الوطن

غياب الإمكانيات، سوء التسيير وذهنيات تقف وراء تعطل السياحة الداخلية

الوكالات السياحة تطالب الحكومة بالعمل على إزاحة العراقيل التي تواجههم ويؤكدون:

سوء الخدمة في الفنادق سبب نفور السائح الأجنبي والجزائري

الجزائر البلد الوحيد الذي يحمل فيه السائح حقابه بنفسه

 

اختتمت، أمس، الطبعة الـ 19 للصالون الدولي للسياحة والأسفار بالجزائر، حيث دعت الوكالات السياحية، في اختتام هذه التظاهرة، إلى ضرورة تكثيف الجهود لبعث وتطوير السياحة الداخلية وتكثيف التنسيق بين مختلف الهيئات الموكل لها تنشيط الفعل السياحي في الجزائر، معتبرة أن مشكل السياحة في الجزائر هو مشكل إمكانيات وتنظيم وحتى ذهنيات باتت لا تساعد على تطوير هذا القطاع.

وقد عرف معرض السياحة مشاركة 306 مشارك من بينهم 124 متعامل من 13 بلدا أجنبيا، إضافة إلى عدد من البنوك ومعاهد التكوين ومكاتب الدراسات. ورغم أن المعرض شهد نوعا من الإقبال من الزوار، غير أن السياحة الداخلية كانت الغائب الأكبر، خاصة مع التهافت الكبير للجزائريين على مختلف الوجهات الأجنبية، فأول ما يلفت الانتباه وأنت تتجول في معرض السياحة، هو تهافت الزوار على أجنحة الوكالات التي تعرض رحلات إلى خارج الوطن، بينما تشهد أجنحة الوكالات الداخلية هجرانا واضحا من طرف الزوار.

 

الأسعار أكثر ما يعيق تطور السياحة الداخلية

 

وخلال جولة قادتنا إلى الصالون في يوم اختتامه، تقربنا من وكالة "سفاري تور"، وهي إحدى الوكالات التي تهتم بترويج السياحة الداخلية، يقول صاحبها إن أكبر ما يعيق تطور الوجهة الداخلية هو الأسعار، ما جعل الوكالات تساير الطلب وتهمل الوجهة الداخلية. وأوضح ذات المتحدث أن وكالته تنظم أغلب رحلاتها في الفترة الممتدة من شهر أكتوبر إلى غاية مارس، ويتعلق الأمر أساسا برحلات تنظم إلى المناطق الجنوبية كمدينة جانت، التي تكلف رحلتها حوالي 10 ملايين سنتيم لمدة أسبوع، حيث تمثل تكلفة النقل عبئا على الزوار الجزائريين الذين يرغبون في اكتشاف بلادهم.

 

الشركات الكبرى لا تدعم الوجهة الداخلية

 

ويستغرب صاحب ذات الوكالة عدم انخراط المؤسسات الكبرى والشركات الوطنية في دعم الوجهة الداخلية، حيث قال إن هناك شركات كبرى مثل سوناطراك وغيرها من المؤسسات الوطنية الكبرى ترسل آلاف العمال سنويا في رحلات مجانية إلى الخارج، ولهذا أتساءل لماذا لا ترسل العمال في رحلة إلى جانت مثلا، أليس من واجبها المساهمة في الترويج للسياحة الداخلية كونها مؤسسة وطنية؟

 

سوء الخدمة في الفنادق سبب نفور السائح الأجنبي والجزائري

 

ويعد مشكل سوء الخدمة في الفنادق الجزائرية من بين الأسباب التي جعلت السياحة الداخلية تتراجع. وعن هذا الموضوع، أكد صاحب الوكالة السياحية "فيزا تور"، في رده حول سبب عدم اهتمام هذه الوكالات بتنمية السياحة الداخلية وسبب تفضيلها للوجهات الخارجية، قائلا: "لقد نظمنا العديد من الرحلات وجلبنا زبائن جزائريين وحتى أجانب إلى مناطق سياحية بالجزائر، لكن هناك مشاكل عديدة اعترضتنا، أهمها قلة الفنادق وسوء الخدمة، تخيلوا أنه في فندق 5 نجوم الاستقبال لا يرد على الزبائن"، مضيفا: "الكثير من الزبائن يتذمرون من سوء الخدمة وقلة النظافة، حتى أن الحشرات تزاحمك في غرفتك، فكيف تقنع الزبون بالسياحة المحلية وهو يرى هذه المظاهر السلبية، رغم أن الكثير من السياح ينبهرون بما تزخر به الجزائر من مناظر ومناطق سياحية خلابة".

 

الجزائر البلد الوحيد الذي يحمل فيه السائح حقابه بنفسه

 

كما تطرق ذات المتحدث لغياب التكوين لدى عمال الفنادق، معتبرا أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي يجبر فيه السائح على حمل حقائبه بنفسه لدى وصوله إلى الفندق، مشيرا أنه من المفروض أن عند استقبال سائح في فندق وفي غضون إكمال إجراءات دخوله، يجد عاملا مكلفا بنقل حقائبه، وتعريفه بغرفته والخدمات المتوفرة بها، لكن الجزائري وبحجة "الرجلة" يجد صعوبة في نقل حقيبة الزبون أو الزبونة، ويحدث هذا في فنادق 4 و5 نجوم، معتبرا أن تكوين عمال بكفاءات عالية في الاستقبال أو الطبخ أو الخدمات الأخرى، يجب أن تكون استراتيجية الهياكل الفندقية في الجزائر حتي نوفر أرضية أو ثقافة سياحية على الأقل في المحيط السياحي وليس عند المواطن، لأننا ما زلنا بعيدين عن ذلك.

 

وكالات الجنوب تطالب بحماية المواقع الأثرية من التخريب

 

من جانب آخر، طرحت العديد من الوكالات السياحية النشطة في الجنوب عددا من الانشغالات التي أصبح تأثيرها سلبيا على النشاط في المنطقة، على غرار نشاط المتطفلين على القطاع السياحي، بسبب عدم احترام الإجراءات الخاصة بجلب السياح والتنقل معهم بالمواقع السياحية، الأمر الذي سبب تدهور المواقع السياحية. ودعا هؤلاء المتعاملون إلى ضرورة حماية المواقع السياحية من طرف الحظائر الثقافية، وحتى من طرف المصالح الأمنية، لوقف التشويه المتعمد للإرث السياحي بالمنطقة، الأمر ذاته يخص مشاكل التلوث البيئي الذي تشهده المدن الصحراوية في السنوات الأخيرة، ما يجعلها غير مؤهلة لاستقبال السياح، بسبب الحديث الذي لا يتوقف عن ضعف الجماعات المحلية في مسايرة القطاع السياحي الذي يتطلب مدنا نظيفة، خلافا لما هو حالها الآن.

 

من نفس القسم الوطن