الطريق الذين التقتهم واج في تهيئته بشكل يحول دون اختفاء معالمه عند هبوب الزوابع الرملية، سيما في ظل وجود مسافة هامة منه لم يتم تعبيدها نهائيا من قبل و تبلغ 800كم، إلى جانب ذلك يحتاج هذا الطريق إلى العديد من المرافق ذات الأهمية البالغة للمسافرين، على غرار محطات التزويد بالوقود ومحطات الراحة، أين تعد مصادر  الحصول على المياه والأكل عبره نادرة جدا ما يلزم المتعاملين بجلب احتياجاتهم من الوقود والمؤونة من الجزائر.

وغالبا ما يصادف راكبو هذا الطريق ظروفا طبيعية تضطرهم للتأخر بضعة أيام إضافية عن موعد الوصولي ما يؤدي إلى نفاذ المؤونة قبل وقت الوصول، السائق محمد يؤكد الى جانب زملائه استعدادهم التام لتحمل مشاق الطريق من أجل الاستمرار في تزويد السوق الموريتانية بالسلع الجزائرية في أقرب الآجال، إلى  غاية تهيئته وتحسين وضعيته.

وقبل افتتاح المعبر، كانت الشركات الجزائرية تضطر إلى المرور عبر خط بحري غير مباشر عبر اسبانيا او مالطا للوصول الى موريتانيا في مدة تتراوح بين 30 و45يومي ما يتسبب في نفاد المخزونات بالمستودعات في موريتانيا قبل وصول السلع الجديدة، وقلصت هذه المدة بعد افتتاح الخط البري إلى مدة تتراوح بين 7 و10أيام فقط لإيصال السلع.

 

معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط: حضور" قوي و متميز" للمنتوج الجزائري

 

ومقابل عرض سلعها بهذا البلد ينتظر من الشركات الجزائرية الإشراف على تكوين الشباب الموريتاني في عدة تخصصات مرتبطة بنوعية المنتجات المعروضة سيما  الالكترونيك والعتاد الفلاحي، الى جانب توفير مناصب شغل لهم.

وحسب رئيس مجلس الادارة لمجمع كوندور عبد الرحمان بن حمادي، فإن العمل جار على تكوين الشباب الموريتاني في ولاية برج بوعريريج حول تقنيات الصيانة  والتركيب لمنتجات الشركة، وينتظر إبرام اتفاق يؤطر مختلف عمليات التكوين مع السلطات الموريتانية، ونمت صادرات كوندور نحو موريتانيا لتبلغ  1مليون دولار خلال 2017، بحيث يعتزم المجمع التوسع نحو الكاميرون والكوديفوار بعد نجاحه منذ سنتين في دخول موريتانيا والسنغال والصحراء الغربية .

من جانبه أفاد الموزع المعتمد لعلامات جيون الكترونيكس وسافسار للسيراميك وسوناليكا للعتاد الفلاحي، حمادي بوشراية، أن هذه المنتجات تمكنت من  الحصول في مدة سنة واحدة على 10 في المائة من السوق الموريتانية.

بوشراير الذي يعد من الموريتانيين الأوائل الناشطين في مجال التجارة بين البلدين، أكد أن المنتوج الجزائري مطلوب بشدة بسبب توفره على امتيازات  عديدة تتعلق بالقابلية للصيانة والتجديد وتوفير قطع الغيار الخاصة، إلى جانب فترات الضمان الطويلة التي تمنح للزبون الموريتاني مقارنة بمنتجات أجنبية أخرى، كما يوفر المنتوج الجزائري للزبون الموريتاني حسب بوشراية الأسعار الملائمة وامكانيات الشراء بالتقسيط، التي تزيد من الإقبال عليه.

من جانبه أوضح سيدي محمد حسن مسير مؤسسة الولاتي للتمور الجزائرية أن هذه  الأخيرة تحتل المرتبة الأولى من حيث المبيعات في موريتانيا بدون منازع.

وحسب محمد حسني الموريتاني الذي تحصل على ماجيستير رجال الأعمال من جامعة الجزائر وعاد لينشط في مجال تجارة التمور الجزائرية، فإن جودة هذا  المنتوج ساهمت في تكثيف الإقبال عليه بشدة، موضحا أن فتح المعبر البري بدد مختلف العراقيل التي كانت تواجه هذا النشاط، وتنشط شركة الولاتي منذ 2012 في المجال، أين عرفت سنة 2017 وحدها نقل أزيد من  20 حاوية تمور و21 حاوية من مختلف المنتجات الأخرى، وتتطلع هذه الشركة إلى توسيع نشاطها من نواكشوط نحو نواديبو ومنها نحو باماكو على مسافة 1500 كم.

وفي مجال الصناعات الغذائية تسعى شركة مصبرات لحوم الجزائر "مجمع بلاط" إلى دخول السوق الموريتانية، ونقل خبرتها الى الجانب الموريتاني في مجال إنتاج  المنتجات اللحمية المطهية المتنوعة.

وشكل فتح المعبر الحدودي الجديد حسب مستشار المدير العام للمجمع عبد الحميد بوكحنون فرصة هامة للشركات الجزائرية التي ترغب في تزويد السوق  الموريتاني بكميات هامة من السلع، وأجرى المجمع اتصالات أولية مع أطراف موريتانية والوسطاء الذين يتعاملون مع الدول المجاورة لموريتانيا سيما السينغال لبحث احتياجات السوق وإمكانيات إطلاق استثمارات فيه.

أيمن. ف

 

من نفس القسم الوطن